أقلام حرة

حتى أنت يا بوتن..

توالت الضربات الجوية ألأمريكية على النظام السوري بادئة ذلك يوم الجمعة الموافق 07/04/2017، وذلك عقب ما ادّعى به العم سام، أو بالأحرى الزوج غير الشرعي للأمة العربية من وجود عمليات ضرب بالسلاح الكيميائي من قبل قوات الأسد، وإصابة المدنيين في ذلك في قرية خان شيخون السورية، وهو ما نفاه النظام السوري نفيا قاطعا آنذاك .

لكن، ورغم نفي النظام لذلك، بادرت الولايات المتحدة هجومها على قوات النظام السوري غير عابئة بالنفي الذي صدر، وغير عابئة أيضا بردة الفعل الروسية والإيرانية أيضا .

لكن الغريب في الأمر، هو أن روسيا كانت قد أعلمت الأسد بذلك قبل ساعات من ذلك، ولم تبادر روسيا إلى التدخل فورا، بل وحتى أن ردة فعلها لم تكن مما توقع لها اغلب المراقبون، والى جانبها في ذلك إيران أيضا، التي استقر الأمر معها على التنكر لهذه الهجمات وإدانتها، بينما صرخ العالم كله في المقابل بأن الأسد يستحق ذلك .

هذا الموقف الروسي من هذه الضربات الأمريكية لأكبر حليف لروسيا في الشرق الأوسط وأهمها، كان قد شكل و ولّد نقطة شك وتخوف لكثير، وكبر شك هؤلاء من أن هنالك احتمالا كبيرا لأن يكون هنالك ملامح وجود في التصور الروسي للتخلي عن نظام الأسد، وهو ما يؤكد ما تم التصريح به سابقا من أن روسيا ليست مرتبطة بأشخاص النظام السوري، وإنما ما يهمها في سوريا هو طبيعة وحجم العلاقات، وولاءات القابع في النظام الآن أو الآتي .

كل ذلك، وسوريا الآن غارقة في دمائها، والأسد اضعف من أن يتحمل تخلي الروس عنه، وبالتالي فانه سيبقى بعيدا بخاله عن تصور ذلك، خاصة وأننا الآن في السنة السابعة من الأزمة .

في النهاية، كل ما أخشاه أن يتحول بوتن إلى بروتوس، ويصرخ الأسد تحت قوة الطعنات ممثلا بيوليوس قيصر وهو يصيح: حتى أنت يا بوتن .

 

سفيان توفيق

في المثقف اليوم