أقلام حرة

هندرة الدولة

اجمعت شرائح المجتمع العراقي من المرجعيات والقيادات السياسية والمواطنين على الحاجة الى هندرة دولتنا واعادة هندستها لتصبح اكثر واقعيه وعصريه لخدمة المواطن حسب مقاييس الأداء العصرية مثل "التكلفة، السرعة، الجودة،ومستوى الخدمة للمواطن .

والهندرة : تعني هندسة الادارة المبنية على المراجعه الشامله واعادة النظر الاساسية في العلاقه بين المواطن والدوله، فالمواطن يجب عليه اعادة النظر اتجاه العملية السياسية والدولة عليها اعادة التفكير في اسلوب تعاملها مع المواطن (ماذا مطلوب من المواطن؟، ما هو المطلوب من صانع القرار؟، هل ان العملية السياسية يمكن تطوير اداءها بطريقة افضل؟)

فهذه الأسئله هي للوصول الى إجابات شافيه تساعد على فهم واستيعاب الفجوه بين المواطن والدولة،  فنحن بحاجة الى حلول جذريه وليست سطحيه لا تتعمق في المسببات الاساسيه، نعم نحن بحاجة الى مراجعة  فلسفة دولتنا ونظريتها في الادارة حتى نصل الى مبدا  "الحكومة تخدم المواطن و المواطن يسأل الحكومه" نحن بحاجة الى اعادة النظر في (الإعداد والتخطيط والتنفيذ، دراسة الوضع الحالي للعمليات، الإستماع لصوت المواطن، الإقتداء بالنماذج الناجحة في العالم).

ونجاح هندره الدولة  بحاجة الى مهندس الدولة  "القائد التحويلي"، نحن بحاجة الى شخصيه لديها القدرة على مواءمة الوسائل مع الغايات لاعادة تشكيل مؤسسات الدولة، نحن بحاجة الى  قائد يدرك احتياجاتنا الظاهرة والكامنة. ويعمل على إشباعها  واستثمار أقصى طاقاتنا بهدف تحقيق تغير مقصود.

قائد يرسخ لنا مفاهيم الحياة الانسانيه : الأمانة، الاستقامة، الشخصية، ويضع اعتبار للقيم الاجتماعية والمهنية والالتزام الحقيقي بها، واحترام الفرد والتفاعل مع الآخرين. نحن بحاجة الى قائد يملك "الرؤيا، الجاذبية، القدوة، التمكين، التحفيز، الاستقامة".

كيف يكون مهندسنا كيف يكون شكل قائدنا التحويلي؟ .

1- التأثير الكارزمي أو الجاذبية القيادية.

يجب ان يكون قائدنا صاحب كارزمه وتاثير تجعله نموذجاً يحاكيه المواطنين ومع مرور الوقت يصبح أهلاً لإعجابهم واحترامهم وثقتهم، نحن بحاجة الى قائد يوصف بالمثالية، كونه يأخذ في اعتباراته احتياجاتنا وإيثارها على احتياجاته الفردية وأن يكون على استعداد للتضحية بالمكاسب الشخصية  لصالحنا، وأن يشاركنا  في الأخطار التي نتعرض لها، وأن يكون متوافق معنا وليس متسلط على تصرفاتنا، قائد يتمسك بالمعايير الأخلاقية والسلوكات المعنوية العالية، وأن يتفادى استخدام القوة  معنا من أجل تحقيق مصالحه الشخصية. ومتى ما توافرت هذه الصفات المثالية ومع مرور الوقت سوف  يعمل العراقيين على محاكاتها، وتصبح أهدافهم ذات معنى أكبر فيعملون بأقصى طاقاتهم.

2- الدفع والإلهام أو التحفيز الملهم.

 نحن العراقيين بحاجة الى قائد  يعمل على تحفيزنا  وإلهامنا  وذلك بإعطاء المعنى والتحدي  بما نقوم به ويغلب روح المواطنه، قائد يظهر الحماس والتفاؤل وجعلنا  نركز  ونفكر في مستقبل مشرق جذاب  .

3- التشجيع الإبداعي

 نحن بحاجة الى قائد حكيم يحرك جهودنا لكي نكونوا مجددين ومبتكرين، قائد يزيد وعينا بحجم التحديات ويشجعنا على تبني وخلق مداخل وطرق جديدة لحل المشاكل، و ان نتناول المواقف القديمة بطريقة ووجهات نظر جديدة، قائد يتجنب التسقيط السياسي والنقد السلبي لأي كيان سياسي او قوميه اومذهب في هذا البلد، في حالة حدوث اشكال او اختلاف في وجهات النظر، سيحث الجميع  على تقديم أفكار جديدة وتجريب مناهج جديدة.

4- الاهتمام الفردي أو مراعاة مشاعر المواطنين 

نحن العراقيون بحاجة الى  القائد التحويلي  يولي اهتماماً خاصاً بحاجاتنا ويسعى جاهدا الى تطويره والارتقاء بالمستوى المعيشي لنا . فيعمل كمدرب وناصح وصديق وموجه لنا ويهتم بنا في فتح ابواب الاستثمار وايجاد فرص العمل للشباب، ان يكون  مستمعاً جيداً لنا  يعطينا الثقة والاطمئنان، وان يقوم بتفويض مهامه الى فريقه والعاملين معه بشرط ان يكون هذا التفويض تحت المتابعة والمراقبة لمعرفة ما إذا كانوا يحتاجون إلى توجيه إضافي أو تقييم نحن بحاجة للقائد الحكيم .

 

هيثم الحسني

 

في المثقف اليوم