أقلام حرة

الإقليم السُنّي .. مطلب إسرائيلي يُحققه الأمريكان

تتعالى الأصوات هنا وهناك لإنصاف أهل السُنّة والجماعة بالعراق، حيث إغتصب الشيعة الحكم منهم بعد سقوط الصنم، الحُكم الذي توارثوه منذ وفاة الإمام علي عليه السلام، وأصبح حق لهم إكتسبوه بتقادم الزمن .. ولست هنا في صدد مناقشة هذا الحق   قدر مااُريد أن اُوضّح إن أمريكا لن تسمح بإخراج داعش من العراق إلاّ بعد أن تتأكد أن الإقليم السُني سيكون على طول حدود العراق الغربية، لقطع التواصل الإيراني مع سوريا وحزب الله في لبنان، ليكون هذا الإقليم هو المصد والحامي الحقيقي لحدود إسرائيل .

ورغم كل إختلافاتي في وجهات النظر في كثير من الأمور مع السيد المالكي، ولكن الأمانة التاريخية توجب عليّ أن أعترف لجمهوري الكريم، أن السيد المالكي كان مُدركاً لقواعد هذه الحقيقة، وبسبب هذا كان لابد من تغييره بشخص جديد عسى أن تنطلي عليه لعبة تهميش أهل السنة وإسترجاع حقوقهم في الإقليم السني .

وسيخدم السياسيون العراقيون هذا المشروع من حيث يعلمون أو لايعلمون .. رغم أن هذا الإقليم قد يُنصف أهل السنة بالعراق من ممارسات الحكومة الإتحادية من حيث القوة والقرار، لكنه سيخدم المطلب الإسرائيلي الذي قدمته لأمريكا لتُنفذه بأيادي عراقية يعلم بعضها تفاصيل هذا المشروع ويجهل الأغلب منهم تداعياته .

ستبقى أمريكا يد المشروع الصهيوني بالمنطقة بغض النظر عن مصالح الشعوب، لأن بقاء القطب الأمريكي يحكم ويتحكم بالعالم مرهون بدعم منظمة رعاية المصالح الصهيونية العالمية (الأبكا) والتي مقرها في أمريكا، والتي تُسيطر على نصف مقدّرات العالم المادية، والتي بدون مباركتها لن يصل أي مُرشّح للبيت الأبيض مهما كان مشروعه السياسي ......

والسؤال هنا .. هل سنكون مع هذا المشروع لنحمي إسرائيل وحدودها من خطر المد الشيعي الإيراني (كما يدّعون) عبر أراضينا، أم سنساعد أهل السنة المعتدلين لفهم المشروع وحجم المؤامرة، ليحموا أرض العراق من الفتنة التي زُرعت بأراضينا بأيادي أمريكية بموجب مشروع مدروس ومعروف النتائج؟ هذا ماستثبته الشهور القادمة بأفعال القيادات السياسية العراقية، رغم أني غير متفائل بقدراتهم وإمكاناتهم لفهم مايجري على الأرض ..

لكننا سنُظهر التفائل بالخير علّنا نجده في أحدهم .

 

وللموضوع بقية ..

والله من وراء القصد

في المثقف اليوم