أقلام حرة

ما يحصل في العراق هو من الجنون السياسي

في كل مرة يهب هذا الرجل لانقاذهم الى ان اعياه التعب وجلس منهار القوى لا يقوى على الحركة وبعد ان اخذ نفسا شاهد في الطرف المقابل من الشاطئ مجنونا يلقى بالناس عنوة في النهر وهنا عرف ان رأس البلاء هو ذلك المجنون ولو عالج المسألة من الاول لوفر على نفسه كل هذه التعب ! بمساعدة هذه الحكايه الموروثه من تاريخ الشعوب نعرف ان ما يحصل في العراق هو من جراء الجنون السياسي والمتمثل بالبرلمان والمحاصصة الطائفية والديمقراطية التوافقية فكلنا على حافة الغرق ! وللقضاء على هذا الخراب والدمار يجب معالجة هذا الجنون السياسي العراقي وباسرع ما يمكن، ومن اعراض هذا المرض الجنوني السياسي هو الكذب على الشعب وعدم احترام الذوق العام والتصاريح الاعلامية المتناقضة من قبل البرلمانيين والمسؤليين وبعتمادهم التبرءة والادانة الغير مشروطة بحب الوطن و انما الولاء لاجندات معروفة للجميع وعدم الشعور بالمسؤولية

