أقلام حرة

الأستفتاء ورقة محترقة...

hasanhatam almathekorمسعود الحالم في قراءة الواقع العراقي والأحدات الدولية الأقليمية التي تعصف ببعضها يكتب بحبر ماء الأستفتاء عنوان انفصالة على آخر ورقة ابتزاز محترقة ثم يعيد قراءة أوهامه على حكومة انهكتها ملفات فضائح الفساد والتبعية ليحفر في جدار ضعفها ثغرة لأمتصاص مكاسب اضافية على حساب الدولة العراقية, كأي غبي يتجاهل ان الشعب الصامت ليس ميتاً كما الأرض لا تتنازل عن اجزاء من جسدها.

ـ عندما يصبح الأستفتاء على تمزيق الأرض واذلال الأنسان هذيان جارح يندفع الرأي العام الى مراجعات ذاتية ومواجهات, العراق كان كريماً مع الشعب الكردي كمكون عراقي شقيق وما حصل عليه من مكاسب سياسية واقتصادية وثقافية وسيادية وحقوق تجاوزت حدود الأستحقاق جعلته محسوداً من اشقائه في تركيا وايران وسوريا ومن بنات وابناء العراق وخاصة الجنوب والوسط منه, هذا السخاء المغموس بأنهاك الدولة لا يفهمه حزب مسعود والمنتفعون من قيادات الأتحاد الوطني الكردستاني فانحدروا بعيداً في مجاري التخريف القومي.

ـ ابتزازات الأستفتاء على وهم الأنفصال لا علاقة لها في حق تقرير المصير للشعب الكردي بعد ان سُلبت منه حرياته وارادته والشحيح من ارزاقه ثم حقنه بفيروسات التطرف القومي وحرف بوصلة تجربته ووعيه بأتجاه مزادات الطامعين بجغرافية وثروات وسيادة العراق, انه الهروب المذل الى الأمام تحت ضغط ملفات فضائح فساد وارهاب وخيانات تلوثت فيها قيادات الحزبين النافقين, ملفات دماء وارواح وارض وعرض ستطرح على بساط المسائلة القانونية بعد اكمال تحرير الموصل.

ـ استفتاء عابث ستكون نكبته غير مسبوقة ستتوج بمجازر حرب اهلية اكثر بشاعة من سابقاتها وسيكون ثمنها النفوذ الجماهيري والسياسي ونهج الألتزام بالقيم الأجتماعية والأخلاقية وثوابت المشتركات الوطنية بين المكونات العراقية تلك التي التزمت بها حركة التغيير (كوران) واغلب قواعد وكوادر الأتحاد الوطني الكردستاني, استفتاء وأد تجربة الأقاليم كأسوأ مثال للتشرذم والتمزق والأقتسام ليس في العراق فحسب بل وفي تركيا وايران وسوريا, انه استفتاء مخادع يجب رفضه واستنكاره وتحجيم نفوذه السياسي والثقافي والأعلامي وتهيئة الرأي العام العراقي لحذفه من دستور الفتنة.

ـ  بعض الكتاب (مع الأسف) ولا فرق ان كانوا مازحين, يدعون الى انفصال الأقليم في امارة مصممة للسمسرة على محيطها من دون ان يراعوا المصير المجهول للشعب الكردي وغير السار للمكونات العراقية, علينا كعراقيين ان نحترم وحدة الأرض ونتوجع على ما ثلم من جنوبها وشرقها وغربها ولا نسمح بأنهيار جدارها الشمالي ليجتاح طوفان الأطماع الدولية والأقليمية اكثر من نصفها ان لم يكن كلها.

ـ  مسعود كما عرفناه عبر تاريخ عائلته وحزب عشيرته الملوث لا يمتلك موانع اخلاقية واجتماعية ولا حتى وجع قومي ازاء اية نكبة قد تحل بشعبه حتى ولو كان هو سببها ولا يهمه المصير الكارثي للأكراد شعب وقضية بقدر ما يشغله توفير امبراطوية اقتصادية لأفراد عائلته و (حبربشية) حزب عشيرته, رجل مسكون بثقافة العشيرة ودموية الثأرات وشهوة الأبادات والأستيطان في ارض يفرغها من اهلها ثم يكتب لها تاريخ جديد لأستكرادها.

 ـ مسعود لا يرغب وغير مسموح له في الأنفصال لسببين:

1 ـ  القوى الخارجية التي تدعمه (تستعمله) لا تريد له دولة مشلولة محاصرة بحدود غيرها لأن هدفها التمدد الأستخباري المافيوي على كامل الجغرافية العراقية ومفاصل الدولة عبر حكومات مؤجرة من داخل المنطقة الخضراء.

2 ـ لا يشغل مسعود الأنفصال بدولة حافية تعتاش على تقشفها وغير مستعد للتضحية بطموحاته الشخصية رئيساً لأقليم غني وموقع اقوى يبتز به الدولة لينتزع منها ويهرب ثروات العراقيين والمتبقي من ارزاق الأكراد وهذا ما حصل فعلاً فربح الثروات وخسر الأكراد قضيتهم.

ـ  انتهت اللعبة ووصل مسعود نهاية نفقه وسقط وطنياً كعراقي وقومياً ككردي واصبح جرثومة فتنة وانهاك للدولة والأقليم معاً, الآن وبمناسبة سقوط البعث في 09 / نيسان / 2003 يبتهل العراقيون وستثمر حوبتهم نهاية لمسعود وعائلته وحزب عشيرة مصيراً اكثر سواداً من مصير صدام وعائلته وحزب رسالته الخالدة.

 

حسن حاتم المذكور

 

في المثقف اليوم