أقلام حرة

الانتخابات في الجزائر مالها وما عليها

بداية أكاد أجزم أننا ورثنا فيما ورثنا من الاستعمار الفرنسي هذه التصرفات والعادات القبيحة في السياسة والانتخابات بالذات ، وكل من له أذن واعية سيدرك ذلك بكل بساطة مع ان (لفرنسا العظمى) الكثير من المزايا التي لو طبقناها في بلدنا لكنا في أحسن حال.

قد يكون هذا موضوع آخر لكنه يفسح لي المجال كي أتحدث عن التشريعيات الوشيكة والحمى الجزائرية (وليست المالطية) المصاحبة لها.الحكومة نفسها مصابة بهذه الحمى لكن لأسباب أخرى لا علاقة لها بالحمى التي أسالت عرق المترشحين للانتخابات ، والذين يدركون تماما أنهم ليسوا أهلا لها ماعدا النزر اليسير، وآخر مسئول في الحكومة يعرف ذلك لكن مالعمل؟ هل تستطيع حكومتنا الموقرة أن تأتي لنا بأشخاص مؤهلين و(فاهمين) ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ؟ ذلك هو المستحيل بعينه، فالحكومة تتعامل مع الموجود (الشعب الواعر) على رأي المرحوم بن بلة لكنه في الحقيقة شعب كبقية الشعوب فيها الصالحون وفيه الطيبون وفيه آخرون بين هؤلاء وهؤلاء (على رأي بوتفليقة) وفيه الفاسدون أيضا فنحن بشر من خلق الله ولا نزايد على خلق الله.

لاشك أن الواجب يفرض علينا أن نتفاعل مع الانتخابات (سلبا أوإيجابا) لأسباب كثيرة، لكن العملية كلها مقرفة ومملة  وقاتلة وخاصة بالنسبة للشباب الذي فقد الأمل في التغيير وفي المترشّحين وفي البلاد نفسها ولكن لماذا هذا اليأس؟

الأكيد أنه بسبب المترشحين أنفسهم فبعد (الشكارة) و(الحفافات) و...و..... لازالت دار البرلمان على حالها حيث في كل موعد انتخابي يأتي آخرون ينهجون نفس النهج ويلهثون وراء المنصب مستعلمين كل ما هو حلال وما هو حرام من الوسائل ثم يتوقعون أن ينتخبهم الشعب هذا إذا ما أقررنا بنزاهة الانتخابات وأبعدنا التزوير والكوطات...الخ هل يستطيع هؤلاء المترشحون أن يقنعونا بأنهم إنما يفعلون ذلك من أجلنا؟ وهل يعقل أن يدفع أحدهم (الملايير) من أجل خدمة الشعب؟

نعم هناك من دفع ما هو أغلى من ماله(روحه) من أجل الآخرين لكن ذلك قبل أن يأتي زمن (فاقوا)  أما بالنسبة لنا نحن (شعيب لخديم):

أي مجنون هذا الذي ينتخب شخصا يغير حزبه كما يغير ملابسه من فصل إلى فصل ومن ينتخب شخصا يعرف عنه أنه مختلس ومرتش وغشاش وكذاب؟

التجارب السابقة في الانتخابات البرلمانية كانت كلها فاشلة ولم تغير شيئا وبقيت الحكومة هي التي تغير وهي التي تنجز وهي التي تقرر وهي التي تعرف أسماءنا أكثرمنا (هو احنا نعرف أسماءنا أحسن من الحكومة) على رأي عادل إمام

أما (الهملة) الانتخابية التي (هبلتنا وهملتنا وكرهتنا حياتنا) فعيبها فيها ومن الأفضل ألا تكون لأنها مركزة على إخبارنا بعيوب وغش وكذب ما سبقها من العمليات الانتخابية و أعتقد أن الصمت وترك المواطن يختار أفضل من الكذب والاحتيال والصفاقة  وتحضرني بهذه المناسبة إحدى المتحمسات للرئيس بوتفليقة في عهدته الثانية وطريقة كلامها والله لو شاهدها بوتفليقة بما نعرفه من فطنته وذكائه لانسحب من الرئاسيات حياء مما تقول من تفاهات..ليس أسوا من ذلك إلا إصرار السيد (فيون) على الترشح للرئاسيات رغم أن العدالة فتحت له ملفا فيها ورغم أنه وعد أنه سينسحب إذا استدعي من طرف العدالة.

ألم أقل لكم أن (الخبث) كله آت من هناك ؟ ولا أستعمل كلمة أخرى احتراما لمن يقرا المقال لأن الأمور أكثر قذارة مما يتصورالبشر

اللهم اشفنا من أدواء فرنسا الاستعمارية العظمى

 

فاطمة الزهراء بولعراس

جيجل(الجزائر)

في المثقف اليوم