أقلام حرة

من وحي جلسة شبابية ببوسمغون.. موج الصبوة على ظهر القَعًود

ahmad katawiعلى ظهر سيبويه كانت معارج وثنايا البدء امتطاءَ للصهوة ليُزيّن الهودج بجمالييات النطق .وترتيب بيت اللفظ ومخارج حروفه نحوا وصرفا ..

هكذا بدأت أبجديات النطق اعتبارا من النحاة النحويين وأهل فقه الصرف والنحو حتى لو كان ذلك بمدرسة البصرة أو عبد القهار الجرجاني، أحمد الفراهيدي، الجاحظ، الأصمعي، سيبويه، أبن جني في فقه اللغة، الميرد، الزمخشري في البلاغة ابن مالك في النحو.. والقائمة طويلة ... أو حتى عند أبي الأسود الدؤلي. وهو أول من وضع علم النحو حسب عدة مصادر وما حادثه المشهورة مع الإمام علي بن ابي طاب كرم الله وجهه عندما ادخل صيغة التعجب ..حينها قال له الإمام علي بن ابي طالب كرم الله وجهه : انح هذا المنحى

.من هذا المنعطف وهذا المكوّن الثقافي تشعبت صيغ الكلم وجوامع الدلالات على مدار العصور والأزمنة ..فرعاه الدين الإسلامي الحنيف ..والرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم .

بقدر ما نجتلي هذه الحقائق الدامغة في المصاهرة بين اللغة العربية والامازيغية ..نستشف أن اللغتين تصاهرتا واغترفتا من معين مشترك ..

والجلسة التي جمعتني وهذه الطاقة الشبانية ببوسمغون تصب في هذه المنحى

وها هو دليل دامغ ..

في بوسمغون يقال لصغير الجمل باللغة الامازيغية أقعود ..

وهو نفس الاسم باللغة العربية القَعود أي شبل الجمل ..

وهذا نموذج من ألف منه ونيف ..

أخواننا البدو بالمشارف يمتازون بالفصاحة والبلاغة وعلم البيان يوظفون أبلغ البيان في حديثهم العادي فيقال مثلا لقادم هل جئت راجلا أم راكبا فيرد بتلك البلاغة:

جئنا قعودا أي جلوسا على متن مركبة أو سيارة ..أو ما شابه

وهكذا تم تداول القيم البلاغية بصرف النظر عن مجريات الحديث بالامازيغية أو العربية القحة ..

إنما الأغلب أن القاسم المشترك متوفر ..

وهذا ما تجاذبنا حوله في هذه الجلسة الشبابية الميمونة المسؤولة .وعيا وإدراكا لحقائق الأشياء دون شوفينية ..

تحية إكبار لهذه الطاقة الشبانية لوعيها بمتطلبات الوعي في المفهوم العلمي.

هذه صبوة التآخي والتلاحم ..على ظهر – أقعود- ..بثلاث نقاط فوق حرف القاف .

 

بوسمغون : كتب أحمد ختاوي ..

 

في المثقف اليوم