أقلام حرة

العتبة في قفص الإتهام !...

كلنا نعرف ماذا عمل صدام، أيام الثورة الشعبانية ونظامه الفاسد، وكيف دخل الحرس الجمهوري للحرمين؟ وماذا عملت الدبابات! وماذا توعد حسين كامل، وكلماته لا زالت يتذكرها العراقيين، "انته حسين وآني حسين"، وكيف كانت نهايته! في آخر المطاف رجع بعد هروبه، وهو الذي يعرف صدام جيداً أكثر من غيره، لانه رافقه وشهد كل جرائمه بحق الشعب العراقي أيام حكمه، ولاأريد الخوض بالتفاصيل، بقدر ما تهمني ماذا فعلت القوات التي دخلت لكربلاء آنذاك، وكيف تم ضرب القبة الشريفة بالقذائف، وبعد إنتهاء الأحداث وإستتباب الامر لصدام، بقيت بعض الشواهد لتلك الجرائم، التي إقترفها أيام نظامه، الذي ذهب غير مأسوفاً عليه .

بعد الإحتلال تحررت العتبتين، ورجعت لسابق عهدها، لكنها ليست كالأمس، حيث كانت الأموال تذهب نهباً لاؤلئك الذين يدعون أنهم أبناء الأئمة، إضافة للحكومة السابقة، اليوم العتبة واجهة محترمة نال عملها إستحسان كل من رأى التنظيم والخدمة والإعتناء بالزائر، موفرةً كل ما يحتاجه الزائر، إضافة الى أمر مهم جداً "الامن" الذي تفتقده المحافظات، وإن كانت هنالك خروقات تحصل بسبب التواطوء من بعض مريضي الأنفس، لكنها تكاد تكون منعدمة، بسبب التشديد في الأمر الأمني، الذي يعد من أهم المفاصل، إضافة لباقي المفاصل المكملة، ناهيك عن الجهود التي لا يمكن تصورها، حيث تطورت وأصبحت للعتبتين قناة فضائية خاصة ومكاتب إعلامية .

مدينة صغيرة داخل محافظة كربلاء، لكنها تختلف بنظامها الصارم، والتكامل بكل شيء، عمال يعملون بكل مهنية ومسؤولية، يدفعهم حبهم للإمام وخدمة زواره، والأهم من ذلك، هنالك مركزية بالقرار، أي لا يمكن إتخاذ أي قرار دون الرجوع للمسؤول، وكلٌ على حِده، وحسب العمل المناط به، وذلك لم يأتي من فراغ، بل هنالك رجال عملوا بكل ما تحمله المعاني، لإثبات عكس ما كان في عهد نظام البعث، والتطور الذي حصل خلال السنين الماضية خير دليل على القدرة والنجاح، وتنامت هذه الأعمال التطويرية، وصلت لحد إنشاء شركات عملاقة تابعة للعتبتين المقدستين، وبإمكانها إلتزام مشاريع متطورة جداً، بإمكانها منافسة الشركات العالمية !.

لم يقم الإعلام العراقي أو الوكالات، بتسليط الضوء على تلك المنجزات الجبارة، التي أبهرت كل من رآها، والتوسعة كانت أو الغيث، أو النفق الذي لم يتم إفتتاحه بعد، من شأنه إمتصاص الزحام للزيارات المخصوصة أو زيارة الأربعين وغيرها من الزيارات، والتزجيج والنقوش وما إستطاعت العقول من إبتكارها، مناظر تسر الناظرين، والمضايف التي تلم النازحين اليوم، إضافة للبيوت التي تم الإنتهاء منها وتم توزيعها لمن وقع نصيبه عليها، ناهيك عن التي في طور البناء، والأيام القادمة كفيله بإبرازها للعلن، وهذا جعل من لم يحصل على نصيب من تلك الأموال، التي يعيش عليها شريحة كبيرة في المجتمع العراقي يثورون !.

الظاهر للعلن أن تلك الاعمال لا تروق للبعض، ممن يتصيدون المشاريع، والإستثراء على حساب المواطن العراقي، الذي ضاق ذرعا بهؤلاء الشرذمة، التي أتت بها الحواشي! ولو بحثنا عن إنجازاتهم لكانت نتائجها تزكم الأنوف، والبعض منها مشاريع فقط بالأحلام، أو ليس لها وجود كما نوهت به هيئة النزاهة وبعض المنظمات، وما الإعتراض على مطار كربلاء، إلاّ غيض من فيض، ومن يريد المعرفة، عليه أن يبحث عن أعداد المشاريع التي تم إعلانها، لكنها في الحقيقة مجرد حبر على ورق، ولا يوجد لها أثر يُذكر ناهيك عن باقي الملفات التي دُفِنَتْ وضاع أثرها وبعض منها تم حرقه ليتم محو أثره .

ليت كل دوائرنا أو مؤسساتنا، تعمل بنفس النظام الذي تعمل عليه كل من العتبة الحسينية أو العباسية المطهرتين، وأنا جازم لو عملت لكنّا بخير، ومبدأ العقاب والثواب يكون بالصدارة، ولنتعلم منهم الإخلاص في العمل والمهنية، وخدمة الناس الذين هم أهلنا ونحن منهم، وشعب اليابان أبسط نموذج!  ومن لديه مشاريع كالتي أنجزنها العتبتين فليبرزها للعالم، ويبين حسن نيتهِ عندما يتهم الآخرين، ولو واحدة كالحزام الأخضر، وهذا أبسط مشروع أنجزته العتبة، ولا أريد أن أقول له عن فسائل النخيل، التي تم إنشاء مختبر خاص بها، لإنتاج وإستزراع كل أنواع التمور العراقية والعالمية، التي ستغطي حاجة السوق، ناهيك عن التصدير .

 

رحيم الخالدي

في المثقف اليوم