أقلام حرة

من تجنيد حماة المواطنة حاملٌ للجينات السوريَّة غير المأهولة بالمواطنين فكيف تتقطَّع سلاسل تكوينها قبل أن تبدأ؟!!

كنْ ابن من شئت واكتسبْ أدباً ..... يغنيك محموده عن النَّسب

هلْ سقطت أبجديات الأدب الصحيح؟ !! نتساءل ونحن نرى الأركان المُهدَّمة تبثُّ ما تبثُّ في خلايانا التي تتلف مع الزمن دون أنْ تجدِّدَ نفسها وفي دمائنا التي باتت ملوَّثةً بلوثة العِرْق الذي يمتلك كلَّ شيء في رحلة القاصي والدَّاني إلى مشوار الحياة الحُرَّة الكريمة فهل من مفترقٍ نسلكه ونحنُ أبعدُ ما نكونُ عن تمدين معسكر الإنسان بل بتنا نعاني من التطرُّف في عسكرة الفعل والقول كي يغدوا سدَّاً منيعاً وهما يرقصان رقصة الطغيان المقدَّس !!....

في مشواري السبت الماضي إلى شعبة تجنيد حماة في شارع العلمين وقفت وأمامي طابور من المؤدبين أو ربَّما من الخائفين أو ربَّما من القطعان البشريَّة التي لا تهشُّ ولا تنشّ ولكنْ المهم أنَّني وقفت وحينما وصلت إلى باب مغارة علي بابا وأردت الدخول للاستفسار عن تجنيد شابٍّ متخلِّفٍ عن الاحتياط فاقدٍ أوراقه الثبوتيَّة ومن ضمنها دفتر خدمة العلم هو أخي بالنسب وبالرضاعة وبالوطن الذي يحترمُ كُتَّابه لدرجة الاعتداء من عسكريّ لا يمتُّ للاحترام بصلة ويسيء التعبير عن الدولة وعن الجيش بفردانيَّةٍ غير هادفة وغير منتجة وغير مؤدَّبة ومزاجية مقصودة لاحتقار المواطن لم أعهدْ لها مثيلاً وذلك حينما منعني من الدخول بألفاظ نابية فتحمَّستُ ظانَّاً أنَّ المواطنة لا يجرؤ فردٌ أحمق على إهانتها وتطويعها قسراً وإذا بالمواطنة تنهالُ عليَّ فعلاً فاجأني وظنَّنْتُ أنَّ جنسيتي السوريَّة سقطت أو أنَّني بتُّ مجرماً يتداعى أمام ضربات القانون المحمود فلمْ أجد نفسي إلا في قطيعٍ من بعض الذئاب البشريَّة على الأقل هذا الشعور راودني ومواطنتي أنا المدافع عن سورية وعن استقلاليتها تتكسَّر علناً كما هُويَّتي فتأمَّلتُ خيراً لمَّا سمعت أنَّ الرفيق العميد الحنَّان المنَّان رئيس الشعبة في انتظاري وهو سيِّدُ المؤسَّسة الذي سيعيد كرَّاسة المواطنة إليَّ كي أعيد تحبيرها بلونٍ لائق بعد هذا التشويه فإذا بي أتفاجأ وأنا أسمع الألفاظ النابية أمامه من العسكريِّ الذي صار الضحيَّة بدلاً منِّي وخاصةً لمَّا عرَّفتُ السيد العميد المحترم عن نفسي بأنَّني مهندسٌ وكاتب وشاعر  لم يمنعه في مكتبه عن الكلام غير اللائق وكان كلامه اللبق تجاهي كرئيس مؤسَّسة عقلانيّ لو كنت الله أو كاتباً باسم الله وبكلِّ النصوص الوطنيَّة  فليس لك إلا أنْ تسمع كلاما نابياً وتضرب دون ردود فعل لأنَّك صنم ناطق على هيئة مواطنٍ بشريٍّ يجبُ أنْ تطأك أقدامُ الجميع وتلزم الصمت وقال لي أنَّ العفو الأخير من السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد الساري المفعول حتَّى 30\6\2017 يشمل المسلحين ولا يشمل المتخلفين عن الاحتياط !!         

