أقلام حرة

تصرفات مجموعة الطلباني الاخيرة اسبابها دوافعها

نعم هذا سؤال بدأ يطرح نفسه على كل من يشاهد المشهد. ماذا يريد الاتحاد الوطني اي مجموعة السيد جلال الطلباني من تصرفاته الاخيرة المفاجئة والغير موضوعية والتي اثارة الريبة والشك وربما ستشعل نيران الفتنة بين الطوائف المختلفة في كركوك وقد تمتدد الى كل العراق

قيام مجموعة من البيشمركة التابعة للأتحاد الوطني بأحتلال انابيب ضخ نفط الشمال والاستيلاء عليها ومنع تصدير النفط

قيام محافظ كركوك التابع لحزب جلال الطلباني برفع علم الاقليم في الدووائر الرسمية في كركوك مما اثار غضب اغلبية ابناء المحافظة من العرب والتركمان الحقيقة مثل هذه التصرفات كانت غير متوقعة من قبل مجموعة جلال الطلباني نعم كانت متوقعة من قبل البرزاني ومجموعته يا ترى ما الذي دفع هذه المجموعة الى مثل هذه التصرفات الغير عقلانية والمخالفة للدستور

اي نظرة دقيقة موضوعية لهذه التصرفات تعطيك الاسباب ولماذا وضد من

لا شك ان مجموعة جلال الطلباني شعرت بالتهميش وانها في طريقها الى التلاشي والزوال خاصة بعد انفصال مجموعة نشطة وقوية وتأسيس كتلة سياسية اسمها حركة التغيير نالت تأييد جماهيري تخطت جماهيرية الطلباني وباتت تهدد جماهيرية مسعود البرزاني

هذا يعني ان هذه التصرفات موجهة ضد مطامع البرزاني التي لا حدود لها ومن اجل وقف تمدد وتوسع نفوذه الذي يحاول فرضه بالقوة ليشمل كل الاقليم وبالتالي يزيل وجوده ووجود مجموعته فكانت مجرد دعوة الى البرزاني طالبا منه العودة الى تقسيم النفوذ والمال وفق قرار فيفتي فبفتي الذي انهى صراعا دمويا بين مجموعة الطلباني وبين مجموعة البرزاني كاد ينهي الكرد ومن هذا يمكننا القول ان تصرفات مجموعة الطلباني كانت موجهة لعرقلة تحركات البرزاني ووقف تمدد نفوذه وسيطرته على كل الاقليم هذا من جهة ومن جهة اخرى السماح لمجموعة الطلباني المشاركة في الاموال الهائلة التي يحصل عليها بطرق مختلفة شرعية وغير شرعية

لا شك ان القوى الكردية التقليدية امثال الاتحاد الوطني جماعة جلال الطلباني والحزب الديمقراطي جماعة مسعود البرزاني شاخت وكبرت ولم تعد قادرة على مسايرة حركة الاجيال الجديدة التي اخذت مكانها مثل حركة التغيير الحركات الاسلامية بعضها متطرفة هذا لا يعني ان الجماعة سيستسلمون للامر الواقع ويسمحون للحركات الجديدة بالعمل بل سيسعون الى التحدي بل اعلان الحرب على ابناء الاقليم

المعروف ان الاتحاد الوطني الذي كان يمثل المثقفين العقلانين الكرد دعاة الديمقراطية والتحرر انشق عن الحزب الديمقراطي التي تهيمن وتسيطر عليه عائلة البرزاني الذي كان يمثل الاعراف العشائرية المتخلفة والقيم النازية وكان كل حلم هذه العائلة هو اقامة مشيخة عائلية تحكمها العائلة بالوراثة

