أقلام حرة

الفساد والخراب سببه الصراعات بين المسئولين

أثبت بما لا يقبل أدنى شك ان الخلافات والصراعات المستمرة والتي بدأت تتسع وتتفاقم حتى اصبحت ظاهرة كبيرة وقوة مؤثرة في نشر الفساد والارهاب وسوء الخدمات في كل المجالات ومكنت العناصر الفاسدة والارهابية من اختراق مؤسسات الدولة بكاملها ومن القمة الى القاعدة واصبحت هي المسيطرة والموجهة و اسبابها واضحة المصالح الخاصة والمنافع الذاتية والحصول على الكرسي الذي يدر اكثر ذهبا ويمنح نفوذا اقوى لكن على طريقة المنافق ابن العاص كلمة حق يراد بها باطل والضحية هو الشعب العراقي المسكين الذي لا حول له ولاقوة والذي يكتوي بنيران هذه الاختلافات والصراعات التي بدأت منذ تحرير العراق في 2003 واعتقد ستستمر وتتفاقم طالما استمرت الصراعات والخلافات بين المسئولين على المنافع والمصالح الخاصة انا على يقين ان المسئولين جميعا يدركون هذه الحقيقة ويشعرون بها الا انهم مستمرون بها لانها الوسيلة الوحيدة التي تحقق مآربهم وغاياتهم الخاصة

كان الشعب يرى في التحرير في التغيير الذي بدأ في 2003 بداية لسد باب جهنم الذي فتحه الطاغية وزمرته وكان الشعب يتمنى بل يعتقد ان قبر صدام سيفتح باب الجنة له وكان يعتقد ان عهد الظلم والظلام مات وقبر الى الابد وبدأ عهد العدل والنور الا انه للاسف لم تتحقق امانيه وخابت احلامه حيث ابتلى بساسة اكثر فسادا من صدام وزمرته فانهم تخلوا عن معانات الشعب وهمومه ومتاعبه وطموحاته وانشغلوا بمصالحهم الخاصة ورغباتهم الذاتية وصدق قول الامام علي ما جاع فقير الا بتخمة غني لم ار نعمة موفورة الا وبجانبها حق مضاع وهكذا اثبتوا ان خلافهم مع صدام وزمرته اختلاف لصوص فكان صدام يسرق الاموال ويبني القصور ويبددها على رغباته الفاسدة وعلى من حوله من اهل الرذيلة بأسم القومجية ثم رفع شعار الايمان وقاد حملة الظلام والكفر والضلال وسماها الحملة الايمانية وهكذا تمكن من السيطرة على العراقيين و ذبحهم وسرقة اموالهم وهتك حرماتهم يظهر ان الجماعة حسدوا صدام على ما فيه من نفوذ وقوة ومال ونساء وكل ما يرغبه ويشتهيه يقدم له وفق الطلب  وتمنوا ان يحلوا محله فرفعوا شعار الدين الطائفة القومية شعار المظلومية للقضاء على صدام لا شك ان الشعب صدقهم لانه في حالة غرق واي يد تمدد اليه يتعلق بها حتى لو كانت تريد طمسه ا لى القاع وصدقهم الشعب المسكين لا يدري انه بدل لص بلص بل فاقوا اسراف وتبذير صدام وأبدعوا في سرقة اموال الشعب والتمتع بالقصور الشامخة والحياة المرفهة المنعمة وكل ما رفعوه من شعارات مجرد وسيلة لخداع وتضليل الشعب وتخديره وعندما اخذوا بالزمام سرقوه وذبحوه اي ذبح على الطريقة الوهابية

وهكذا يزداد المسئولون تخمة يزداد الشعب جوعا يزداد المسئولون ثروة يزداد الشعب فقرا انهم خدعوا الشعب وضللوه ثم سرقوه وذبحوه واستمروا بهذه اللعبة لعبة ابن العاص كلمة حق يراد بها باطل

رغم الفقر والجوع والحرمان الذي يعانيه الشعب العراقي ورغم حالات الموت والذبح والتهجير التي يتعرض لها الشعب في كل مكان وفي كل ساعة لا يجدون من يحميهم يدافع عنهم بل ترى المسئولين غير مبالين وغير عابئين بالشعب بل لسانهم حالهم يقول الا من مزيد لان هذه الحالة المزرية للشعب الفوضى الفساد حالة اللا قانون تسهل لهم سرقة اموال اكثر في وقت اقصر

 والدليل على ذلك منذ 14 عاما لم يتفقوا على خطة في صالح الشعب تحمي الشعب اي منذ تحرير العراق والعراقيين في 2003 وحتى اليوم لم يهتموا بمعانات الشعب ومتاعبه لم يبالوا بمعاناته بمتاعبه بطموحاته بأحلامه فاذا كانت جهة واحدة تحكمه وتسرقه معروفة يمكن للمواطن ان يضللها يخدعها يبتعد عنها اما بعد التحرير فالشعب وقع بين انياب مجموعة من العصابات كل عصابة لها خطة خاصة بها ولها اسلوب معين في سرقة اموال العراقيين وقمعهم واضطهادهم وهكذا تاه العراقيون وضاعوا لا يدرون الى اين سائرين فالعراق سفينة تلعب بها الامواج سباحة يقودها مجموعة من القادة كل قائد له اتجاه خاص مضاد للاتجاه الاخر فالعراق مجرد نعجة وقعت بين انياب مجموعة من الذئاب المفترسة

لهذا تفاقمت المفاسد والسلبيات وتدهورت امور البلاد وابعد اهل الشرف والصدق والامانة وقرب اهل الكذب والرذيلة والخيانة

اما حان الوقت ان تكفوا ولو ايام معدودة عن اهتمامكم بمصالحكم اما شبعتم اما حان الوقت للتوجه لمصلحة الشعب

اعلموا ان استمراركم على الاختلافات والصراعات من اجل الحصول على الكرسي الذي يدر اكثر ذهبا سيكون مصيركم اكثر سوءا من مصير صدام وكل الطغاة اللصوص

 

مهدي المولى

 

 

 

في المثقف اليوم