أقلام حرة

كنْ مرشديَّاً كي تفرح بالله ولا تكنْ وهابيا أو سلفيا أو إخوانيا

في الخامس والعشرين من شهر آب كنتُ صاعداً أتسلَّق جبل مرشد والأحزان تتعالى في رأسي وتتكدَّس على قلبي وأنا أرى أمَّةً من المُحمَّديين ترقص بصوفيَّتها رقصةً قُبَيسية تدخلُ من سلفيتها حجرةً وهابيَّة وتظنُّ أنَّ النصر بالإخوان المسلمين نصر عزيزٍ مقتدر وتتلو آية " ومن يبتغِ غير الإسلام ديناً فلنْ يقبلَ منه وهو في الآخرة من الخاسرين  " وتقسِّمُ بعد طول ضربٍ وتطرح بعد جمعٍ من الطارحين الإسلام ليغدو بضعاً وسبعين شعبة كلّها في النار إلا واحدة أسعفها أبو هريرة قدَّسَ التاريخ سيرته وحِماه كي تكون في الجنَّة عندما تمسَّكت بأحاديثه السنيَّة وكأنَّه بيت سرِّ المصطفى وقلبه الناطق وعقله الراشد وفعله المعصوم عن الخطيئة !!!!

و عندما تكمل رحلتك متسلِّقاً جبل مرشد في الخامس والعشرين من آب كما أسلفنا ليست السلفيَّة هنا  من السلف الصالح طبعاً فليس كلُّ سنيٍّ سلفيّ بل أسلفنا بتفدميَّة خطابنا محدِّثين  كلَّ واقعةٍ تاريخيَّة لتكون همزة وصلٍ مع الحداثة لا سكين قطيعةٍ وعداء باسم المقدَّسات المغلوطة والمسلَّمات المدسوسة والبديهيَّات غير المحسوسة هنا تصبحُ في عالمٍ روحانيٍّ لم يأسرنا بدنيويَّته فأنْ تكون مرشديَّاً يعني أنْ تخرج من القيود لتكبِّلها ولتكبِّلَ بها شياطين الإنس والجنَّ ولعلَّ للأبالسة نورهم لكنَّ للربانيِّين أنوارهم وما بين نورٍ ونور تفرح باسم الله في يوم الله والمرشديُّون لا ينبشون قبور السنَّة كي يأسروا الشياطين بالأصفاد بل يمارسون فرحهم كما يحاور مسلمٌ سنيٌّ  ربَّه في لحظة خشوعٍ تذرفُ كلَّ دمعات الحقيقة والوهم فلم يظنُّوا أنَّ ارتداد الدين منعكساً على جسد المرأة يحميها من طاقة النزوات لأنَّه مهما حوصر الجسد تبقى برهة الشبق كالبرق تمسُّ كلَّ شيء وتسقط كلَّ مقدسٍ صريعاً يتخبَّط في شهواته المكبوتة ضالَّاً عن نشوته المنشودة التي كلٌّ يصلها كما يريد دون أن يقحم إنسانيَّته بالمقدَّسات والمحرَّمات التي ما من شرعةٍ ومنهاج سيؤويانها في نصوص الحداثة الصالحة لأزماننا وأمكنتنا إذا ما فرضنا أنَّها مشتقَّةٌ من مقولة أنَّ الإسلام صالحٌ لكلِّ زمانٍ ومكان فليس للإسلام أن  يُحصر بسنن ابن ماجة والترمذيّ  أو تخاريف البخاريِّ الجوفاء أو تفاسير البشر الخرقاء !!

مع المرشديين تترفُ في فرحك بإنسانيتك وتغدو بأبهى حلك وتأكلُ من فاكهة الأرض ومن ثمرها ومن حلوها تهنِّئ نفسك بالإيمان لتسعد في حياتك ولكنْ أيُّما إيمان؟ إنَّه الإيمان الذي يجعلك بمثابة أيقونة نور وفراشةُ ضوء تنسى أحقادك وتفرح في ساحاتك وهنا لا تقول يجب عدم اختلاط الذكر مع الأنثى ولا تقول يجب بناء مدارس للذكور وأخرى للإناث هنا وهج المحبة يصل إلى قلوب الجميع وعقولهم وهم ينفون رواية الجنس المتداولة وما أحيلاه الجنس في سبيل تعزيز ثورة الروح بالحبِّ والعتق لا بالعبودية  فهم ليسوا قاصرين عن التحليق في عوالم محبَّتهم لكنَّ  نساءهم لسنَ متاعاً يمرُّ بزواج المتعة كي يطرق أبواب جهاد النكاح ولسن ما ملكت أيمان الوهابيين يُنكحنَ بمصالح كلِّ يمينٍ ويسار

في ساحات المرشديين تتعلَّمُ أنْ ترى الله معبوداً بالصورة التي تبزغ من إنسانيَّتك فلا تقتنصُ فرصة المتاجرة بالآخر بعد أن تقطِّعه أشلاءً على مذبح القناعات الراسخة والوليدة ولا تنتظرُ من صلاةٍ أنْ تكون على شاشات أحد ولا تستعصمُ برؤاك الغليظة بعيداً عن القاصي والداني من الزائرين ولا تمنع امرأةً كشفت جسدها عارياً من كلِّ عورة فكر وفكر عورة أن تحبَّ من تحبّ دون ميزان الطوائف الذي ستكون كفَّته راجحةً للأغلبية الجاهلة في مجتمعاتٍ لم تجدْ بعدُ إلى التنوير سبيلا !!

ما زلتُ في نسمات جبل مرشد كلَّ صيفٍ أصلِّي معهم بإلحادي لأقول للوهابيين السعوديِّين وأتباعهم وللأخوان المسلمين ونشطائهم وللسلفيين ونُسَّاكهم صلُّوا بعيداً عن وطنٍ كلُّ نسوته مرشديات إذا كان الشرف يقاس يمقاسات الدعارة المعشِّشة في عقولكم ولتبحثوا بين أميراتكم وفي ملك يمينكم عن غشاء بكارةٍ ما زال يفتضُّ ما يفتضُّ  بلوثتكم التي لن تنتهي يا أعراب الماضي والحاضر وما الأعراب إلا أشدُّ كفراً ونفاقا !!

 

بقلم: الكاتب المهندس ياسين الرزوق _زيوس"

في المثقف اليوم