أقلام حرة

التظاهر حق وواجب ولكن ...

نعم التظاهر حق وواجب وعلى كل انسان حتى لو كان بمفرده اذا شاهد سلبية او مفسدة او خطرا وشرا يهدد شعبه ان يخرج متظاهرا منبها ومحذرا وطالبا وداعيا الى ازالته ازالتها حتى لو كان مجرد شكوك لكن وفق القانون وفق الدستور

لو نظرنا الى المظاهرات التي تجري في العراق نظرة فاحصة لاتضح لك انها لغايات خاصة ظاهرها الجنة وباطنها النار انها لعبة خدعة الهدف التآمرلغايات خاصة ومنافع ذاتية ان لم تكن لخدمة اجندات اجنبية كلمة حق يراد بها باطل كما قال الامام علي للذين رفعوا المصاحف وهذا ما حدث في مظاهرات واحتجاجات الانبار والموصل والحويجة وصلاح الدين التي كانت غطاء لداعش الوهابية وبالتالي سهلت لها غزوها للمناطق الغربية السنية وكادت تغزو العراق كله وتفرض ظلامها ووحشيتها لولا الفتوى الربانية وتلبية العراقيين وتأسيس الحشد الشعبي المقدس الذي تصدى لهم واوقف مد ظلامهم ووحشيتهم وبدأ بمطاردتهم وها هو يحاصرهم في الضفة اليمنى من الموصل

لا شك ان حكومة المحاصصة الشراكة المشاركة التي فرضت على العراقيين بعد تحرير العراق في 2003 فرضها الواقع العراقي رغم وجود دستور ومؤسسات دستورية وكنا نأمل ان حكومة المحاصصة ستزول وتتلاشى بحكم التزام وتمسك العراقيين بالدستور والمؤسسات الدستورية للاسف الشديد ان نفوذ كرسي المسئولية وما يدره من مال ونفوذ أنساهم هموم ومعانات الشعب العراقي وانشغلوا بجمع المال وبدأت المنافسة بينهم من اجل الحصول على الكرسي الذي يدر اكثر ذهبا وهكذا اصبح شغلهم الشاغل وتخلوا تماما عن القيم والاخلاق والمبادئ التي كانوا يدعون اليها ويناضلون من اجلها كما تخلوا عن معانات وآلام الشعب عن الوطن حتى انهم تخلوا عن الدستور والمؤسسات الدستورية تماما وعادوا الى القيم والاعراف العشائرية والاكثر تخلفا وسادت الفوضى ومن ثم الفساد والارهاب للأسف حتى المظاهرات اثرت عليها المحاصصة فهناك مظاهرات سنية في مناطق سنية وهناك مظاهرات شيعية في مناطق شيعية وهناك مظاهرات كردية في مناطق كردية كم اتمنى ان تخرج مظاهرات عراقية واحدة في ان واحد في الشمال والجنوب والغرب تصرخ بصوت واحد عراقي انا وانا عراقي

لهذا على المتظاهر ان يكون هدفه الدعوة الى التمسك والالتزام بالدستور والمؤسسات الدستورية والخضوع لارادة الشعب واحترامها هذا هو الطريق السليم الذي يوصلنا الى بناء عراق حر يحكمه القانون ويسوده العدل والمساوات لهذا على القوى الوطنية الوقوف ضد اي مجموعة فرد يريد فرض رأيه وجهة نظره بالقوة وانه وحده يملك الحقيقة وانه الافضل والاحسن

هدفنا ان نجعل الجميع تشارك وتساهم في بناء العراق وفي خلق الانسان وهذا يتطلب من الجميع ان تطرح افكارها ووجهات نظرها بحرية ومنطلقة من قناعتها الذاتية لاخوفا ولا مجاملة وبالتالي نريد هذه الافكار ووجهات النظر تتلاقح تتفاعل مع بعضها لا نريدها تتصارع فاذا تلاقحت وتفاعلت مع بعضها اعتقد ستولد ثمرة جديدة وهكذا نبني وطننا ونطوره الويل لنا ان تصارعت افكارنا ووجهات نظرنا فلا نحصد منها الا الحروب والويلات وعدم الاستقرار

المعروف اننا عشنا آلاف السنين تحت حكم الرأي الواحد الفكر الواحد الحاكم الواحد عشنا في ظل الاستبداد والعبودية وفجأة وبشكل غير متوقع أنقذنا المجتمع الدولي من بحر العبودية والاستبداد ورمانا في بحر الحرية والديمقراطية وبما اننا لم نعرف قيم الحرية واخلاق الديمقراطية لا نملك تجربة سابقة استخدمنا في بحر الحرية والديمقراطية قيم واخلاق العبودية والاستبداد مثل الخوف من الاخر عدم الثقة بالاخر الانانية الحقد على الآخر الصعود على اكتاف الآخر انا الاصلح وغيري لا يصلح خائن وبدأت صراعات مختلفة عائلية عشائرية مناطقية دينية قومية طائفية حتى شعرنا بان الديمقراطية الحرية هما السبب وكثير ما نلوم بعضنا بعض هذه الديمقراطية التي أتى بها المجتمع الدولي القوات الدولية وهكذا تجاهلنا سببها هو نظام الظلام الاستبدادي نظام الحزب الواحد الحاكم الواحد الذي احتل عقولنا ودمرها وزرع الخوف والذل والانانية بقدر خوفنا من صدام وذلنا له نحاول ان نفرض الخوف والذل على الناس الاخرين الذي بمستوانا ودون مستوانا وهذه الحالة نحاول فرضها في زمن الحرية والديمقراطية

لهذا على القوى الديمقراطية ودعاة بناء الدولة المدنية العلمانية ان تكون مهمتهم الاولى وهدفهم الوحيد هو دعم الديمقراطية وترسيخها من خلال ترسيخ القيم والاخلاق الديمقراطية فالديمقراطية ليست ملابس نرتديها ونخلعها حسب الرغبة بل تحتاج الى ممارسة الى تجربة الى وقت مثل تعلم السباحة قيادة السيارة

كما يتطلب منها الالتزام والتمسك بالدستور والمؤسسات الدستورية الى درجة التقديس وتحرم خرقها التجاوز عليها القفز فوقها تحت اي ظرف ورفض اي توافق مهما كان خارج الدستور والمؤسسات الدستورية

كما على القوى الوطنية الديمقراطية دعاة المدنية والعلمانية كما يدعون ان يكون قربها وبعدها من القوى والتيارات السياسية من خلال قرب وبعد من خلال تمسك والتزام وعدم التزامها وتمسكها بالدستور والمؤسسات الدستورية

 فالعراق يعيش في حالة غير طبيعية انه يخوض حربا ضارية اي حالة غير طبيعية خارجة على الدستور والمؤسسات الدستوري ستؤدي الى الفوضى وستكون فرصة مناسبة لاختراق الجهات المعادية كما حدث في مظاهرات الانبار والموصل

 

مهدي المولى

 

في المثقف اليوم