أقلام حرة

ايهما ارهابي الملك المعظم ام حزب العمال الكوردستاني؟

مرة اخرى هناك من سمح لنفسه بالتطاول على الكورد، سواء كان مجاملة لراعي الارهاب في دولة تركيا ام ايمانا بكلامه المشين من اساسه. انه وزير خارجية المملكة العربية السعودية اللاهث وراء اية دولة كانت في هذه المرحلة التي تغيرت فيها اوضاع سوريا وما فيها، كي يُخرج بلاده من الازمة الخانقة التي وقعت فيها في اليمن وفشلها هناك وثم فشلها وانكسارها في خطها السائر عليه في  سوريا نتيحة افعالها وصراعها المستمر مع المحور الاخر . انها الدولة التي ترعى الارهاب دون ان يندد بها احد بشكل مؤثر نتيجة ما تملكه من المال والثروة والنفط وتستغله وما تكسب منه لامور سياسية دولية خارجة عن خدمة الانسان، على الرغم من ادعائها السلم والامان ومتشبثة بالدين الاسلاميرلفظا وسياسة من الاساس في توجهاتها المصلحية .

ان قيّمنا ما عاش عليه الارهاب طوال هذه المدة من الدعم المادي والمعنوي الذي اغدق به، لابد ان يذكر العالم السعودية في مقدمة المساندين له شعبا ودولة وسلطة دون ان توضع تحت طائلة العدالة العالمية .. انها هي التي تعمل وفق اسس الارهاب شريعة وسياسة وتوجها وما تسير عليه من القتل والهتك بالاعراض والانفاس الى الغزو والاحتلال والمساهمة الفعالة في تغيير الانظمة الاخرى بغير حق من اجل ثباب الذات .

حزب العمال الكوردستاني صاحب الحق الذي يكافح من اجل اهداف سامية للشعب الذي غدر به التاريخ والانظمة والقوميات المتعصبة التي لا يهمها الا عرقها وقوميتها ودولتها المحتلة والمستغلة للشعوب الاخرى . انه حزب يريد السلام من خلال ضمان حقوق الجميع واحقاق الحق لشعبه ايضا . اننا يمكن ان نسال الجبير ونظيره التركي مولود ابن جاوش، فهل اعتدى الحزب العمال الكوردستاني على احد، هل وصل الى السعودية او تحرك خطوة بالضد من مصالحكم ايها العربان في الجزيرة القاحلة، فهل يمكن ان تفرض مصالحك الضيقة ان تقف ضد كل الحقوق والعدالة بما فيها العدالة الالهية التي تدعون بانها هي التي يمكن ان تكون متساوية على الجميع وتحقق للجميع ما يريدون .

يبدو ان الجبير قد نسى ما قاله قبل مدة عن تركيا وسوريا وروسيا واليوم بعد التغييرات يريد ان يكسب ودهم بالتقارب والتصريحات والتوجهات والافعال والتنازلات على حساب الكورد وحزب العمال الكوردستاني . اننا لا نريد ان نتكلم عن افعال ومواقف وتوجهات تركيا وسلطتها لانها معروفة للجميع بل كل ما تفعله ليس الا للوقوف ضد تطلعات الكورد وامالهم وحقهم المسروق من قبلها . اما ان ينبري الجبير في اتهام شعب وحزب بما هو متهم به من حيث شعبه ومملكته وتاريخه، هذا ما يستعجب الجميع منه .

للشعب الكوردي ان يسال، اي هو الارهابي، من يغزو ويقتل ويحتل اراضي الاخرين ويسلب ما لديهم  ويسبي نسائهم ويعتاش على ما يحصل من الغنيمة التي تسيطر عليها بالسطو المسلح والفكري ايضا ام الشعب الهاديء المسالم الذي يعيش عل ارضه منذ الاف السنين دون ان يمد يده الى الاخر . ايهما الارهابي من يعتدي على الاخر فكرا وفلسفة وتاريخا ام من يحفظ لنفسه ما يمتلكه او يؤمن به دون ان يفرض ما لديه على الاخر . ايهما الارهابي من يقطع الرؤوس ويبقر البطن ويحرق ويغرق ام من يعفوا عند المقدرة .

لو كنا مدققين لتاريخ بلد هذا الذي يقسم صكوك الغفران نرى كيف هو . واليوم يريد ان يسير على ما سار عليه اجداده ولا يعلم انه قد ولى زمن السيف والقوة، لا بل اصبح هو وبلده تحت رحمة العقل والعلم والمعرفة التي تخلو عقول حكامه وبلده  منه .

من المعلوم ان كلمة الارهابي لا يليق الا بمن لفظه ونظيره اللذين لهما تاريخ ماسآوي في هذه الناحية، انه يجب ان يتذكر تاريخ الغزوات التي قتل ودمر الحرث والنسل من اجل مصالح دنيوية باسم الدين منذ ظهور الاسلام من هذه الجزيرة التي لا تملك حتى مصدر المعيشة لحين استكشاف النفط من قبل من يعتبرونهم كفار لهم، ونسال هذا الاخر صاحب تاريخ يحوي في ثناياه اخطر التجاوزات الانسانية بالقتل والسبي وحتى الغدر الديني والدنيوي من خلال امبراطورية سميت باسم شخصيتها الدكتاتورية المتسلطة على الرقاب بفعل القوة والغدر والخداع وه عثمان ارطغرل .

اما الان وما تغيرت من المعادلات التي فرضت على الدولتين المدعين باسلامهما وهما في الاساس ليستا الا دولتين متصارعتين في جذورهما، هذا عدا ما يكنان من العداوة للمذهب الاخر . اي لا يملكان غير التعدي والغزو وفق تاريخهما وعقليتهما ولا يمكلون ما تتطلبه منهم المرحلة والعصر من العلوم والمعرفة،  وهم يسلكون الطريق ذاتهاو بالمكنون والجوهر ذاته ابان صدر الاسلام  وبعده .  

في المثقف اليوم