أقلام حرة

البرزاني يعود بخفي حنين

منذ ان استعان مسعود البرزاني عام 1996 بالطاغية المقبور صدام وتحالف معه ضد ابناء الاقليم و تحرك قوات الطاغية واحتلت اربيل وذبحت شبابها ودمرت معالمها وسبت نسائها وذبحت الكثير من عناصر المعارضة العراقية وطاردت ولاحقت من حاول النجاة وانقاذ نفسه من كلاب صدام المسعورة والمتعطشة للدماء وهكذا انقذ البرزاني الذي كان محاصرا في احد جحور جبال دهوك واتى به الى اربيل وقال له انت امير ولاية الشمال حتى انه لم يطلق عليها اسم كردستان فصرخ البرزاني بأعلى صوته صدام الضمانة الوحيدة للكرد

حيث كانت المعارضة العراقية بكل اطيافها قد وجدت في الاقليم بعد تحريره الملاذ الآمن والقاعدة التي ينطلق منها العراقيون جميعا لتحرير ارض العراق وبناء العراق الديمقراطي التعددي الموحد صحيح كانت المعارضة ترى في سوء نية مسعود ونزعته الفردية وعقليته المتخلفة الامية العشائرية تشكل خطرا عليها الا انها لا تعتقد ان يندفع الى التعاون مع الطاغية ويجعل من نفسه ومن دواعشه وجحوشه عملاء لمن ذبح العراقيين كل العراقيين ومن دمر العراق كل العراق الطاغية صدام ويسلم له المعارضة وانصار المقاومة بيده الى صدام وجلاوزته بل يسلم بنات كردستان اليه ويقوم صدام بتوزيعهن على عناصر مخابراته واهل الدعارة من اقذار الخليج والجزيرة الذين يشرفون على بؤر الدعارة واسواق النخاسة

منذ ان تأسس العراق في بداية القرن العشرين كانت دعوة احرار العراق محبي العراق مثقفي العراق هي بناء عراق ديمقراطي تعددي موحد عراق يحكمه القانون يضمن للعراقيين جميعا المساوات في الحقوق والواجبات ويضمن لهم حرية الرأي والعقيدة وكان مركز هذه الدعوة ونقطة انطلاقها هي منطقة كردستان العراق واول من دعا اليها هم ابناء كردستان

الا ان البرزاني رفض هذه الدعوة وانطلق من منطلقات نازية شوفينية عنصرية شبيهة بدعوة ومنطلقات القومجية العربية وجعلوا من الخلافات مجرد خلافات قومية عنصرية بين العرب والكرد وطائفية بين السنة والشيعة وليس بين قوى الديمقراطية وحقوق الانسان وبين اعداء الديمقراطية وحقوق الانسان والغريب العجيب رغم هذا العداء الذي نشاهده بين القومجية العربية والقومجية الكردية اي بين بدو الصحراء وبدو الجبل الا انهم يتفقون ويتحالفون ويتعاونون معا اذا ما واجه احدهم خطر او اذا تقدمت القوى الديمقراطية الانسانية وحققت بعض الانتصارات

نرى هؤلاء القومجين تقاربوا وتحالفوا ضد القوى الديمقراطية الوطنية الذين ينطلقون من مصلحة العراق والعراقيين وهذا ما حدث ضد ثورة 14 تموز وانصارها وفعلا تمكنت من الاطاحة بها وذبح العراقيين العرب والكرد والركمان وكل من يدعوا الى عراق ديمقراطي تعددي

 وعندما تحرر اقليم كردستان واصبح ملجأ ومأوى لكل العراقيين الاحرار الذين يحلمون بعراق ديمقراطي تعددي عراق يحكمه القانون حتى اصبحت اربيل قاعدة لتجمع القوى الوطنية العراقية ومنطلق هذه القوى لتحرير العراق والاطاحة بنظام الطاغية وبناء العراق الديمقراطي التعددي الموحد فشعر البرزاني انه في خطر فأسرع الى الاتصال بالطاغية المقبور صدام ودعوته الاسراع الى احتلال اقليم كردستان بعد ان سلمه كل الخرائط والمعلومات الخاصة بمواقع وعناوين القوى الوطنية وبدأ هجوم جيش صدام على كردستان فاحتل اربيل وذبح الكثير من عناصر القوة الوطنية الديمقراطية كردية وعربية وتركمانية وغيرها واعتقل الكثير ونقلهم أسرى الى بغداد لا يعرف شي عن مصيرهم وواصل هجومه على السليمانية الا ان المقاومة الباسلة لابناء السليمانية وفي مقدمتهم البيشمركة الابطال ومساعدة الجمهورية الاسلامية افشلت هجومه وانقذت السليمانية من وحشية صدام وزمرته

وبعد تحرير العراق في 2003 شعر البرزاني بالخطر من القوى الديمقراطية الانسانية في الاقليم لان عقليته الامية المتخلفة العشائرية ترفض الاقرار بالقانون بالدستور والمؤسسات الدستورية ويرفض الخضوع لارادة الشعب لهذا مزق الدستور واغلق البرلمان واعتقل اعضائه ومنع عمل الاحزاب ووسائل الاعلام وقال ارض الاقليم ارضي ورثتها عن آبائي واجدادي وسأورثها لابنائي واحفادي والذي لا يقبل عليه الرحيل والا سأذبحه

لهذا التجأ الى اردوغان وقال له انا خادمك المطيع ومستعد ان البي كل رغباتك اذبح كل الاكراد في سوريا في تركيا في العراق مقابل ان تساعدني في مواجهة كرد العراق فقال اذا كان الضمانة الوحيدة للكرد صدام فان صدام قد مات فاليوم الضمانة الوحيدة للكرد اردوغان وهكذا حول اربيل الى قاعدة لتجمع المجموعات الارهابية والصدامية ومنطلقهم لذبح العراقيين وتدمير العراق واخذ يتصرف كأنه رئيس دولة وكلما ذهب رئيس حكومة بغداد الى مؤتمر دولي لزيارة دولة كبرى يجد البرزاني قد سبقه كي يعطي لنفسه انه ممثل دولة كبرى وكثير ما يحرج قادة المؤتمر حكومات الدول وكانوا يطلبون من السيد العبادي رفض وجوده حتى يمكننا طرده ومنعه من الحضور الا ان العبادي يضحك ويرد انه مصاب بلوثة عقلية نتيحة لرفض ابناء الاقليم لكل مطالبه كما رفض من قبل الاتحاد الاوربي ومن الرئيس الامريكي وحتى من اردوغان فكل هذه الاطراف وقفت ضد مشروعه بالانفصال وتأسيس دولة عائلية خاصة به بل انها قدمت مبادرات صريحة وواضحة

الدعوة الى وحدة العراق وترسيخ ودعم الديمقراطية واحترام سيادة العراق والاعتراف بالحكومة العراقية وبالدستور واعتراف كامل بالعراق الواحد الموحد بحكومة واحدة وعلم واحد وجيش واحد فكان ذلك صفعات على وجه البرزاني فعاد الى الاقليم وقبل وصوله زار اردوغان والتقى به فكان يعتقد سيجد ما يفرحه فقال له انت تعلم اني اكره الكرد حتى لو كانوا في امريكا اللاتينية فلا علم ولا جيش ولا دولة

وهكذا عاد بخفي حنين

 

مهدي المولى

 

 

 

في المثقف اليوم