أقلام حرة

الهدوء لنبعد الارهاب اولاً

المطالبات الجماهيرية حق لايمكن انكارها فالفساد هو ما حملته المحاصصة وشجعت عليه وجعلت الوطن وسط بحر هائج تتلاطم به الامواج وخربة مفصله وفتحت الباب للسراق في نهب خيراته. ولكن المطالبات والتظاهرات يجب ان تكون في ظرف وزمان  مناسبين وعدم الانشغال في الامور الجانبية الحزبية والكتلوية في وقت  تعمل القوات المسلحة المشتركة من جيش وشرطة اتحادية ومكافحة الارهاب وحشود شعبية وعشائرية والبيشمركة على دحر الارهاب الذي يعيش ايامهم الاخيرة وتحتاج الدعم من جميع الجهات وان الصراعات الدائرة في الساحة وما تشهده من افرازات هي سلبية على الواقع في وقت نحن في امس الحاجة الى الهدوء والسكينة كي نقطع الطريق على  قوى الظلام كي لا تكشر انيابها مرة اخرى ولا تقوم لها قيوم فيما بعد . يعيش العراق حالة نزاع سياسي طال به الأمد، بدأ مع الغزو الأمريكي للعراق عام 2003  - والذي أطاح بنظام حزب البعث بقيادة صدام حسين- ومازال مستمراً حتى هذه اللحظة، منذ ذلك الحين والوضع الأمني والسياسي في عموم أنحاء البلاد في غليان مستمر، منذ ذلك الحين والعراقيين في حالة تضحية مستمرة، مقيدي الأيدي وفاقدي الأمل بالسياسيين الحاليين.

بصراحةٍ ووضوحٍ نحن في حاجةٍ إلى سُبل جديدةٍ سريعةٍ لتطهير العملية السياسية المهدد من الداخل، كاويةٍ للوعي وموجعةٍ للشعب، يستخدم الجهل فيها أقصى قوته، وأقوى سلاحه، فلا نعطيه الفرصة ولا نمكنه منها، وإن كنا نطمئن إلى أنفسنا، ونركن بعد الله إلى ثقتنا بحقنا في العيش بسلام وامان، ونعتمد على قوتنا وتماسك شعبنا، ولا نخاف ولانهرب من المواجهة، ونصبر عند القتال، ونصدق عند اللقاء، ولا يجيز لنا أن نسهل للعدو باستهتار البعض أو غبائه حرباً يريدها مشتعلة، يدفع شعبنا ثمناً غالياً لها من حياة أبنائه واستقرار عيشه، وهو الذي يصد هجوماً من الارهاب بكل بسالة بعد حروبٍ طاحنةٍ همجيةٍ، دمرت بيوت، وقتلت أبناء، وخربت حيات، ما زال يقاتل  ولم يخرج من اتونها، اليوم مطلوب من الجماهير أن تحافظ على  قوتها، وأن تحمي شعبها، وعلى الأمة أن تساهم في حماية هذه البطولات المباركة بمسك الداخل بوعي، الهمة اذا انكسرت وهزمت فإن الوطن كله سيسقط وسينهار، وسينذل وسيخضع، وسيفقد كرامته وعزته، ولن يكون لنا تحت الشمس مكانٌ مسؤولية الحكومة هي،

العمل على توحيد الجبهة الداخلية كخطوة أساسية، وفعالة وناجحة في مواجهة من يتربص بنا، ويحاول استغلال بعض الثغرات، كما على السياسين جميعا يعوا مهامهم، أن يكونوا على قدر المسؤولية، في هذا الوقت الحساس، ولينظروا لمصلحة العراق بعيد عن مصالحهم الشخصية، وليتذكروا أنهم في نعيم، بسبب تلك الدماء الطاهرة التي تنزف يومياً في مواجهة داعش اعداء الانسانية، لتبعد شر الإرهاب عن العراقيين جميعا.

عبد الخالق الفلاح – كاتب واعلامي

في المثقف اليوم