أقلام حرة

هل بامكان داعش الهروب الى جبال كوردستان الوعرة؟

الجميع على يقين بان تنظيم داعش قد ينتهي في الموصل خلال مدة قصيرة جدا سواء بحتفهم او هروبهم او دفعهم الى مناطق تختارها جهات لها التاثير عليهم من جهة، او ربما بعد شن الحملة القوية التي يمكن ان تجرى ضدهم بعد الوعود العالمية لاستئصالهم، وربما يختفون بشكل او اخر في نهاية الامر وبعد تحرير الرقة والمناطق التي ينتشرون فيها ولكن يمكن ان نعتقج بانه يمكن ان يُقطع دابرهم خلال مدة معينة . الاهم بالنسبة للجميع ومن تاذى منهم هو منعهم من التحول او التنقل بحرية وتغيير الموقع، والاستقرار في المناطق الاخرى التي يمكن ينتقلوا اليها او ان يُستخدموا في عمليات مخابراتية سرية كما يحلوا لبعض الدول ومن مصلحتها بقاءهم لوقت ما من اجل تحقيق اهداف سياسية في مناطق اخرى كذلك . ان اخطر احتمال هو استخدامهم بشكل واخر في تحقيق اهداف لدول اقليمية متصارعة، ويمكن ان تكون لهم نية في اللعب على اوتارهم من خلال محاولة دفعهم الى التنقل وربما الى المناطق الوعرة من جبال اقليم كوردستان، كما حاولوا من قبل وبامر مباشر او بحركات سرية ومن خلال التابعين لهم ضمن التنظيم من توجيههم الى اقليم كوردستان ولكنهم انكسروا بفعل بعض تقاطع المعادلات بين المحورين من جهة وبالدفاع المستميت من قبل البشمركَة من جهة اخرى، وبمساعدة قوى التحالف الدولي المتحالف مع الكورد والعراق ايضا .

من جهة اخرى، كلنا على دراية بان هناك مصالح اقليمية كبيرة في دفع داعش نحو المناطق المتنازعة عليها من اجل تحقيق بعض الاهداف الاستراتيجية لهم، وبالاخص تركيا وما تحلم به وما تريده من هذه المناطق او ما تتمناه . ويمكن ان نتسائل من خلال ما نراه الان من الحرب ضد داعش وتزامن قصف القوات الجوية التركية للمناطق المدنية في سفوح جبال قنديل محاولة التشويش على المنطقة، ويمكن فسح مجال او طريق سري لتسلل عناصر داعش الى تلك المناطق الوعرة او الاقتراب منها وان كانت باعداد صغيرة من اجل تشغيل قوات الحزب العمال الكوردستاني، ومن ثم يمكن ان يحققوا نيتهم من التوغل من قبل الجيش التركي بريا، وان ضغطوا يمكن ان تكون العملية العسكرية المحتملة بمساعدة قوى كوردية داخلية تابعة لهم .

هناك احتمال هروب داعش الى تلك المناطق الجبلية الوعرة، ان تمكنت القوى العراقية من منعهم للهروب الى سورية كما هو المتوقع، ومن المحتمل ايضا وبتخطيط واجندات مخابراتية معينة ان يدفعوا ولو المدسوسين منهم الى تلك العمليات في مناطق معينة من اقليم كوردستان، كما حاولت خلايا وباعداد صغيرة منهم لا تتعدى العشرات منذ اشهر قريبة ماضية بناء اوكار لهم في منطقة قرداغ البعيدة عن الجبهة التي يحاربون فيها، الا ان قوات الاسايش الكوردستانية استأصلتهم قبل ان يتمكنوا من تثبيت مواقعهم .

اي وفق ما يمكن ان يقع لصالح بعض دول المنطقة وما لها من المخابرات التي تلعب احيانا بهذه التنظيمات الارهابية، يمكننا ان نعتقد بانهم يمكن ان يستفادوا من داعش وتحركاته ودفعه نحو الاماكن المقلقة والمهتزة على المدى البعيد لتحقيق بعض مهماتهم، ان كانوا لحد اليوم مسيطرين على مراكزهم وسلطاتهم العليا كما كانوا من قبل . اي التوجهين، التسلل الى الجبال الكوردستانية الوعرة القريبة من المناطق التي تقصفها تركيا يوميا بحجة وجود حزب العمال الكوردستاني، او محاولة تشتيتهم على هيئة خلايا في المناطق الكوردستانية المتنازعة عليها وبالاخص سهل نينوى والسنجار ومحيط كركوك وجبل حمرين لاستخدامهم في المهامات المستقبلية لما بعد طردهم من الموصل . وعلى السلطة المركزية وقبلها النائمين على جنبهم او ظهرهم من السلطة في اقليم كوردستان الحذر من التوجهين لكي لا يكون البديل هو خلق المشاكل من خلال ما يمكن ان تستخدمهم القوى الاقليمية لامور سياسية اقليمة وداخلية عراقية او كوردستانية بحتة في هذه المنطقة .

 

عماد علي

 

في المثقف اليوم