أقلام حرة

هل من الضروري تفعيل البرلمان الكوردستاني قبل الاستفتاء؟

emad aliلو كنا نعني حقا ما يهم الشعب ويؤمن به ويعتبره من اقدس الشعارات والامنيات التي لا يمضي فترة وتنتكس ثورته وهو لا يمكث ويبقى ساكتا، الا ويناضل ويفدي بكل ما لديه من اجل تحقيقه، وما يرنو اليه ويتفاعل مع معتقداته الكثيرة  في قرارة نفسه، وهو يفكر بحرية تامة دون ان يُفرض عليه باي شكل كان، ويعتبر من اهم اهدافه العامة  والخاصة، وما ضحى من اجله ابناء جلدته واهله طوال العقود الماضية  وعرقلهم الاعداء من كل حدب وصوب ولم يصل الى ما هدف وتمنى، ولازال ينتظر تحقيق ما يعتقده من الامنيات والاهداف السامية، وهو استقلال كوردستان .

ان كنا ننظر الى الاستقلال من تلك النظرة الحقيقية الفاحصة لما تكنه الاكثرية المطلقة من الشعب الكوردي حول مراده من جهة، ونعيد النظر في التضحيات الضخام التي قدمت من اجله دون جدوى، نتيجة عدم تلائم الظروف الموضوعية من جهة، وعدم ترسيخ الارضية اللازمة لتحقيق هذا الهدف الاوحد من جهة اخرى، فاننا يجب ان ندرس هذه المرحلة بتفاصيلها ومنتطلباتها ومن كل زواياها بجدية تامة ودقة متناهية الصحة ونستدل الاحتمالات من كافة جوانبها، كي لا نصطدم بافرازات غير متوقعة لاي خطوة نتخذها في هذا الصدد .

اي الهدف بهذه الاهمية الاستراتيجية والفريدة من نوعها وبعد عقود من المآسي والويلات التي فرضت نفسها على الشعب الاعزل نتيجة ظروفه واوضاعه نتيجة ما فرضه الاستعمار المصلحي منذ تاسيسه لهذه الدول من كافة الجوانب .  ولو كان صاحب كيان وسيادة لما حصل له ما حصل . اننا امام منعطف خطير كي لا ننزلق مرة اخرى ونقع دون رجعة لعقود اخرى ، يجب ان نسير واثق الخطا مستندين على الاسس القوية اللازمة لنجاح كل خطوة يستلزم اتخاذها في هذا الطريق الذي عقّدها الاولون ومن كان لهم الامر والنهي في حينه .  وعليه يجب ان نخرج بنتيجة سالمة كي توضح لنا ماهو الاصح والاسلس والاسهل والانجح لهذا الهدف العظيم الذي يختلف من حيث جوانبه عما حدث وتحقق مثله في اماكن اخرى في العالم نتيجة اختلاف ما يدور حوله وما يحتويه ويلامسه في محيط الكورد مع ما تضمنته قضية الاخرين من هذا النوع .

اي، لا ندع باي شكل كان ضياع الفرصة، ولا نريد التاخير او التملص او التردد، ولا نريد ربط الهدف السامي باي شيء اخر وبما يخص طرف او جهة او ما يلمس مصلحة اي احد حزب كان . اننا لا نعتقد بان هذا الحق سيهبه لنا من يرتبط به مصيرنا تصدقا او شفقة بنا، ونؤمن تمام الايمان بان هذا الحق بالذات يجب ان ناخذه بارداتنا وعزيمتنا وامكانياتنا وبالطريقة التي يمكن ان نخرج من الصعوبات التي تواجهنا كاخراج الشعرة من العجين، وكل همنا الحفاظ على السلام، وهذا لا يعني ان لا نضحي من اجل تحقيقه .

لكي لا يطعن بعملنا احد داخليا كان ام خارجيا، يجب السير بتوجه سليم وقانوني بعيدا عن المغامرة المفقودة  منذ بدايتها . يجب ان نحتسب لكل صغيرة وكبيرة وان لا نعطي بانفسنا ثغرة يمكن ان يدخل منها الممتنعون عن الاعتراف باحقيتنا. وعليه القانون وتراضي الجميع وابتعاد كل شكوك من خلال التوافق والتعاون والتسامي عن الامور الصغيرة التي ربما تخلخل العملية، فيبج ان نتخذ خطوات ونهيء اسلم الطرق وما يمكننا في ذلك، والاهم هو ابتعاد استغلال الاطراف الخارجية لاي خلاف داخلي كفجوة يمكن ان يشقّو طريقهم اليها ويمكن ان يعرقلوا الخطوات بسهولة ، وعليه:

*بعيدا عن الشعارات المبتذلة التي ترفع من اجل امور ضيقة الافق او مصالح حزبية شخصية على حساب تحقيق الهدف الاسمى، يجب التهيؤ الكامل لهذه المعركة السياسية الصعبة بتوفر الجو السياسي الثقافي الاجتماعي الملائم بحيث يمكن رص الصفوف به لصد اية هزة او محاولة لمنع سير العملية بسهولة من قبل المتربصين .

