أقلام حرة
العودة الى المستقبل (4)
زمن شيخوخة اليسار (1) وغطرسة اليمين (2) وضياع الشعوب (3) في متاهات تأخذهم الى "لامبالاة" مدمرة . ما حدث في العالم في السنوات العشر الماضية مؤشر كان، واتضح مؤخرا بصورة واضحة وبشعة وربما مخيفة للبشرية. البشرية التي اسست القيم والقوانين والاعراف والعادات والحضارات منذ نبخذنصر واناننا وعشتار وافلاطون وارسطو، الى شكسبير وجون ملتن والمتنبي، ناهيك عن ذكر اعدل حاكم عرفته البشرية، الذي بتنا "نتخوف" من الاستشهاد بحكمته وعدله وحياته. فلو استشهد الانسان بالقس ماثيو او مارتن لوثر كنج الابن او مكاريوس، لعدونا مثقفين ومتعلمين وربما قبلونا كيساريين ! على شاكلة كاظم حبيب الذي يدعي انه "جيفارا العراق " وكفاح محمود وجاسم الحلفي، وربما ضمن جوقة المدى وفخري كريم، ولكن عدما نستشهد بالامام علي ونضيف كلمة " عليه السلام" نصبح اسلاميين متخلفين ومتطرفين .هكذا عندما تنقلب الموازين ولا تؤسس اخرى اعدل وانصف منها، تضيع كل القيم ويقترب الانسان الى العصور البدوية المتخلفة فيشار الى تطور مملكة الارهاب السعودية .
شيخوخة اليسار (1)
قدمت الآنسة ليز دوست، كبيرة مراسلي ومحرري السياسة في الـ (بي بي سي/ العالم (كندية الاصل) تقريرا من داخل المملكة العربية السعودية تشيد بالتقدم الذي يحصل في هذه المملكة، واستشهدت بعدد الاطباء من النساء حيث التطور زاد (من طبيبتين متخصصتين الى اربعة، فقط) اقل ما يقال عن التقرير او عنها، انه انحياز مدفوع الثمن. فما الذي يدفع باعلامية بهذا المستوى ان تبيع كل تاريخها وخبرتها واعلاميتها وما قدمته خلافا لضميرها؟.
ما الذي يدفع "قادة " اقدم حزب وطني عراقي مثل "الحزب الشيوعي" ان يقف ولمرات عديدة مع رجل مخبول مثل مقتدى الصدر؟ فإذا كانت هذه الوقفة تكتيكية آنية كما عللوها أنه تكيك وقتي لإثبات الوجود في الساحة، فلماذا لا يقفون مع المعتدلين من الاسلاميين العراقيين؟ ولو مرحلية الى حين الخلاص من داعش وانتصار الحرب الدائرة منذ اكثر من سنة، يقدم فيها العراقيون اغلى ما لديهم؟ أو اقلها التعاون من اجل بناء الديمقراطية بخطوات ثابتة واكيدة. والاهم انهم يطالبون بانتخابات عادلة كما يطالب كل الشعب، الا انه، سوف لن تكون النتيجة كبيرة لهم حتى لو اصبح العراق دائرة إنتخابية واحدة مفتوحة .فهم ونحن نعرف ذلك . فما هو السبب اذاً ؟.بينما يرفضون الوقوف مع المالكي ويصبون جل اعلامهم يتهمونه بألف تهمة وتهمة، ولا يتمكنون من اثبات حتى واحدة منها، غير الهلوسات التي يقودها كاتب مصاب باسهال الكلام مثل كاظم حبيب. فهل مقتدى الصدر اعقل او انفع او اثقف من غيره من الاسلاميين المعتدلين؟
غطرسة اليمين (2)
انتخب اقل بقليل من نصف الشعب الامريكي "دونالد ترمب" المريض عقليا، والمصاب برجسية خبيثة حسب طلب اكبر مؤسسة للاطباء النفسيين الامريكية من الرئيس السابق "اوباما" ان يصار الى تحليل امراض هذا الرجل لانه اصبح خطرا على امريكا والعالم . بينما هم يكورون ويضخمون التهم والاوصاف لقادة العالم منهم مثلا الرئيس الروسي بوتين والسيدة مركل" الألمانية، ويتهمون الرئيس الصيني بتجاوزه على حقوق الانسان، وهو يقود حزباً دبر ببراعة فائقة وبإدارة اقتصاد ونمو نسبته (6.8 %) سنويا، وباحتياطي خمسون تريليون من الدولارات الامريكية واعاشة اكثر من مليار وثلث انسان .
