أقلام حرة

على خطى أربيل.. رفع العلمين يعيدنا اتفاقيات الوحدة

قد لا نتفق مع السلطات المحلية في الجنوب من اقرارهم بالشرعية اليمنية والعمل تحت مضلتها وتركها تتصرف بمقدرات الجنوب بشرية وغيرها، لكن كل الجنوبيين شركاء في التاريخ الذي صنعه الجنوبيين ومنها الوحدة اليمنية بكل ما أفضت اليه بعيدا عن من أيدها ومن عارضها وبكل إيجابياتها والمساوئ التي ادت اليها قبل تحققها .

اأضا بالرغم من اعترافنا بالشرعية اليمنية فإننا قد لا نتفق مع الاسلوب والطريقة التي ذهب اليها قيادات مقاومة وثورية في الموافقة على الشواغر الوظيفية التي منحتها إياهم الشرعية اليمنية وإصرارهم على صدق توجههم في تمثيل الثورة وأن فعلهم هذا هو الحق الذي نناضل لأجله مع ادراكهم بالسطوة والتعطيل الهادم للشرعية اليمنية لكل توجهات استعادة الدولة لصالح تفكيك الخطاب الجنوبي الموحد وزرع الشقاق أمام التئام الجسد الجنوبي على أساس وطني خدمة لما أقرته صنعاء من إعادة رسم ملامح الجنوب وفق ألية ممزقة تنذر بتدوير التشرذم والتبعية الاستعمارية بكل أنواعها أكانت يمنية أو أقليمية أو حتى شعوبية جهوية .

كان الأجدر قبل كل شيء انتزاع اعتراف يقود إلى اعتراف أممي عربي بالتمثيل الجنوبي في السلطة أقلها يمكن من البناء عليه مستقبلا ويمهد لمشاركة حقيقية للجنوب في الدولة اليمنية على قدر رفضنا لهذا الاتجاه وخطورته ولكن محاولة لتلافي  الاخطاء القاتلة التي وقعت بها هذه القيادات والتي جرت معها المقاومة إلى هاوية سحيقة اُستخدمت استخدام غير هادف بعيدا عن هدفها الوطني الاستراتيجي  ومن باب النصح حبا في المسلك النضالي والاخاء الذي جمع كل اطياف الثورة .

لذلك فإن الحامل الوطني قد يتشكل من اعتماد مبدا عدم التنازل عن القضية الوطنية الجنوبية واعتبارها قضية جامعة لكل الجنوبين يمكن النضال من خلال السلطة لانتزاع اعتراف ضمني قد يقود إلى تفاوض مع النظام يضع الجنوبيين أمام أي استحقاق قادم في المعادلة الاقليمية والاممية نابع كما قلنا من الاعتراف بالنظام اليمني  مع عدم التنازل عن القضية الاستراتيجية المتمثل في استعادة الدولة كاملة السيادة وفقا للحدود الدولية قبل عام 90م .

لا يجدي نفعا من التزمت الجنوبي للمنضويين في أطار السلطة برفع العلم الجنوبي منفردا لان الحقيقة الدامغة عدم قدرتهم على مواجهة النظام سيما وأن هناك رأي عام عربي مؤيد بقوة للشرعية اليمنية وفي ضل المتغيرات والخوف الذي تسببه التهديدات للمنطقة العربية وشبه الجزيرة العربية تحديد فأن هذا يبعد النظر إلى قضية الجنوب باستقلالية تامة ومن السهل أن يكيف النظام وكل من واجههم الجنوب لأجل قضيته يكيفون الاسباب للإجهاز على الثورة واجتثاث أليات بقائه.

نعلم المسببات التي قادت إلى الوحدة وأنها أتت من الروح القومية الوثابة وأن العلم الوحدوي هو العلم الوحدوي الذي اتخذته الجبهة القومية راية لها وكان انتشاره تقريبا في كل أنحاء الوطن العربي كعلم تحرري ثوري استمر إلى لحظة إعلان الدولة الجنوبية عام 67م ثم أضيف له النجمة الحمراء والمثلث الازرق دليل على استقلالية الدولة الجنوبية .

إذا فالشرعية القائمة هي شرعية الوحدة التي اجهضت وعطلت باتفاقياتها ومن ثم  بالحرب وماتلاها من ممارسات أدت إلى أن يرفع الجنوبيين علم دولتهم المستقلة رفضا للاستمرار بالوحدة ومن المهم بالنسبة للسلطات المحلية في الجنوب أن ترفع فوق كل الدوائر الرسمية علم الدولة اليمنية التي أعلنت في العام 90م والعلم الجنوبي حتى يتمتعوا بحق تمثيل الجنوبيين والمضي في اجراءات التفاوض لفك ارتباط  الدولتين .

 

 

في المثقف اليوم