* توفير المستلزمات الانية  الخاصة بالعملية بعدما تجنبنا توفير الارضية وسرنا بخطى مخالفة لما يهم الشعب منذ مدة طويلة، والخلافات المختلفة الشكل واللون افقدتنا القدرة على تامين الطريق السليم والتي كان بامكان ضمانه بخطوات متتالية ومترابطة طوال هذين العقدين من تحررنا بشكل جزئي، وكان بامكاننا ان نفعل ما يسهل لنا الامر في الوقت الحاضر .

* لمنع الطعن وكلام من يريد ان يشمت بنا ان فشلنا لابد ان ننجح باي ثمن كان وعليه تفرض التضحية بامور ثانوية صغيرة وتوجهات ضيقة الافق نفسها على المخلص الذي يثبت اخلاصه وتفانيه وتسامحه وتواضعه وحبه للشعب، ويفعل الصادق في ادعائاته ما يؤمن الطريق نحو النجاح في هذه المهمة الصعبة، وبه يسجل مجدا كبيرا وليس بالعمل على بقاءه او تعنته وانفراده لتضليل الشعب في محاولاته للسير وكانه الهدف له هو ويخصه لوحده فقط دون الشعب الكوردي باكمله .

* واوسع الابواب في تحقيق الهدف هو السير بخطى قانونية بعيدة عن المغامرة على الاقل لتجنب طعن وانتقاد الاخرين في هذا الجانب، ويجب على كافة الجهات التوجه نحو تفعيل البرلمان في اقرب فرصة لانه ليس امامنا الى وقت قصير جدا ونحن في الوقت الضائع تقريبا، وعملية تفعيل البرلمان الكوردستاني من اجل تحقيق هذا الهدف هو مهام جميع القوى ويحتاج الى تضجيات القوى الثلاث بالذات لعدم توقفهم في خطوة سياسية بسيطة عند هذا وذاك . اي تفعيل البرلمان وتوجه الانظار نحو الاستقلال بنية صافية يمكدن ان يدفع العملية نحو الامام ويمكننا من تحاشي العراقيل او دفعها بكل ما نملك متوحدين متضامنين .

من اجل هذالهدف والاولوية الولى يجب نبذ الخلافات الحزبية، ان كنا حقا نعمل بما نعلنه وليس تضليلا واذرا للرماد في العيون من اجل تحقيق اهداف حزبية صغيرة وبالية لا تصل الى جزء من هذا الهدف الاكبر لدى الكورد. وان كنا نؤمن بان الواقع الاجتماعي السياسي الثقافي وحتى الاقتصادي في اخر المطاف يمكن ان يسهل لنا العيش بسلاسة وسعادة مع الاخرين، لو كنا نعتقد بان العدالة الاجتماعية يمكن ان تتحقق وحتى المستقبل البعيد، وان نكون المواطن من الدرجة الاولى كما الاخرين في اية فترة قريبة مقبلة او بعيدة، وان كنا نؤمن باننا يمكن ان نعيش متساويين مع الاخرين، لكان هذا الهدف لدينا ليس بهذه القداسة والاهمية . ويعتبر الاستقلال  في هذا الواقع وما يمكن ان نعتقده في مستقبلنا القريب والبعيد هو التحرر والخروج من الظلمات بشكل قطعي . وعليه اي فشل هو ما يقع الكارثة على المجتمع الكوردستاني والنجاح هو الخروج من الطوفان والاعاصير المهدمة والشكوك في العيش بسلام لاية مرحلة مقبلة . والواجب على جميع القوى الكوردستانية هو تاريخي مصيري هام لا يمكن مقارنته مع اية مرحلة اخرى. وعليه، ان كان تفعيل البرلمان الكوردستاني هو مفتاح العقدة من جهة وهو ما يصبغ ويعطي للعملية قانونيتها فانه على الجميع التقارب والتساهل من اجل العمل لانجاح تفعيله بتعاون الجميع وليس طرف واحد فقط، ولا يل المشاكل بااتعنت لاي طرف كان، ولا يمكن تفويت الفرصة من اجل التكتيكات السياسية والتفاوضية ويمر الوقت ونحن في معمعة ما يصح ولا يصح ومن يانازل في اي جانب ومن غلط او تهور ومن تضرر، والا سنخرج من المولد بلا حمص في نهاية الامر وسنعيد التاريخ بانفسنا.

 

عماد علي

 

في المثقف اليوم