أقلام حرة

اختراق تعز مجازفة كبيرة مع انهيار الجبهة الغربية

أود أن أشير  قبل أن أخوض في تفاصيل المقالة أدناه إلى أن الجنوب ثكنة للتضحيات منذ قديم الزمن كان أخرها تضحياتهم في جبال المحابشة ونقم مرورا بالثورة الأكتوبرية  وأخرها تضحيات ليست بالهينة في جبال مران عبر الحروب الستة التي أضرمها نظام صنعاء ضد الحلفاء الأعداء الحاليين والتي أعتبرت غرابين مدفوعة لأجر زهيد ولحرب صنفت في آنها من قبل الجنوبيين على أنها مبهمة الغرض يعلم فقط قادتها لماذا أبتدئت وإلى أين منتهاها ؟.

في الحروب السابقة السبتمبرية والأكتوبرية  مهما بلغت التضحيات فإن من يدفع حياته يعلم مسبقا أين يضع روحه ولأجل ماذا ؟ويعلم أن للحرب نهاية وشيكة ستنتهي بانتصاره وسوف تحسب هذه التضحيات في ميزان الثورة التي نال شرف فدائها .

ردفان جزء من الجنوب ثرية بالتضحية في كل المراحل التي مضت وكان لها النصيب الأوفر من سيل الدماء التي أنارة فجر الحرية حتى أنفجار الثورة الجنوبية في وجه طغاة صنعاء وجبابرة الوهم والغدر ولاتحسب غير حساب النصر وكفى .

فجعت ليس تخوفا وأنما حيطة وتبين أن تضعضع لحق بالجبهة الغربية تحديدا باب المندب والمخاء بعد أيام من رحيل الطيب الذكر الشهيد القائد أحمد سيف اليافعي .

فما أوردته مصادر من هناك أن اكثرمن 30شهيد من ردفان وأكثر منهم جريح سقطوا جراء المواجهات مع التحالف الحوثي الصالحي  منذ الفترة 26فبراير وحتى كتابة هذه الأسطر وقد  قيل  الاعداد في تزايد .

النطاق القتالي للمعارك الدائرة من الحدود الجنوبية في كهبوب حيث التحصينات المنيعة والتي تجاوزتها المقاومة الجنوبية والجيش الوطني  نزولا عند رغبة التحالف العربي في تلافي أنكسار المقاومة الشماليه وتقوقعهم في أجزاء من الوازعية والتعزية وموزع والفشل الذريع في قطع  أمدادات العدو وأقتحام معسكر ذباب المسمى العمري وحتى المخاء ومعسكر خالد بن الوليد الذي تشرف المقاومة الجنوبية والجيش الوطني على تحريره ومن المؤكد أن هذه التضحيات جلها ذهبت لهذا المخطط.

ولا ننسى أن مساحة شاسعة تنتشر على رحابها القوات المسنودة بالتحالف العربي جوا وبرا في نطاق محدود في باب المندب وكل هذا الانتشار يشكل ذوبان غير ذي جدوى بالنسبة للجنوبيين المحدودي العدد والتسليح البسيط والبدائي .

كذلك فان التنسيق المحدود والضعيف بين العمليات التي هي في طور التكوين الاولي والتحالف العربي شكل خللا بيناً أسهم في تاخر الأستجابة أثناء الهجمات المباغتة للمليشيات والتي تعتمد على وسائل حرب العصابات والكر والفر وتأتي الالغام التي تزرع من ثغرات تتسلل منها أكبر مشكلة تسببت في حصد أرواح المقاتلين .

من المرجح أن المليشيات التي لايجب الأستهانة بها وتسليحها والقدرات القتالية التي تناور تضع القيادات الجنوبية  أمام تقيم لأستنزاف للقدرات البشرية الجنوبية والتي أن أستمرت سوف تودي إلى تعميق الهوة في قلب المناطق المحررة والتي تستمد قوتها نتاج لانتصاراتها في الميدان وقد تشهد المنطقة الغربية في الصبيحة انكسار يمهد لتقدم إلى الحدود المتاخمة لعدن .

كما أن التحالف معني بأحد الأمرين لتعزيز القوات الجنوبية المتفوقة في مهاراتها ومعنوياتها والقليلة في اعدادها ويتمثل في تعزيز الساحل الغربي بااعداد من قواته التي تنتشر في القرن الافريقي والخليج وتعزيز المقاومة في المناطق التي لازالت المليشيات تهددها ليل نهار على الحدود الجنوبيه في كهبوب والصبيحة وكرش .

من المؤكد ان صمود الجيش الوطني الجنوبي والمقاومة في الساحل وتقدمها إلى المخاء والحديدة وإيقاف توغل المليشيات القادمة من تعز مرهون بالتسليح الحديث والمؤثر بعيد المدى في حال أن التحالف لم يكترث للدعم البشري ويعتبر سلاح الطيران والمدفعية والدبابات والصواريخ الفعالة كالراجمات أهمها إذا ما مد بها الجنوبيين تمكنهم من تحقيق التاثير الأفضل والثبات وتقليل الإستنزاف المبرمج الهادف إلى أفقار الجنوب من الخبرات والشباب الثائر .

هذا التصورين قد يلاقيان معارضة قوية من داخل الشرعيه ومن الذرائع لذلك الخوف من توطين الجنوبيين على الأرض والتمهيد للاستقلال ,وهذا يعني بروز هدف من أهداف الحرب لدى المتدثرين بالشرعية والمستغلين المال الخليجي وهو واد الجنوب واستثماره وبذلك تلاقت المصالح المشتركة للفريقين .

لان الحقيقة المطلقة التي لاغبار عليها هو أن الجنوب يقاتل ويقدم التضحيات لأجل حرية وطنه وتحالف مع التحالف العربي والشرعية اليمنية على أساس قيام الدولة الجنوبية والأعتراف باستعادة تمثيلها العربي .

الطامة الكبرى هي التحركات المكثفة والخطة الشاملة التي يتردد أصدائها عن تحرير تعز من ثلاثه محاور .

المحور الاول :يتجه من المخاء بعد تطهير معسكر خالد بن الوليد في الجهة الغربية .

الثاني: يسلك الجهة الشمالية كرش -الراهدة حيث تدور مواجهات منذ بداية دحر المليشيات والجيش المتحالف معها إلى الحد الفاصل على الحدود الشطرية بين الدولتين الشمالية والجنوبية .

الثالث :وهذا يتقدم من الصبيحة بمساندة المقاومة المتحصنة في المناطق الوسطى موزع الوازعية التعزية القبيطة والمقاطرة حيث يعتبر معسكر العمري منطقة حشد القوات وانطلاقها .

هذه الخطة على ضخامتها فأنها تفتقر إلى الإمكانيات البشرية مع صعوبة المناطق التي تمر بها خاصة الجبلية وسوف تعرض المقاومة والجيش لخطر الأستهداف المليشاوي .

 

بسام فاضل

3-3-2016م

 

 

في المثقف اليوم