أقلام حرة

هل كان للسيسي يد في تفاقم الأوضاع في مصر؟

basam fadilيبدو أن الهزات المتتالية للرئيس السيسي أفقدته اتزانه تماما حتى قدى يتأرجح في خطواته التي وان بدت موثوقة إلى أنها ليست صحيحة على المستوى الخارجي وظهر بيناً في انعكاس ذلك على سوى الحالة الامنية في مصر، حيث في كل لحظة يقدم فيها السيسي على خطوة ما تقوم قوى الإرهاب التي تستهدف مصر بتطوير أدواتها وخططها لإلحاق فاجعة تتفوق عن سابقتها .

المتتبع للدور المصري على الساحة العربية خلال عام يلاحظ ذلك بدء من الزيارة المنسقة التي قام بها السيد سامح شكري إلى تل ابيب والانتكاسة التي تسببت بها على المسار العربي إذ كانت لها آثار سلبية أكان على مسار عملية السلام" الفزاعة" أو على مستوى الدعم الذي يقدمه الكيان الصهيوني لزعزعة أمن الدول العربية وتصفية المعاديين له وكل حركات المقاومة .

ولعل ما أكدة السيسي عند احتدام أزمة النفط مع المملكة العربية السعودية التي دفعته إلى أن يجدد دعوته إلى اصطفاف دول محور المقاومة في وجه كل محاولات تفتيت مركزية هذه الدول ومواجهة مشاريع إسرائيل وقوى الإرهاب التي تعمل لصالحها ودعمة للنظام السوري ضد التنظيمات الإرهابية ممثلة بالنصرة والدولة الإسلامية وضرورة أن تحل الأزمة السورية على أساس يرتضيه بشار الأسد .

دعوة كهذه أسهمت في الانتقال إلى مربع ذي أهمية للنظام السوري فقد أدى ثقل مصر وموقفها إلى الدفع بالمفاوضات والجيش السوري إلى محاصرة تنظيم الدولة وكان أكبر صفقة خروج المسلحين من عدة مناطق وتحت أنظار الجيش السوري وبشروطه .

ثم يأتي الموقف المتغير و الزيارة الغامضة والتي لاقت رفض ومعارضة في مصر والوطن العربي والاسلامي والذي ألقا بضلاله على رحلة الرئيس أنور السادات للبحث عن سلام مع الكيان الصهيوني وتوقيع معاهده "كمب ديفيد" التي أسهمت في الضربة القاضية التي لازال الوطن العربي يدفع ثمنها حتى اللحظة .

الرئيس عبدالفتاح السيسي وضع يده على يد ترامب مانحا إياه تفويض لاجتثاث الإرهاب مؤيدا لسياسته في الشرق الاوسط ضانا أن ترامب سوف يبد من حيث تضرب مصر ومن حيث التكالب الذي يتعدى دائرة مصر والوطن العربي .

كانت المفاجئة أن يبدأ ترامب من سوريا ناسف كل جهود إحلال السلام التي باركتها قمة الجامعة العربية غير مصغي إلى قراراتها التي دعته أليها وفي مقدمتها قضية فلسطين والعمل بقرار مجلس الأمن الداعي إلى إيقاف الاستيطان .

يمكن لقوى معارضة ومناهضة لنظام الأسد كانت تتوقع أن يكون تأثير ترامب على الأسد أكبر من قصف مطار الشعيرات بالكم الهائل للصواريخ توما هوك والتي لم تكن سوى رسالة لا أحد يعرف معناها ضمنيا للان .

مصر لا تحتاج إلى مواقف مؤيدة من أمريكا وحليفتها المقربة إسرائيل بقدر ما تحتاج إلى الاعتماد على قدراتها وترميم نسيجها الوطني والديني ومد علاقات صادقة مع الدول العربية وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية التي من الخطى أن تقف منها موقف العداء أو الجفاء فان ظهر مصر محميا بعلاقاتها المتينة والاخوية مع السعودية وراينا كيف أنهت المملكة ثورة الإخوان عندما خرجت عن مسارها وتلقفتها قوى معادية لمصر وكان دعمها السخي منقذا من انهيار وشيك كاد أن يعصف بها .

كما راينا من التجارب السابقة أن نجاح مصر في مواجهة سنوات الاستنزاف والانتصار الذي حققته في أكتوبر 73م كان باعتمادها على جيشها وشعبها ومقدراتها وتنسيقها المحكم مع اشقائها العرب وكان من اسباب النكسة 67م اعتمادها على صفقات ودعم الاتحاد السوفيتي الذي تأخرت عنها .

 

بسّــــــــام فاضل

 

في المثقف اليوم