أقلام حرة

سامي كليب من الإليزيه يدرك أنَّه عربيٌّ تجاه السوريين

بأوهام الوهابية السعوديَّة والأخوانية التركية القطرية ومخارز حزب الله اللبنانيَّة الوطنيَّة !!

الحرف يكاد يتلاشى والأبجدية الأولى لم تفقد أرقامها الهيروغليفيَّة في لوحة الأديان لأنَّ اللغة التي صدَّرت كنيسة مارمارون لن يوقفها لاهوت تفكيرٍ شارد الحقيقة ذات مرورٍ عابرٍ لفلسفة التكوين التي لم تسقطنا بل سقطت فوقنا ونحن نتكون فقمنا مطأطئي التساؤلات نتبارى بالدم من تكوينٍ إلى تكوين حيث لا حقيقة راسخة في تفكير العالم الحرِّ ولا لغة طارئة في تعابير الإنسان الراسخ وحدها السياسة التي إذا ما أغرقت معتقدها الذي تنبع منه أحداثها المتغيرة تتحوَّلُ كي يبقى وهو غير مندثرٍ باستدارتها والتفافها البراغماتيّ على أعين القاصي والداني من مُروِّجي فلسفات الثبات على المبدأ والتنازل عن العقيدة حيث لا عقيدة تحتوي مبادئ غيرت مفاهيم الصلاحية الذائبة في الزمان والمكان وجعلتها صلبة لا تهضمها معدة العالم المعاصر !!!......

يقوم حزب الله الذي يوصم بالشيعيِّة ويمارس طقوسها وشعائرها الروحية من حضن عقيدته المقاومة فنظنُّ أنَّ لبنان تخمَّر وأضحى زوجة متعة ولكنَّنا نتمعَّنُ عن قرب ونرى أنَّ حزب الله الذي يضم من أفواج الحجيج الكثير الكثير لم يمنع هيفا وهبي من أنْ ترصف سيقانها وترفع مرآة نهديها كي يتمرَّى العالم كلَّ ميلادٍ يعمِّرُ بأسطورة الجسد الجميل ولم يمنع سعد الحريري من عقد ربطة عنقه الوهابية طالما أنَّه يبدي مواطنته داخل الحدود ويحاربه خارج الحدود الوطنيَّة اللبنانيَّة ولم يمنع أمين معلوف صاحب الرواية الشهيرة "التائهون " الذي ظهر على قنوات صهيونيَّة إسرائيليَّةٍ من إبداء معتقده وتعرية فكره وحتِّ أفكاره بلغةٍ لم يسفِّهها بل وجد أرقامها مكدَّسةً في صراع الماضي والحاضر والمستقبل والحروف ما زالت تعجز عن نطق أهوالها التي وهي بأبسط ما تكون تحرقنا على شفير الصراعات التي لم تكنس لغتها مذهبية التفكير بل تعرَّت أكثر لرمال النوائب التي تعبث في جينات تكويننا تحت وطأة العولمة الداعشية التي تسفِّه كلَّ شيءٍ لا يروق لها أو على هواها وتطمس كلَّ لغةٍ لا تبوح بتفكيرها وليتها تشي بأنَّ التفكير هو اللغة السامية إذا ما شعَّتْ منه روح الإنسان المتحضِّر الراقي وما الرقيُّ إلا لغة تبحث عن مفكِّريها الإنسانيين وتفكير يبحث عن ناطقيه بكلِّ اللغات الإنسانية

سامي كليب ربَّما تعثَّرت لغته أمام معالم التفكير الذي لم يتعكَّر ولم تكن مساحته صافية لم يتحرَّك ولم تكنْ مياهه راكدة نعم ربَّما آثر في حضن لبنان الذي يبحث عن هويِّته أنْ يبحث عن هويَّةٍ سياسيَّةٍ للسوريِّين وهنا كانت وما تزال المفارقة الصارخة إذا ما كان النظام اللبنانيِّ هو وليد الطائف فلماذا يريد نطق نظامنا السياسيّ بلغة الإليزيه الذي يحمل جنسيَّة دولته الاستعمارية هذا إذا ما افترضنا جدلاً أنَّ الإليزيه منبت تفكيرٍ فرنسيٍّ شبه مستقل وراسم سياسةٍ تدَّعي أنَّ معتقد الديمقراطية هو من الثوابت والبديهيَّات والمُسلَّمات في تكوينها الجينيِّ الذي قطَّعت سلاسله شبه الدولة السعوديَّة القطيعيَّة الوهابيَّة ووصلته هجيناً سطوة التفكير الأميركيّ المنبعث من اللا تفكير المغلَّف بإباحة احتقار الآخر واستباحة إنسانيَّته باسم حريَّة التفكير وديمقراطيَّة المعتقد حيث تغلب غرائز المصالح وشهوات الاستعمار على كلَّ شيء وتقضم وجدان الشعوب قطعة قطعة وتعيد بثَّ الثقافات المشوبة ببريقٍ لامعٍ يسرقنا بضياعنا فنظنُّ أننَّا ملكنا اليقين وليت سامي كليب أدرك ذات فكرة أنَّه ربَّما وهو يحارب نظام ولاية الفقيه في سورية ويقاوم به في لبنان نسي فكرة أنَّ سورية ما تزال دولة مستقلَّة ذات سيادة تكافح كلَّ قطعان الأرض وكلَّ مجاهديها الإرهابيين القذرين وما نتمنَّاه ألا يبحث في سجونها عن رأيه المقهور بسلطة المال وبكذبة الديمقراطية وهو يعرف مع لونا الشبل بيادق الجزيرة ومخالب العربية وأن يصل إلى قناعة تامة بأنَّ سورية تولد بمخاض الحداثة ولا تجهض بما هبَّ ودبَّ من فلاسفة الرسائل !!!

 

بقلم: الكاتب السوريِّ: ياسين الرزوق

 

في المثقف اليوم