أقلام حرة

شباب بلا عنف

علينا ان نعترف ان العنف لم ينزل علينا من السماء انه نتاج واقعنا قيمنا عاداتنا تقاليدنا وسائل عيشنا لا يمكن القضاء على العنف الا بالقضاء على هذا الواقع وعلينا الاقرار ان الواقع لا يصنعه الانسان بل ان الواقع هو الذي يصنع الانسان  فتغير الانسان يجب تغيير واقعه اولا وتغيير الواقع يتطلب آليات خاصة خطة مدروسة صدق واخلاص وتضحية ونكران ذات لدى العاملين لدى الساعيين لهذا التغيير اي تحقيق مشروع شباب بلا عنف

المعروف جيدا ان واقعنا عشائريا بدويا متخلفا وهذا الواقع مستمر لم يتغير طيلة قرون عديدة ماضية حتى عندما جاء الاسلام لم نرتفع الى مستوى الاسلام بل انزلناه الى مستوانا وهكذا جعلناه وسيلة لفرض القيم البدوية الوحشية ونشر العنف والغزو الى خارج الجزيرة بعد ان كان محصورا في الجزيرة وحدها وهكذا ساد العنف وحالات القتل والنهب والغزو في كل المناطق التي احتلها وسيطر عليها هؤلاء الاعراب

كما ان العراق طيلة قرون لم يحكم من قبل ابنائه لهذا لم يشعر في يوم من الايام انه عراقي اي انه ينتمي الى العراق اي لم تزرع في عقله بذرة النزعة العراقية فكانت نزعته دائما عائلية عشائرية طائفية دينية عنصرية وكان الحكام المستبدين يشجعون على دعم هذه النزعات المختلفة في الوقت نفسه يحاربون اي نزعة عراقية ويذبحون من اليها وبهذا تمكنوا من سيطرتهم واذلال الشعب العراقي وقهره

بعد تحرير العراق في 9-4-2003 وتحرير عقول العراقيين من العبودية وظلام البداوة فخرج العراقيون جميعا على شكل مجموعات فرادى كل مجموعة كل فرد وفق المستوى العقلي وحسب النزعة والمصلحة الخاصة وكل مجموعة تحاول ان تفرض رؤيتها نزعتها مصلحتها على الاخرين بالطرق المختلفة العنف والارهاب ونتيجة للفوضى وعدم وجود سلطة قوية تفرض القانون اصبح العنف والخروج على القانون على القيم الانسانية امر طبيعي بل ينال التأييد و بشكل واضح وعلني وشرعي

فالعنف والارهاب لم يظهر بعد تحرير العراق اي بعد 2003 بل كان موجود قبل ذلك التاريخ ولكن بشكل سري لا يمكن الاعلان عنه المقابر الجماعية جرائم حلبجة الانفال شعار لا شيعة بعد اليوم الشيعة فرس مجوس عملاء لايران هذا ما كنا نسمعه من ابواق ال سعود والوهابية وايتام الطاغية صدام

المعروف جيدا ان التغير الذي حدث في العراق بعد 2003 غير مقبول من قبل ال سعود وكلابهم الوهابية وايتام الطاغية لانه اعاد العراق الى العراقيين واعتبر العراقيين جميعا مواطنون متساوون فهذا التغيير في العراق يشكل خطرا على حكم ال سعود وكلابهم ووجدت في تحالفهم مع ازلام صدام الوسيلة الوحيدة لتحقيق احلامهم في نشر الفوضى والحرب الطائفية والعنصرية وبالتالي يمكنهم تقسيم العراق وبالتالي عودة نظام صدام ونشر الظلام الوهابي

فأرسل ال سعود الوهابية الى العراق وأستقبلوا من قبل ازلام صدام وفتحوا لهم ابواب بيوتهم وحتى فروج نسائهم وبدأت عملية ذبح الشيعة وكل من تحالف تعاون مع الشيعة وتدمير العراق ومهد الى هجوم وغزو داعش الوهابية وعند التمعن في هذا الهجوم يتضح لنا بشكل جلي وواضح كان غطاء لحجب دواعش السياسة الذين كانوا في مقدمة المهاجمين بتمويل ودعم من قبل ال سعود

السؤال كيف نقضي على العنف واهل العنف كيف نخلق شباب بدون عنف

لا يمكن القضاء على العنف وخلق شباب بلا عنف بالخطب الرنانة والعبارات المنمقة بل اثبت ان اهل الفساد والارهاب اكثر ابداعا بمثل هذه الخطابات الرنانة واكثر قدرة على اطلاقها

فعلى دعاة مشروع شباب بلا عنف ان تعي وتدرك ان واقعنا مستمر في صنع الارهاب والارهابين وبيئة ملائمة لولادة الارهاب والارهابين والعبارات المنمقة والخطابات الرنانة لا توقف خلق الارهاب والارهابين ولا يمكنها ان تحد من امتداده وتوسعه طالما نزعات الطائفية والعشائرية والقومية هي السائدة اعلموا ان الرشوة استغلال النفوذ العشائرية واعرافها وشيوخها في العراق سببا رئيسيا في زرع الارهاب وخلق شباب ارهابي

لهذا يتطلب من دعاة وانصار مشروع شباب بلا عنف ان يصنعوا ويخلقوا نزعة عراقية انسانية لدى الشباب العراقي بعد اجتثاث اي نزعة اخرى متضادة ومتعارضة مع النزعة العراقية الانسانية وهذا يتطلب وضع خطة واضحة واستخدام آليات سليمة ويتطلب عناصر صادقة مخلصة ذات نزعة عراقية انسانية لا تشوبها شائبة ومن كل القوميات والاطياف والاديان ومن كل محافظات العراق

كما يجب وضع خطة عملية في هذا الاتجاه تضم كل الشباب شعارها عراقي انا وانا عراقي يضم كل الشياب من كل الاطياف ومن كل المحافظات وبهذا نصنع شباب محبا وعاشقا للحياة محترما للانسان مفتخرا ومعتزا بانسانيته وعراقيته يرى المستقبل في عراق حر موحد متوجها للعلم والعمل يرى قيمته في العلم والعمل في ما يقدمه من خير لوطنه وشعبه

يعني صنع مجموعة ذات نزعة عراقية انسانية في مواجهة النزعات العرقية والطائفية والعشائرية والدينية والمناطقية

اين هؤلاء

 

مهدي المولى

 

في المثقف اليوم