أقلام حرة

العراق بين فتوتين .. فتوى انقذت العراق وفتوى استباحت الدماء

من يقرأ التاريخ جيدا ويتمعن به ويقرأ قصص الاقوام والحضارات التي سبقتنا وتاريخ الملوك والحكام سيلاحظ ان هناك عامل مشترك لجميع هذه الحضارات والدول وحياة الملوك حيث ان الملوك يحكمون بقوة السيف وفقه ونصائح وتبليغات وفتاوي رجال الدين الذين باعوا اخرتهم بدنياهم سنجد ان انبياء الله جميعهم حوربوا وقتلوا وشردوا من قبل الكهنة وهم رجال دين لا يشق لهم غبار ولكن عبادتهم ليست بنية التوجه الى الله وانما لعبادة الاوثان وارضاء السلطان هذا الحال ينطبق على بلدنا العراق وينطبق الحال على الامام علي (عليه السلام) وهو الامام والخليفة والحاكم الشرعي والخليفة على العباد والمنصب من الله ورسوله حيث حورب من قبل رجال الدين عبدة الدينار والدرهم حيث قاموا بالخروج بجيوش جرارة في معركة الجمل وصفين والنهروان يتقدمهم العشرات من رجال الدين والبعض يطلق عليهم لقب الصحابة ولكنهم ذهبوا الى معسكر الشر والخديعة معسكر النفاق والدجل معسكر معاوية الذي يتستر بعباءة الدين وتركوا الامام علي المنصب من الله عز وجل ورسوله المصطفة محمد (ص) حيث استشهد الامام علي في محراب الصلاة واستشهد الامام الحسين (ع) بسيوف فتاوي رجال الدين المرائين الذين اظهروا لعبدة الدينار ان الامام الحسين (ع) خارج لمحاربة الوالي والحاكم الفسق والفاجر يزيد لعنة الله عليه ويجب عليهم ان يقتلوا الامام الحسين (ع) وكذلك ينطبق الحال على باقي الائئمة والثوار اصحاب الكلمة الصادقة فانهم حوربوا وسجنوا وقتلوا وشردوا من حكام بني امية وبني العباس الذين سخروا جميع اموال الدولة لبعض رجال الدين المتسترين بعباءة الدين من اجل محاربة القيم والعدالة والانسانية ورجال الثورات الصادقين والحال مستمر في العراق على مدى سنين وقرون طويلة ان هناك رجال دين صادقين يقاومون فتاوى الرذيلة من قبل رجال الدين الفاسدين حيث استشهد في عصرنا الحديث اعظم رجال الدين عرفهم العراق امثال الشهيدين العالمين الصابرين اية الله العظمى محمد صادق الصدر والشهيد السيد اية الله العظمى محمد باقر الصدر والشيخ عبد الزهراء الكعبي والبدري وغيرهم من رجال الدين المخلصين حيث تم قتلهم من قبل فتاوى الضلالة اطلقها رجال الدين المنافقين الذين كانوا يمجدون النظام السابق وقائده الذي ادخل العراق في حروب طاحنة وايام سوداء

اما في وقتنا الحاضر وجدنا ان هناك فتوتان دينيتنا مصيريتان .. فتوى شيطاية نبعت عن بعض ذيول الشيطان اصحاب اللحى الطويلة والعمائم المزيفة واعمارهم التي قاربت السبعينات والثمانينات من العمر ولكنهم باعوا دينهم من اجل دنياهم بسبب حقدهم الاعمى واحدى هذه الفتاوى فتوى رجال الدين المتهالكين القرضاوي والعريفي والسعدي وغيرهم الذين افتوا بمحاربة الجيش والقوات الامنية وقتل الشيع واستباحة دمائهم كانت هذه الفتاوى من اهم الاسباب التي جلبت الدواعش والمتطرفين والقتلة الذين قتلوا الابرياء وشردوا العوائل واستباحوا الحرمات والدماء ودنسوا الاعراض باسم الدين والدين منهم يتبرأ

و الفتوى الثانية التي كانت فتوى رحمانية فتوى حفضت الاعراض وحمت ارض العراق وصانت الاعراض وحقنت الدماء ووحدت الشعب بكافة اطيافه هذه الفتوى هي فتوى السيد (علي الحسيني السيستاني) (دام ظله) الذي افتى بضرورة القيام بالجهاد الكفائي وتحرير ارض العراق من الدواعش وعلى اثر هذه الفتوى لبى ابناء الشعب العراقي نداء المرجعية وبدء يتزاحم على مراكز التطوع وتأسس الحشد الشعبي المقدس الذي سطر ملاحم بطولية في محاربة رؤوس الشياطين الدواعش ومن يدعمهم وحفظوا وحدة العراق واراضيه وصانوا الحرمات وحفظوا الاعراض وحقنوا الدماء وحرروا الارض والمناطق والمحافظات المغتصبة وحطموا افكار المنافقين الذين ارادوا جر ابناء العراق الى حروب طائفية فيما بينهم ولكن بهذه الفتوى المباركة توحد جميع العراقين ومن كافة المذاهب والاديان والقوميات وهذه الفتوى التي ان دلت على شيىء انما تدل على مدى الاحساس بالمسؤولية ومدى الايمان والتعلق بالله ورسوله واصالة في الخلق الرفيع الذي لا يفرق بين الدين والمذهب ويعتبر ان الجميع ابناء العراق ويجب احترام جميع الاديان واحترام جميع الطوائف .

 

احمد عبد الصاحب كريم

 

 

في المثقف اليوم