أقلام حرة

أمريكا وشيعة العراق

لا أقول أن الولايات المتحدة الامريكية مغرمة بحب الشيعة ولا هي جمعية خيرية تطلب الاجر والثواب وتبحث عن الجنة وحور العين كل ذلك لا تعرفه ولا يهمها بل الذي تدين به وتعبده هو الدولار مصالحها فقط او كما قال الفيلسوف الانكليزي برناد شو في امريكا مئات الاديان لكن هناك رب واحد تعبده هو الدولار

فوجدت في تحرير العراق والقضاء على العبودية وبيعة الطاغية وبناء عراق ديمقراطي تعددي يحكمه القانون والمؤسسات الدستورية خدمة لمصالحها ومنافعها وهذا يعني تحرير شيعة العراق وجعلهم مواطنين عراقيين متساويين مع غيرهم في الحقوق والواجبات بعد ان كانوا عبيدا مشكوك في اصلهم في وطنيتهم في شرفهم في كرامتهم منذ استشهاد الامام علي حتى تحرير العراق والعراقيين في 9-4-2003 في هذا اليوم تحررت عقول العراقيين جميعا وشعر العراقيون وخاصة الشيعة بالحرية وانهم بشر مواطنون كغيرهم وليسوا عبيد ولا درجة ثانية

وكانت امريكا ترى في نجاحها في العراق اي في بناء عراق ديمقراطي كما فعلت في اليابان وفي المانيا نجاح لها وفشلها في ذلك فشل لها ولو كان ساسة العراق مخلصين لوطنهم وصادقين مع شعبهم وخاصة الساسة الشيعة كما كان ساسة اليابان والمانيا لخلقوا من العراق دولة انسانية راقية اكثر تطورا وتقدما من اليابان ومن المانيا وبما ان امريكا تتحرك وتتعامل مع الدول الاخرى وفق مصالحها فهذا يتطلب من ساسة الدول التي تتعامل معها ان تنطلق من مصلحة شعوبها اولا للاسف ان ساسة العراق انطلقوا من مصالحهم الخاصة اولا لهذا استغلتهم امريكا لهذا تدهورت اوضاع العراق وساد الفساد والخراب ولو انطلقوا من مصلحة الشعب العراقي متخلين عن مصالحهم الخاصة لتمكنوا من استغلال امريكا ولتمكنوا من بناء عراق راقيا متطورا في كل المجالات لمساعدة امريكا وجنبت العراق والعراقيين الكثير من هذه الحروب والصراعات الدموية والخراب الذي حل بالعراق والذي لا يزال مستمر واعتقد انه سيستمر

الا ان المؤسف والمؤلم هذه الحقيقة لم يفهمها ساسة قادة الشيعة نتيجة لغبائهم لجهلهم لعدم فهمهم للتحديات التي ستواجههم واساليب اعدائهم الغادرة الخبيثة وخاصة ال سعود اردوغان ومن حولهم كما انهم انشغلوا بمصالحهم الخاصة ومنافعهم الذاتية واخذ بعضهم يتنافس مع بعض من اجل الحصول على الكرسي الذي يدر اكثر ذهبا

فهذا التكالب على المصالح الخاصة من قبل قادة التحالف الوطني وانشغالهم في المصالح الخاصة والمنافع الذاتية فتح الباب على مصراعيه لأعداء العراق وخاصة الشيعة أمثال ال سعود اردوغان وكلابهم الدواعش الوهابية والزمر الصدامية الفاسدة الفرصة المناسبة لنشر الفساد والارهاب وتمكنت من الوصول الى مناصب كبيرة ومتنفذة في كل الاجهزة الامنية والادارية حتى ساد الفساد والفاسدين والارهاب والارهابين وبالتالي اصبح العراق والعراقيين رهينة بيدهم فكانت لهم اليد الطولى في حين نرى قادة التحالف الوطني بعضهم ينشر غسيل الآخر بعضهم يسئ للآخر

للاسف الشديد ان الساسة العراقيون وخاصة الساسة الشيعة واقصد بهم عناصر التحالف الوطني الذين ادعوا انهم يمثلون الشيعة فهؤلاء لم يفهموا المرحلة ولم يتعلموا من كل مسيرة الدم والاضطهاد والقهر والظلام والذل التي تعرضوا لها في كل التاريخ وجاء يوم 9-4-2003 ليفتح لهم ابواب الجنة الحياة الحرة الكريمة ويسد ابواب جهنم الى الابد الا انهم اي ساسة الشيعة اي عناصر التحالف الوطني تجاهلوا كل ذلك ونسوه وانشغلوا في الحصول على الكراسي التي تدر ذهبا وجمع المال والقصور والامتيازات والمكاسب وبطرق مختلفة شرعية وغير شرعية حتى انهم فاقوا فساد وترف ورفاهية صدام وزمرته واستخدموا الامام علي وسيلة لسرقة اموال الشعب وجمع المال وحياة الرفاهية وتجاهلوا نهج الامام علي واسلامه الذي يقول اذا زادت ثروة المسئول عما كانت عليه قبل تحمله المسئولية فهو لص واذا اخذنا بهذه المادة يتضح لنا انهم جميعا لصوص

تجاهلوا تماما ان التغيير الذي حدث في العراق والذي غير واقع العراق وقلبه رأسا على عقب لا يمكن القبول به من قبل العوائل المحتلة للخليج والجزيرة وعلى رأسها عائلة ال سعود وكذلك اردوغان لانه يشكل خطرا كبيرا على حكم هذه العوائل واحلام اردوغان ومن الطبيعي لا يسكتون على ذلك بل سيعملون المستحيل من اجل رفض هذا التغيير والعودة الى الوضع السابق بكل الطرق والوسائل وما حدث ويحدث في العراق من ارهاب وعنف وفساد الا نتيجة لتدخل هذه العوائل نعم ان العراق بفضل قواتنا الامنية الباسلة وحشدنا المقدس قادر على عدم عودة العراق الى ما قبل 2003 الا انه غير قادر على وقف جريان الدم وعمليات الابادة والفساد نتيجة لتدخل ال سعود واردوغان وكلابهم في العراق دواعش السياسة كلابهم الوهابية

التشيع حركة انسانية حضارية هدفها اقامة العدل وازالة الظلم وليس مجرد طقوس دينية

 لهذا على ساسة الشيعة قادة التحالف الوطني الوحدة وفق خطة واحدة على اساس اقامة العدل وازالة الظلم لا على اساس الطقوس الدينية  التقارب مع امريكا والتعاون معها لحماية العراقيين وخاصة الشيعة من كلاب ال سعود واردوغان وبناء العراق وسعادة العراقيين

 

مهدي المولى

في المثقف اليوم