أقلام حرة

شيعة العراق والبوصلة المفقودة

المتابع لمواقف شيعة العراق (من زاوية سسيولوجية وبما هم شريحة تشكل غالبية المجتمع العراقي) منذ لحظة الاستعمار البريطاني للعراق والمنطقة بدايات القرن الماضي وماتبعها من تداعيات كثورة العشرين مرورا بتأسيس الدولة العراقية الحديثة وطريقة تعاطيهم مع استحقاقاتها كالانتخابات والانخراط في مؤسساتها، ثم العهد الملكي إلى حكم قاسم ومن بعده حكومة البعث الأولى والثانية وصولا الى ايامنا هذه يرى بوضوح أن الشيعة في العراق برزت في مجمل مواقفهم السياسية مصفوفة من العلامات الفارقة التي ظلت ملازمة لهم باستمرار إلى يومنا هذا لم تفارقهم رغم التحولات المختلفة والخطيرة التي مر بها العراق طيلة هذه الفترة وهي انهم كانوا دائما فاقدي البوصلة، لايعرفون ماذا يريدون، لايمتلكون مشروعا.. لم يعرف عنهم أنهم ارجعوا حقا من حقوقهم الضائعة يوما ما، علما انهم كانوا على الدوام اول المضحين بلا فائدة تعود عليهم، يجيدون التفريط بالفرص التي تأتيهم غالبا (بضربة حظ)، كما عرفوا بمعادات من يريد لهم نفعا، وموالاة من يضطهدهم. وأمام ما يمر به العراق حاليا من مفصل تاريخي خطير جاء على انقاض حكم دكتاتوري بشع اذاقهم الويلات من قتل وتشريد واذلال وانتهاك لكل مقدساتهم يشهد واقعهم حالة من التشرذم والتخبط والتنازع وفقدان الهدف منذ اربعة عشر عاما وهاهم اليوم يشرفون على حافة ضياع فرصة لا أظن أن القدر سيجود عليهم بمثلها ثانية أعني نجاتهم من الضياع ليعودوا إلى تيههم الذي ادمنوه، وكأنهم لايمكن ان يكونوا بأحسن حالا مما هم عليه الآن. اما في القوم عاقل؟ أما فيهم رجل رشيد؟ الى متى يبقى شعب كامل رهين مصالح سياسي هنا وسمسار هناك؟.

 

مضر الحلو

في المثقف اليوم