أقلام حرة

سياسة المراوغة والخداع تعيش عصرها الذهبي

goma abdulahاحزاب نظام المحاصصة الطائفية، فقدت صوابها وخرجت عن جادة الطريق الصائب، حينما انفتحت امامها مغارة (علي بابا) افتح ياسمسم، وغرفت الذهب والفضة والدولار . واضاع عقلها وصوابها جنة المال وبريق الدولار، فكرست كل حهدها وعقلها وشاغلها الاول والاخير، في الغرف والشفط والعلس والحواسم، طالما هي ربة الدار،  في الكعكة العراقية . هذا جعلها ان تسلك سلوك  المراوغة والخداع في نهجها السياسي اليومي، مما انتجوا الارهاب الدموي من رحمهم بامتياز . وتركوا معالجة التركة الثقيلة، التي ورثوها من نظام صدام حسين الساقط . واصبحوا مبدعين في اختلاق الفتن والنعرات الطائفية، والصراع العنيف في تقسيم العراق، بالفرهدة والغنائم،، وخلق حواجز من الشقاق والكراهية والتخندق، بين المكونات العراق الرئيسية (الشيعة. السنة. الاكراد)، ولم تجهد وتسعى الى ايجاد قاعدة مشتركة في  المصالح مشتركة  تحت خيمة الوطن، بمعالجة المشاكل والمعضلات، التي تركها نظام السابق، في نهجه الشوفيني العنصري، في اسلوب التغيير الديموغرافي، في الاقتطاع وتصغير محافظات وتكبير محافظات اخرى، في اراضيها الادارية، وكان الخاسر الاكبر، من هذه المتغيرات الادارية، هو المكون الشيعي والكردي . وكان المفروض في اول مهمات العهد الجديد، معالجة وتصفية هذه المشاكل، بالمعالجة الصحيحة تحت خيمة الوطن، وارجاع هذه المظالم الى اصحابها الشرعيين، وكان العلاج السليم الوحيد، الذي يقرب هذه المكونات الثلاثة مع بعضها  اكثر من السابق، هو الاعتراف بسلطة قانون  الاقاليم، وحل مشاكل المناطق المتنازع عليها، في اسلوب الذي  يخدم الوطن، ويسد الباب من الكثير من المشاكل العويصة . لكن هذه الاحزاب الطائفية الحاكمة، سلكت طريقاً اخر، محفوف بالالغام والمخاطر، اسلوب المراوغة والخداع، في اسلوب ثعلبي منحرف، سرعان ما تأزمت المشاكل اكثر من الماضي، وتأزمت  العلاقة الى الاسوأ بين المكونات الثلاثة، فقد اصبحت مأزومة بالتأزم، بفقدان الرؤية بالبصر والبصيرة، وعمقت الخلافات الخطيرة، في النهج السياسي، الذي يعتمد على اقتناص الفرص بالابتزاز، والايقاع بالاخر. وبالتالي اصبحت هذه المكونات الثلاثة وتوابعها، تدفع الثمن الباهظ، بالارهاب الدموي العنيف والحقد الاعمى، بعدم هضم احدهما الاخر، كأنه عدو رقم واحد . هذه السياسة العوجاء والعمياء، دليل ساطع، وبراهان دامغ، بأن هذه الاحزاب الطائفية، لا تملك رؤية ناضجة وواعية لمشاكل العراق، لا تملك حلول ومعالجة، والخطط السياسية، تهدف الى لم شمل  اللحمة العراقية في افق الانفراج، انها لم تستوعب دروس الماضي والحاضر، وهي عاجزة تماماً، عن ايجاد حلول عملية مقنعة وواقعية، من شأنها تخفف معاناة ومشاكل المواطنين،  وتخفيف حدة توتر الاحتقان والتخندق، بين المكونات الثلاثة، وبالتالي هي عاجزة عن ايجاد، انتاج الحلول المقنعة، بل انها تنطلق من مصالح ضيقة، تعمل على تأزيم  الاوضاع بالتوترات الخطيرة، وهي قابلة الى الاشتعال في اية لحظة . يعني شطب الحلول التي تؤدي الى رص الخيمة الوطنية، لانها لا تؤمن بالعمل الديموقراطي، في الحوار والتفاهم والتشاور، لا تؤمن بالافق المشترك  بالمصالح الوطنية، وهذه علة العلل في النظام المحاصصة الطائفية، الذي يضع مصالح الطائفة فوق مصالح الوطن، والايغال بالعجز والفشل، يسمحون للاخرين من الدول الجوار (ايران وتركيا) ان تتدخل بالشؤون الداخلية العراقية، بشكل صلف وعدوانية، من اجل تأجيج المشاكل الداخلية، نحو الاقتتال الداخلي واشعال الفتن . مثلاً رفع علم كردستان فوق محافظة كركوك، ما شأن التدخل (الايراني التركي) رغم انها مشكلة داخلية، عراقية صرفة والحل يكون عراقياً صرفاً، لكن هذه  الاحزاب الحاكمة اسيرة التأثيرات من دول الجوار (ايران وتركيا) لانها تعتبرها خط احمر، وسد دفاعي منيع  لها، حتى لا تمتد شرارته  الى داخل اراضيها، مثلا تركيا ترفض بقوة فكرة الحكم الذاتي لاكراد تركيا . وايران ترفض الحكم الذاتي للعرب في اقليم الاحواز، وكذلك في  اقليم كردستان ايران، مما تدفع ايران الاحزاب الشيعية، وهي تمثل ثقل قبة الميزان، على عدم الاعتراف بسلطة الاقاليم، وتعرقل اقرار  قانون الاقاليم، المفترض ان يكون القانون الاول في العهد الجديد، وهو حق مشروع للمكونات الثلاثة، هذه السياسة العمياء،  والمنصاعة لارادة ايران كلياً، بأن تجعل المكون الشيعي، كبش فداء، ينقاد بسهولة الى مسالخ الذبح، ويرسل الى مناطق ليس لهم ناقة ولا جمل . ان الحلول والمعالجة الجذرية لمشاكل وازمات العراق، تتمثل بأزالة نظام المحاصصة الطائفية المقيت والسيء الصيت والسمعة، وهذا مرتبط مباشرة بأزالة هذه الاحزاب الطائفية، وهنا تكمن الصعوبة والمحال، لذلك يظل العراق مشروع لسفك الدماء الغزيرة اضافية   ........ والله يستر العراق من الجايات !!

 

جمعة عبد الله

 

في المثقف اليوم