بعد تحرير العراق في 2003 من ظلام وعبودية الدكتاتورية والاستبداد كان المفروض ان تبدأ صرخة تغيير وتجديد تبدأ من اربيل وتمدد الى البصرة لان بغداد ومدن الوسط والجنوب واجهت عاصفة ظلامية ارهابية مصدرها العوائل الفاسدة في الجزيرة والخليج وعلى رأسها عائلة ال سعود انطلقت من المدن الغربية تحت شعار لاشيعة بعد اليوم للاسف لم يحدث ذلك بل ان هذه المجموعات وخاصة البرزاني ومجموعته استغلت هذه الظروف وشجعتها واخذت تصب الزيت على النيران المشتعلة بل اخذت تتعاون مع اعداء الشعب العراقي امثال ال سعود واردوغان ومع ايتام الطاغية المقبور حتى اصبحت اربيل مركز تجمع وقاعدة تدريب وانطلاق لكل الارهابين الصدامين والوهابين لذبح العراقيين وتدمير العراق وهذه التصرفات ادت الى ضعف حركة القوى الوطنية والديمقراطية وتقوية القوى الدينية العشائرية حتى اصبحت اربيل مكان ملائم لنموا الحركات الارهابية النازية مثل حزب البعث مجموعة الطريقة النقشبندية التي اصبحت غطاء لكل ايتام صدام الجدير بالذكر ان افراد عائلة البرزاني هم ائمة الطريقة النقشبندية وكانت عناصر هذه الطريقة الارهابية بأستقبال داعش الوهابية كلاب ال سعود فأستقبلوهم وساعدوهم في ذبح العراقيين واسر العراقيات واغتصابهن وبيعهن

وهكذا وقفت الطريقة النقشبندية التي تتألف من عناصر داعش وايتام صدام الى جانب البرزاني ومكنته من غلق البرلمان واعتقال اعضائه وفرض نفسه صدام جديد مهددا ومتوعدا كل من يعارضه او ينتقده

وهكذا اثبتت الايام ان دعاة الوحدة الكردية والدولة الكردية مجرد وسيلة لتحقيق مصالح شخصية ومنافع ذاتية وهذه لا تتحقق الا بحرق الكرد ارضا وبشرا ويومها لا كرد ولا وحدة كردية

وهذا ما فعله دعاة القومجية العربية امثال الدكتاتور جمال عبد الناصر والدكتاتور صدام وشعاراتهم الكاذبة في وحدة العرب ودولة العرب الواحدة فجمال الناصر رفع شعار رمي اليهود في البحر والنتيجة رمى العرب في البحر واولهم المصريون

 وصدام رفع شعار حرق اليهود والنتيجة حرق العرب واولهم العراقيون

والنتيجة لا وحدة ولا دولة عربية ولا عرب

ليت ابناء الكرد الاحرار الذين يتحلون بنزعة انسانية يدركون هذه الحقائق ولا ينخدعون بأكاذيب وشعارات تجار السياسة امثال البرزاني اعلموا انه لا يختلف عن صدام في عدائه للانسان الحر الشريف في الاقليم بل اكثر وحشية وقسوة

واعلموا انه وكل دعاة الدولة الكردية الواحدة والامة الكردية هدفهم حرق الكرد غرق الكرد كما فعل صدام وجمال بالعرب فصدام حرقهم وجمال اغرقهم

كان جلال الطلباني يقول ان مستقبل الكرد في عراق ديمقراطي تعددي حر مستقل لا ادري هل قالها كوسيلة خداع للحصول على النفوذ الاكبر في الاقليم ضد منافسه الذي يدعوا الى الانفصال ام انه شعار ثابت يسعى لتحقيقه ويتحدى كل من يحول دون ذلك الحقيقة اتضح انه استخدمه كوسيلة للحصول على النفوذ

لكن مجموعة جلال الطلباني شعرت ان هذا الشعار لم يحقق لها ما تريده بل ادى الى خروج مجموعة كبيرة ومهمة وجعلته في المؤخرة لهذا اسرع للقيام بهاتين اللعبتين واسرع الى اللقاء بالبرزاني واتفق على حل القضية على اساس نصف لك ونصف لي فرد البرزاني بأبعاد كل القوى الوطنية الديمقراطية في الاقليم فوافق الطلباني

لا انفصال ولا دولة كردية لانهم على يقين اي تحرك حقيقي بهذا الشأن يعني نهايتهم المحتومة اذا لم يكن على يد احدهم الاخر سيكون على يد قوى خارجية انها مجرد وسائل ضغط على حكومة بغداد للحصول على المكاسب الشخصية وفي نفس الوقت وسيلة لتضليل ابناء الاقليم وفرض نفوذهم وسيطرتهم عليهم

ايها العراقيون الشرفاء اعلموا ان مستقبلكم بعراق ديمقراطي تعددي حر مستقل وبدون ذلك ستفتح عليكم نيران جهنم لا تذر ولا تبقي

 

مهدي المولى

 

في المثقف اليوم