أقلام حرة

لماذا وكيف؟!!

لايمكن القول بأن التفكير عليه أن ينحصر بالجواب على تساؤول لماذا، وإنما يجب أن يكون مقرونا بالبحث عن جوابٍ لكيفَ.

فإذا تساءلنا لماذا تدّمر العراق، سنجد العديد من النشاطات التي تجيب عليه، لكنها تتوقف عند ذلك وتغفل، أو تجهل أن تتساءل : كيف نبني العراق؟!!

فالسائد في الخطابات والكتابات أن يكون المنهج مقرونا بلماذا، التي يمكن ربطها بمطلق الأسباب الصحيحة والمتصورة والمفترضة، ووفقا لمنهج إذا عرف السبب بطل العجب، لكنها لا تحل المشكلة، ولا تشفي من التداعيات والدمارات المتلاحقة.

بعض الأخوة يرون أن القيام بتقديم حلقات حوارية تحت خيمة لماذا ستنفع، لكنها في واقع السلوك البشري ستسعى لترسيخ ما قد حصل وتبريره، بل وتسويغه وإستلطافه وربما الإستثمار فيه لمزيد من الدمارات والتداعيات الوخيمة.

ومن الواضخ أن معظم الذين يتجشمون عناء التفكير لا يجرؤون على التقرب من كيف، لأنها تعني العمل ولا تختصر على القول، بينما لماذا قولية الطباع والمنطلقات، ولهذا فأن الكتابات اللماذوية تهيمن على الساحة الثقافية والإعلامية، أما الكتابات الكيفاوية فأنه قليلة أو نادرة جدا.

فالإقتراب من كيف يعني التغيير والتواصل الإيجابي والتفاعل الجماعي، الذي يخدم المصالح الوطنية المشتركة ويحافظ على الوعاء الوطني سليما ومتينا، وهذا لا يخدم المصالح المتعددة فئوية وحزبية وإقليمية وعالمية، وعليه فأن إشغال الناس بحيثيات لماذا هو المطلوب.

قد لا يرى البعض ذلك ، لكن المعاينة السريعة لما يُكتب ويُنشر في المواقع والصحف، يكشف بوضوح أن الكتابات اللِماذوية هي التي تطغى، وأن الكتابات الكيفاوية مغيبة تماما، وربما لا يُسمح بها، لأنها تمنح الأمل وتصنع التفاؤل وتقوي العزائم وتنطلق بالمجتمع إلى الأمام، بينما الكتابات اللماذوية تهدف إلى التكريس وإشاعة القبول بالعجز والظلم والعوز والقهر والإمتهان، والتكريه بالحياة وتحبيب الموت وإعتباره هو الهدف الأسمى.

وعليه فالمطلوب هو نهضة كيفاوية تجتاح المجتمع العربي، لكي يتمكن من الخروج من قمقم لماذا ويتعلم العمل الجاد والفعل الصادق، بدلا من القول الذي يحسبه إنجازه الأكبر.

فهل ستنتصر إرادة كيف على إرادة لماذا لكي يكون العرب ؟!!

 

د. صادق السامرائي

 

 

في المثقف اليوم