أقلام حرة

على هامش قمة موسكو الوزارية الروسية الامريكية لوزيري الخارجيتين

basam fadilبدت أمريكا محرجة أمام حلفائها والمعارضين للنظام الأسد والداعمين لها وللمعارضة السورية  ذلك الإحراج كان واضح في تصريحات تليرسون وزير خارجية الولايات المتحدة الذي حاول أن يجتهد في توضيح موقفه من زيارة موسكو وعدم تنازل أمريكا عن موقفها المنسجم مع رغبة اصدقائها في طي صفحة نظام الأسد نهائيا .

موقف صعب للوزير تليرسون الذي  أتى إلى موسكو لتقديم تبرير الضربة الموجهة إلى مطار الشعيرات والهادفة أيضا إلى صنع تفاهمات إيجابية واحتواء غضب روسيا أزا الاستعداء على الحليف الاستراتيجي لها فقد أراد أن يتماشى مع الإرادة الروسية مستخلص أن السوريين هم من يجب أن يقرر موقف الأسد  كما أوضحه لافروف وإظهار حرص امريكي على حياة الاطفال وغلق من تفشي أنتشار استخدام الأسلحة الكيميائية.

تليرسون يحاول بل يجتهد في اقناع روسيا بالحديث عن مستقبل الأسد واسرته الذي لا يرى أنه سيكون لهم دور لاحقا بينما يستثني النظام برمته في بادرة إلى التلويح بأن مصالح ودور روسيا سوف تبدى من إعادة تأهيل النظام السوري ربما على أساس ديمقراطي سوف يلعب نظام النظام الحالي السوري دورا مهما فيه وهذا ما ارده تليرسون بالحديث عن الأسد واسرته فقط بينما أقفل الحديث عن النظام السوري الحاكم.

يمكن توصيف هذا الطرح بأنه إحقاق منطقي بعد ما وصلت الامور إلى ذروتها ويعتبر امتداد إلى جملة الحوارات والتفاهمات بين الجانبين والمفاوضات من جنيف إلى الإستانة من شأنه أن يعيد رسم ملامح السلطة في دمشق بمشاركة كل القوى كلا على حسب تأثيره وسيلعب الجانبان دورا في تحديد حصة كل منهما كما أنه تفاوض جيد بالنسبة لموسكو في الحفاض على استراتيجيتها مقابل التخلي عن الأسد واسرته .

بيد أن هذا لا يخلو من الدهاء الأمريكي إذ أنها تعيد المواجهة مرة أخرى إلى الساحة بين روسيا كلاعب أساسي وبقية المعارضة مجتمعة التي قطعت فيما يبدو وعد للجهات الداعمة وفي مقدمتها أمريكا بإزالة الأسد وكل ما يمت أليه بصلة ومنها النظام السوري .

سوف يقتنع المعتدلين السوريين بمنطق إحياء مفاوضات لا يكون الأسد طرفا فيها بينما يمثل النظام السوري كطرف لإحلال السلام وسوف تبدي روسيا موافقة مبدئية على ذلك ولكن يأتي التخوف من بقية القوى اللاعبة وفي مقدمتها أمريكا المتحكمة والداعمة للجيش الحر والمعارضة السياسية  والتي يجب أن يتحدد  في الضمانات المناسبة والمقنعة .

يبدو أن اللقاء كان فاتر للغاية وأن أمريكا تتخبط بين المحافظة على العلاقة القوية للرئيسين ترامب وبوتين والتي لا تريد لها أن تتأثر وتسعى إلى تنميتها وموقفها المناهض للأسد تماشيا مع الجهات والمعارضين الذين نمتهم أمريكا ودعمتهم منذ البداية وترى أن من مصلحتها عدم التخلي عنهم طالما يصب ذلك في مصلحتها .

ليس ذلك فحسب وإنما هناك أطراف إقليمية ودولية لا يمكنها أن تتخلى عنهم وهي تحتاج لهم أكثر من ما قد يقدمه نظام الأسد من تنازلات أن أمكنه ذلك تحتاج لهم ربما في المراحل اللاحقة ومن مصلحتها عدم اقضابهم كالمملكة العربية السعودية وعدد من المليشيات الاسلامية التي تجيد استخدامها .

لذا فأن روسيا سوف تكون أكثر حذر هذه المرة من التعامل مع ترامب وإدارته المتغيرة التي تعمل على بعثرة كل الاوراق مهما كانت حتى تستطيع أن تعثر على الورقة الرابحة التي توهلها لإتمام أجندتها وفي يدها إمكانيات كبيرة وخيارات متعددة بعيدا عن الجانب العسكري  تضعف من هيمنة أمريكا ذات التوجه العسكري .

 

 

في المثقف اليوم