ضياع الشعوب (3)
لا تبني الدول بأيام ولا بسنوات معدودة. ان الوقت عامل مهم من عوامل التطور ولابد للوقت ان يساهم في كل عمليات البناء ويتغير ويتطور معها و يماشي حاجات الناس بخطوات لكنها خطوات ثابتة. ولا نعرف عن تطور حدث بدون اسس وبمرور الوقت اللازم لتطوره .
الم يكن من الاحسن ان يتوافق كل الاحزاب العراقية على قاسم مشترك، واتخاذ طريق للبناء منذ التغيير بدلاً من ان ينكر اليسار الاسلاميين المعتدلين او ان ينكر الاسلاميون المتخلفون اليساريين بتهم قديمة، ومحاسبات عن عصور اصبحت جزءً من التاريخ الذي مازلنا نعتصم باثمه؟ لماذا لا يحاسب السيد مسعود مثلما يحاسب السيد العبادي، ولماذا يحتج ويهدد السيد فؤاد حسين رئيس ديوان اقليم كردستان وبهذه الصلافة " لن نسمح للمالكي العودة لحكم العراق"، وان كان قد اكد الرجل عدم رغبته بالعودة بينما رفضت غالبية الشعب الكردي بقاء مسعود واولاده وجلاوزته على سلطة الاقليم بعد ان مددوا له مرارا . . انه زمن غابر، زمن القادة المتغطرسين الجدد، وهم في تناسب عكسي، كلما كثرت غطرستهم وقل علمهم زاد عدم اهتمامهم بحالة الشعوب والانسانية .هدد السيد مسعود في دافوس كما يهدد دائما، باعلان استقلال الاقليم في حال تولي زعيم ائتلاف القانون نوري المالكي الحكومة الاتحادية مجددا قال هذا وهو يمنع نواب الاقليم من ممارسة اعمالهم وواجباتهم، ويمنع رئيس برلمان الاقليم من الوصول الى مقر عمله في اربيل، فلماذا لا يعلن السيد سمعود استقلاتل الاقليم ويعفي الكرد والعراقيين من تخبطه ؟كما يتخبط ترامبل في تشكيل طاقمه .اي تناقض صلف بشع هذا الذي يحدث في عالم اليوم، عالم تسيطر عليه غطرسة القوة الامريكية وارباب الصناعات العسكرية والصهيونية العالمية كما سيطرة ارباب راس المال على الاعلام العالمي .
ففي العراق، وهذا انقلاب مواقف عجيب وغريب، حين انقلبوا على السيد العبادي لمجرد توافق مواقفه الوطنية مع اراء السيد المالكي . فلماذا كل هذا الخوف من المالكي؟
بينما يقف اكثر يساري الامس ومن هم على شاكلتهم، يقفون مع مقتدى الصدر مع كل جهله وعدم ادراكه والاهم مع تقلباته المفاجئة والتي لا نعرف اتجاهها ولا نعرف حدودها ولا نعرف تبعيتها. سؤال ملح ومحير منذ القضاء على العصابات الارهابية، الصدرية او "البعثية المتخفية"، منذ صولة الفرسان في البصرة صعودا الى بقية انحاء العراق .
يقف كل المتعلمين والمثقفين والديمقراطيين الحقيقيين ضد استمرار دونالد ترامب ذو"النرجسية العدائية "، ليس في امريكا فقط، بل وفي كل العالم، فلماذا يقف يساريو العراق مع متخلف كمقتدى الصدر؟ وهو مصاب بنفس داء العظمة وبنرجسية خبيثة مدمرة وبجهل مطلق .
سيجيب المستقبل القادم على هذا السؤال بعد ان يعيد دراسة الماضي القريب، ويعرّف من هم من وقفوا مع صدام ومع البرزاني وضد ابن الشعب البار الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم .
عبد الصاحب الناصر
18/02/2017