 أمَّا عن أخطائهم لمَّا رفعوا اسمي متخلِّفاً وأنا مؤجل بمحضر رسمي من شؤون الضبَّاط فيجبُ أن نغفرها وندفع المال لتلافيها مرَّةً أخرى إنَّه العجبُ العجاب في بلد العجائب والغرائب ونسيت أن أخبركم أنَّ الرفيق العميد أكمل مع جنديِّه الأخرق الذي تكاثرت الأمراض في أعضائه فجأةً وانفلت النُبل من معاقل رأسه الفارغ مشوار القدح والذمِّ ضدي وهدَّدني بالشرطة العسكريَّة كي أكون عبرةً لمواطن لا يأكل مواطنته ويبتلعها بل يبصقُ على من يحاول ابتلاعها أمام عينيه بعد نهشها بأنيابه وبيعها في مزادات التأجيل والتفييش المسعّر كلٌّ حسب تسعيرته وخاصة لأبناء المسؤولين والذين منهم أعفي من الخدمة أصلاً  بترتيبات مدروسة وحيثيات غير محسوسة وفي مواقع حرمان العسكريِّ والمدنيّ من أدنى حقوقه وسرقة طعامه وما خفي أعظم  !!!!!

ليس في المقال ميقاتيَّة توقيتٍ بدأت في وقت غير مناسب لتنتهي في مواقيت المصلين ليلاً نهاراً وفي رؤوسهم يعشِّشُ حلم انهيار الدولة السوريَّة فنحن أبناء الأمَّة السورية ونحنُ مع رئيس دولتها الدكتور بشَّار حافظ الأسد نرفع راية النجمتين نجمة الأرض ونجمة السماء نجمة البداية والنهاية وما بين المبتدى والمنتهى نرفع سماواتٍ من المواطنة التي لن تقف دون عمدٍ ما دمنا لسنا أعمدتها الخفيَّة بل للأسف  نتطوَّرُ لنكون من أهم عوامل سقوطها على رؤوس الجميع خراباً بعد أنْ أصبحت المواطنة تُداس بالمستهزئين بها وبكارهي  معانيها !!........

السيِّدُ الفريق الدكتور بشار حافظ الأسد رئيس سورية من يبحث عن الوطن منَّا لا يلهث وراء المسؤولين السلطويين التنفيذيين ولا ينبش في قمامة المصالح التي سقفها لا يرقى إلى موطئ مواطنٍ بسيط أو جنديٍّ شهيد فأرضهما أعزُّ وأشرف بكثير من سماء أولئك مهما صفَّقوا ومهما تاجروا بالوطن باسم أبنائه الذين يظنُّون أنَّ أمهاتهم قد ولدتهم أحرارا في وطن الأحرار وليسوا عبيداً تحت أقدامهم أو مستباحين بأيادي قطعانهم وأذنابهم فكيف يبطشون بأبناء الوطن وأخطاؤهم كالفيروسات مستشرية  تتمادى لتقتل الجسم الوطنيّ إذا لم تجد من يبتر أعضاءها الحاملة  وما بين الإرهاب الداخليِّ والإرهاب الخارجيِّ يقفُ  مواطنٌ يتغنَّون بسوريَّته وهو يكفر بما تقدَّم وبما تأخرَّ من إيمانه الوطنيِّ؟!!

ألا فلترفعوا مكانة الوطن باحترام مواطنيه كما هو مضيء بكم ذات ليلٍ مدلهم ولتعرفوا أنَّ منفانا في الوطن لن يحملنا على أن ننفى خارجه مهما سحقت بغباء البعض المستشري  الذي يفتك بالكلِّ فهل من كلٍّ يعبد بعضه حتَّى الموت الذليل  ؟ !!!!

 

بقلم: الكاتب المهندس ياسين الرزوق زيوس

سورية حماة

 

 

في المثقف اليوم