أقلام حرة

العبادي ومحور أميركا المعادي!!

الزيارة الأخيرة التي قام بها السيد العبادي الى الولايات المتحدة الأميركية، ولقاءه المسؤولين في البيت الأبيض حضت باهتمام سياسي وإعلامي لافت، فمن الاستقبال الرسمي الى المباحثات الجدية التي دارت بين الجانبين والتي اتفقوا فيها على ضرورة التركيز على مرحلة ما بعد داعش، الى جانب الملفات المشتركة بين البلدين، ولكن اللافت في هذه الزيارة إنها جاءت بدعوة من الرئيس الأمريكي، وكانت منصبة بحسب التقارير التي ركزت على هذه الزيارة إنها جاءت على أثر الخطة التي تقدم به وزير الدفاع الأمريكي "ماتيس" والتي أستطاع فيها من أقناع الرئيس الأمريكي " ترامب " على محتواها، إذ تحوي على شقين (عسكري –سياسي)، حيث تم بدأ الخطوة الأولى وهي السياسية وأستدعي السيد العبادي لهذا الغرض الى واشنطن، حيث ضم الشق السياسي حرص البيت الأبيض على دعم العراق سياسياً وعسكرياً في حربه ضد داعش، والتأكيد على دور الولايات المتحدة في إعادة أعمار المدن المحررة والمنكوبة، وإيجاد أرضية مناسبة في لدعم تغيير جديد في السياسة العراقية، الى جانب إبعاد العراق من أي تأثيرات إقليمية ودولية، وان يكون القرار السياسي عراقياً وفي داخل العراق . 

الزيارة جاءت وباهتمام بالغ من الإدارة الأمريكية بالِشأن العراقي، وأبعاده عن أي تأثير إقليمي ونفوذ منه، والسعي الى إعادة بناء ورسم عملية سياسية جديدة في البلاد، حيث تم إبلاغ جميع الأطراف الإقليمية والمجاورة للعراق على ضرورة أبعاد التأثيرات السياسية عليه من أي جهة كانت، وفتح قنوات الحوار الجاد معه، كما أن هناك طبقة سياسية في الولايات المتحدة تنظر الى العراق نظرة اهتمام بالغ، خصوصاً أولئك الذي شاركوا ظروف الغزو في 2003، حيث يؤكدون على ضرورة الاهتمام بالعراق، وبحث شؤونه بجدية، خصوصاً وأن العراق أصبح له رصيد جيد في الخارج، ولابد من أعادته الى محيطه الاقليمي، ودوره الدولي في المحافل وأن يكون له موقفاً من مجمل الاحداث الاقليمية والدولية، وهذا ما تسعى له الادارة الامريكية بحلتها الجديدة، والسعي الجاد على اعادة قراره السياسي بعيداً عن التأثيرات والنفوذ الاقليمي وأن يكون القرار العراقي داخلياً ورسم معالم علاقة جديدة بين المكونات والكتل السياسية، والتي ومنذ 2003 تعيش الصراع والاقتتال والذي أنعكس بالسلب على الواقع المجتمعي للبلاد .

أعتقد وكما يرى الكثير من المحللين ضرورة استثمار هذا الاهتمام الامريكي، وبما يحقق النجاح للعراق على المستوى السياسي والعسكري وطرد الارهاب بكل انواعه وطي صفحة الماضي، والسعي الجاد على ترسيخ الديمقراطية في البلاد عبر صناديق الاقتراع، وان يكون ثروات البلاد لشعبه، لا أن تسرق وتنهب بأسم الاسلاموية، كما ينبغي استثمار مثلا هذا الدور المستقبلي للعراق عبر تشجيع الشركات العالمية، والبدء بثورة صناعية تشمل كل نواحي العمل العمراني والصناعي والبنى التحتية للبلاد .

 

محمد حسن الساعدي

 

في المثقف اليوم