أقلام حرة

من حطم اخلاق مجتمعاتنا؟

اننا في هذا الوقت الذي نتمتع بعادات وتقاليد بالية لم تعد لها الاهمية، ومع ذلك نتفهم ما يجري على الارض من منظور ما توارثه المجتمع من التاريخ دون اي ترشيح او تصفية ما يحويه الموروثات وجائتنا دون طلب او اذن منا ونحن نعيش في عصر العولمة التي غير الكثير، وبه خبط الماضي بالحاضر في منطقتنا سواء نتيجة تلاقي القديم بالجديد واجبر على ذلط بعد عدم  تمكن خلطهما  من البداية  او بعد تقاطعهما او منع الموجود من المقاومة والتحدي اخيرا، واصبحنا امام اختيار واحد فقط وهو ان ياتي  الجديد ولكن بشكل انتقائي ودون اي اسس خاصة مبنية على ما يهم الانسانية .

اننا هنا ايضا يجب ان نعلن بان التعقيدات وما تغير من اخلاقيات المجتمع بشكل عام يحتاج لجراة كافية كي نضع الاصبع على الجرح ونشخص اين المشلكة، ومن يمكن ايجاد العلاج اللازم لما هو عليه من الناحية الاجتماعية قبل الاقتصادية والسياسية التي لهم جميعا علاقات جدلية مؤثرة على البعض ولما يمكن ان تكون عليه النتيجة من كل ناحية مقارنة بالاخرى .

ان السياسية الفاسدة والنظام اللاانساني المستند على الايديولوجيا التي نفدت تاريخ صلايحتها فرض التعقيد والتشويش على حال المجتمع، بحيث دفعه الى حال تنتشر فيها الفوضى وانعدام الاخلاقيات التي التزم بها المجتمع، ودون ان يكون على حالة الجمود الفكري من قبل واصبح في عقر داره، اي لم يكن هناك  التلائم بين الحاضر والماضي، بينما السياسة والاقتصاد وما استوردناه من الافكار وسرنا عليه هو الذي سبب لنا التراجع الى ما هو غير المتوقع وكا فرض من التخبط والتحطيم للقيم التي تضمن في جوهرها على العوامل والاسس التقدمية واستبدلناه بافكار تخلفية سلفية غير قابلة للالتئام مع متطلبات الحياة العصرية .

من هنا يمكن ان نحدد العوامل ومنها:

* السياسية، اي التغيير الذي فرض نفسه بعد السقوط وما طفح الى السطح من غير المعقول من التركيبات والمكونات التي تمكنت من السيطرة على زمام الامور، وهي تتمتع بافكار وفلسفات ومناهج متخلفة احرقت الاخضر واليابس بعد عقود من الاستبداد وما حمله الشعب وما عانى على  ايدي المستبدين، فاصبح في حلم جميل وحمل من التامل وما تخيله من الاهداف للتنقل والعبور الى الافضل من اجل الوصول الى مصافي الدول المتقدمة في العالم، الا انه ما حصل هو العكس، بل فرض التراجع الكلي نفسه على مسار الامور السياسية بشكل عام . السلطة الجديدة عودت الناس على تغيير في وجهتها الانسانية وفرضت عليها بشكل واخر ضرب قيم الاخلاق الحميدة التي كانت مترسخة في فكره ومعتقداته من اجل طموحات واطماعحزبية وشخصية واغرت الناس بها . وماهو  يحكم اليوم مشابه الى حد كبير لسلطة المافيا المتحكمة بالكثير من دول المنطقة .

* الاقتصادية، لم يبرز نظام سياسي يحمل توجه او منهاج معين من الناحية الاقتصادية، بحيث التخبط الذي نسير عليه يدعنا ان لا نتمكن من تعين نوع وشكل النظام الاقتصادي التي نسير عليه باي شكل كان . اي، الاجتهادات الشخصية الحزبية والسير على البرامج اليومية والاعتماد على الاقتصاد والعمل الريعي دون تحديد خطط قصيرة او طويلة الامد، ما يدفع الى الاقتصاد ان يكون غير مستقرا ولا اساس له، وبه يمكن ان لا ينتظر اي فرد التحول المطلق في وضعه الاجتماعي الاقتصادي ايجابيا، الا انهم عودوا الناس على مجموعة من الحيل في لحظة ما للتغير المفاجيء بحيث ضربوا التقارب المعيشي العام نسبيا .

* التربية والتعليم والامية المتفشية، من اهم الاسباب التي يمكن ان يغطي على الشارع ولا يمكن ان ننتظر تحسنا، بمجرد تمحص وتقييم الوضع التربوي الثقافي التعليمي العام، نكشف الويل الذي نحن فيه من هذه الناحية، ولا يعني اننا اصحاب الشهادات، ولا يعني ان حاملي الشهادات  متعلمون ولهم القدرة على تغيير الاوضاع، لا بل هناك سرقات وتحايل حتى على التربية والتعليم مما ازداد التخبط والتعقيد في الوضع الاجتماعي بحيث لا يمكن ان نعلم ونقدر مستوى الوعي العام والثقافة العامة .

* القضاء والعدالة، فان الوضع المستجد لم يكن باتجاه تحسين القضاء والعدالة بشكل معين، بل نرى ان المجتمع يعيش تحت ظل اللاعدالة الاجتماعية  وعدم احترام القوانين من قبل المتنفذين الجدد المعتلين على السلطة والمعتلين على رقاب الشعب باستلام زمام الامور بقوة مفرطة . مع ازدياد الهوة بين الفقير والثري في فترة قصيرة، بينما المتضرر الاول هو الطبقة الوسطى معيشيا . اللاقانون هو السائد منذ فترة طويلة ولم يعتقد اي متابع تحسن الوضع في فترة قصيرة .

* الاجتماعية، اي الوضع العام للمجتمع وما وصل اليه لا يمكن مقارنته بما كان عليه من قبل، نتيجة التغييرات المفاجئة دون خطط وبرامج مسبقة . نرى تغيير الوضع المعيشي الاجتماعي العام وانقرضت مجموعة كبيرة من الخصائص الاجتماعية التي كانت صلة الوصل الايجابي بين مكونات المجتمع، مع سيطرة افكار وتوجهات مستوردة هنا وهناك والتي اختلطت بخطط المصلحيين من ما اصروا عليه من الناحية الفكرية الفلسفية، واستخدموا الخطط التي يمكنها فرض ماهو صالح مظهريا وطالح من حيث المضمون وكل باسم طقوس وشعارات وفي ظل خيم دينية ومذهبية مستخدمة كعامل هام في الصراعات الكبيرة الداخلية والخارجية ايضا .

اي ان المجتمع الموجود يعيش في حالة مرضية مستعصية، ولم يجد المجتمع من يمكن ان يشخص ماهو الموجود فيه وعوامله ولم يعثر على العلاج الملائم لحد اليوم، وهذا ما ادى الى تحطيم القيم الاخلاقية العامة ولم يتمكن المتنفذون من تحليل ما تفرضه الظروف الموضوعية والذاتية المساعدة على ذلك، اي على التخبط وتحطيم القيم الاجاماعية العصرية التقدمية، وقد عقد هؤلاء الامر، وهذا ما يدعنا دون امكاننا التفائلولو بنسبة قليلة جدا في ايجاد الحلول والعلاجات الملائمة في المدى القصير المستقبلي .  

 

 

 

 

في المثقف اليوم