تصوروا من تاريخ 18. 12.2009 ولحد الان ونحن لانعرف حقيقة الاحتلال الايراني للبئر رقم 4 للحقل النفطي الذي يقع في الفكه العراقية شرق مدينة العمارة، وهل فعلا ايران انزلت العلم العراقي منه ووضعت العلم الايراني وطردت العاملين فيه وحفرت خندق وبنت ساترا حوله وكيف حصل هذا ولماذا؟. فقائد عمليات ميسان يؤكد على استمرار التجاوز للحدود العراقية حول محيط البئر ولكن لم نسمع تصريحا حكوميا بالادانة او حتى تأكيدا او تكذيبا للخبر!. بالمقابل صرح الناطق الرسمي باسم الحكومة ان اجتماعا وزاريا مصغرا قيد الانعقاد ! قولو يا الله ! ولكن لماذا ومتى وماذا جرى فيه وهل انعقد فعلا؟ لازالت الاجابات في خبر كان !. واضاف انهم يفكرون أأكد انهم يفكرون في استدعاء السفير الايراني لغرض التباحث حول الموضوع وكأنه موضوع خطبة للبئر !! والمضحك المبكي هو التصريح بطمأنة السوق النفطية العالمية بأن احتلال بئر الفكة سوف لن يؤثر على صادرات النفط العراقي ! ياسلام ! أطمأنان عجيب وتصريح اغرب الاحتلال لا يؤثر على الصادرات ! والله جبتوا الاسد من ذيله !!ولا نعرف الحقيقة اين هي ! هل هو فعلا تحت سيطرة الايرانيين ام مجرد اشاعة و هل فعلا انسحبت منه ام لا؟ اذن كيف دخلت وكيف انسحبت؟ وان كان احتلال فعلي او اشاعة لان لا تفرق عند الربع ! اين دور الحكومة والبرلمان تجاه هذا الخبر؟!! اصدقونا ياساسة ياكرام ولماذا التعتيم والخوف؟!  فأن فعلا احتل الايرانيين البئر فهي رسالة لكل من الامريكان والمالكي فتقول للاولى ها انا في العراق ماذا ستفعلى فأنا العب ما اشاء وللثاني انت لا تقدر على حماية العراق وخيراتة والامن ها هو بيدي والهدف الاساسي هو لتوحد شعبها ضد عدو وهمي كما كان يفعل دكتاتور العراق لتلافي الاضطرابات المستمرة داخل ايران !   ثم لم تكن هذه الحقيقة الوحيدة الضائعة فقبلها عرفنا ومن الاعلام ايضا كما هو حاصل في الفكه عن تجفيف12 نهرا او اكثر من قبل الجانب الايراني وبدون اسباب او مسببات مقنعة مما ادى الى حالة التصحر والخراب في الزراعة وهجر البساتين في جنوب العراق والحكومة والبرلمان ليس لديهما وجهة نظر.وهناك اخبار اعلامية اخرى اكدت بأن الكويتيين سرقوا النفط العراقي وباعوه علنا وقتلوا الصيادين العراقيين ويعرقلون بناء الميناء العراقي ! ولكن الحكومة ليس لها وجهة نظر تجاه هذه الاحداث!. والسعودية القت القبض على الرعاة العراقيين واودعتهم السجن ومنهم من صدر بحقه حكم الاعدام ومنهم من اعدم فعلا وتصديرها الارهاب الوهابي والمفخخات والدعم الغير محدود لازالة المالكي من السلطة والتصريح علنا بعدم استقباله ! والحكومة والبرلمان ليس لديهما وجهة نظر! وسوريا وافعالها الارهابية والتدخل الفاضح في شؤون العراق واحتضانها لكل الارهاب البعثي المصدر للعراق وسرقتها المياه المخصصة للعراق وفتح المبازل بدل من الماء الصالح ! والجهات المعينة ليس لديها وجهة نظر ! والاردن ودورها في اكبر مخطط لا فشال العملية السياسية والتمسك بالارض العراقية التى يقال انها اهديت لهم من قبل الدكتاتور المقبور على اساس ورث الي خلفوه ! والحكومة والبرلمان ليس لديهما وجهة نظر! وتركيا وتوغلها 10 كيلومترات في شمال العراق بحجة مطاردة حزب العمال واحتضانها اكبر المؤتمرات الهادفة لافشال العملية السياسية وقطعها المياه عن نهر دجلة والفرات !والحكومة والبرلمان ليس لديهما وجهة نظر ! لكن بالمقابل رجالات العراق ورؤساء اكبر الكتل الحزبية والائتلافية لهم ردود افعال اخرى و وجهة نظر مخالفة وندية فزياراتهم وشكرهم وامتنانهم لهذه الدول التى ساعدت العراق اقصد انتهكت حقوقه !! تتصدر الصحف والمواقع الاخبارية والقنوات الفضائية منهم من يقدم التعازي لهذا النظام او ذاك ومنهم من يهنئ ومنهم من يبارك وهلم جرى. فيا ترى كيف لنا ان ندرك او نفهم ما يجري في العراق وسياسته الجنونية هل هي كيدا بالمالكي ام ولاء اجنبي او طائفي او لغاية في قلب يعقوب ! عجبي لما نراه في العراق فالتحالف الحكومي او الائتلاف يعني بصفة عامة اشتراك طرفين او اكثر في حلف او عهد او ائتلاف حكومي يناصر ويساند بموجبه كل طرف الطرف الاخر او الاطراف الاخرى ولاسيما في بّعديه السياسي والامني يعني ضمنيا و صراحة يجب ان تكون اعمالهم و تصرفاتهم موجهة ضد عدو او خصم او ازاء خطر معين

 

والمنطق المتعارف عليه في مثل هكذا تحالفات هو التحالف الذي يأتي في الدرجة الاولى والاساسية بين المتحالفين في تحديد العدو المشترك. والمستوجب اتفاقا بين الاطراف المتحالفة على حد ادنى من المبادئ والاهداف والمصالح التي تسهم في اغلب الاحيان في تحديد العدو المشترك. وتبعا لذلك فأن الائتلاف الحكومي او البرلماني لابد ان يجمع اطرافا يتوفر فيها حد ادنى من التجانس السياسي

وهو تجانس مترتب على طبيعة الائتلاف المبرم ضمن الدستور المتفق عليه بالاضافة الى الاتفاق بين الاطراف المتحالفة على اساليب العمل وآلياته التطبيق لهذه الاهداف المشتركه والمصالح التي تصب في خدمة الشعب.اما مانراه في العراق وحسب المثل الدينماركي

العملية نجحت لكن المريض مات

فالتصريحات المتضاربة والزيارات الكيدية والولاءات الغير منطقية حكمت على العملية الناجحة نوعا ما بموتها

اما الشعب فحرمانه من الحقوق والمكاسب التي قاتل من اجلها اكثر من اربعين عاما ناهيك عن تظليله في معرفة عدوه الحقيقي لاختلاف الولاءات الخارجية والمنصبة في افشال العملية السياسية بالاضافة الى الجري وراء الاسوار وعدم الاهتمام بداخل العراق فالحدوده العراقية ومن جميع الاتجاهات منتهكة بالرغم من وجود اتفاقية امنية بين العراق والجانب الامريكي

وتفشي المحسوبية والسرقات لاموال الشعب والواسطات والرشاوى واعادة دور العشيرة في مجتمع مدني ديمقراطي هذه وحدها تحتاج الى ترجمة كل دساتير العالم الديمقراطي كي نحاول فهم دور العشائر في حكم العراق الديمقراطي

وأفعال البرلمان والحكومة وتصرفاتهم الهوائية وافتقارهم للمواجهة الصريحة والصادقة بالدفاع عن العراق جعل المواكب الحسينية لسان حال الشعب تصدح شعرا بالنقد والدعوة لاعادة النظر فيما تفعله الحكومة والبرلمان تجاه الشعب. فمثلا نادت احدى المواكب بهذه الابيات المعبرة عن الحالة السياسية المزرية والخالية من المسؤولية تجاه العراق

بما يلي

تدري جيران الوطن متأمرين

على تمزيق الوطن متوحدين

كل حزب عنده اجندة والشعب بس الله عنده

يا أمام الثائرين على دربك سائرين

 

او عن تفشي الفساد

كم وزاره سابحه ببحر الفساد

دمرت هذه الحاله احوال البلاد

ماكو الهم ليش رادع على الشعب منهو اليدافع

 

ورددت الحشود حول احياء القضاء والنزاهة قائلة

"وين حامي الحرب على المفسدين

ليش ما شفنا حكم عل المجرمين

رقابهم محد لواها

لا قضاء ولا نزاهة"..؟

 

ورددت جموع اخرى حول الوعود الكاذبة والسرقات

نحن ندري الموت خبز الفقراء

يده بيد من سفك دم الأبرياء

جئنا نشكى لك يا حسين

سرقنا المدعي بالشرف والدين

يا إمام الثائرين

على دربك سائرين

 

وبالصدد نفسه ومن البصرة اطلق الشيخ عبدالحميد المهاجر تحذيرا مباشرا للحكومة العراقية داعيا إياها الى ما وصفه بترك العناد والالتفات للعباد. وقال المهاجر "ان لم يصغ رئيس الجمهورية ووزير الداخلية، ورئيس الحكومة، ان لم يصغوا ويتركوا العناد ويلتفتوا لحال البلد والعباد، فإننا سنعلن أننا لن نحترمهم ابدا". ولاسباب لم تعلن بعد تم منع المهاجر من إلقاء محاضراته في كربلاء فانتقل للبصرة في خطبته اليومية المتواصلة منذ اليوم الأول لمحرم حتى العاشر منه !

اذن وبهذه الادانات الصريحة من قبل الشعب للحكومة والبرلمان يؤكد لنا بأن الشارع العراقي لازل بخير رغم كل المعاناة والمأسي التي جرها عليه البرلمان والساسة العظام. وكلي امل وثقة ستكون الانتخابات القادمة اكثر وعيا وادق اختيارا. وحسب المثل الالماني : الاسد الميت يرفضه حتى الحمار ! والبرلمان وحكومته من الاموات في نظر الشعب

 

أ.د أقبال المؤمن

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1271 الثلاثاء 29/12/2009)

 

 

 

 

في المثقف اليوم