أقلام حرة

البصرة تستحق الأفضل

nabil ahmadalamirالبصرة تستحق الأفضل .. جملة سمعتها أمس من الرئيس التنفيذي للعراق وهو يتمنى الخير لهذه المدينة المظلومة، ويسترضي أهلها، أو يجاملهم لغرض في نفس يعقوب، والله أعلم .

فقد تعلّمنا من التجارب ان البواطن تختلف في الأغلب بالشكل والمعنى والقصد عن الظواهر .

لكن الحقيقة الراسخة التي تُعتبر دستور لهذه الحياة، انه لايمكن ان يبدع الانسان في مجال إذا لم يكن محباً له  .

ومن خلال مسيرة حياتي المتواضعة وجدت انه ليس كل من تخرج من كلية الطب صار طبيباً مبدعاً، وليس كل من درس الهندسة أصبح مهندساً مبدعاً وليس كل من .. وليس كل من . .

لكني وجدت ان كل من أحب عمله وأخلص له صار مبدعاً .

لذلك تنطبق هذه القاعدة على كل المهن والمصالح والإختصاصات والتوجهات ومنها السياسة .. فليس كل سياسي مُبْدع لوطنه وأهله، فمنهم من يسلك طريق السياسة لمصلحة خاصة .. ومنهم من يكون أجيراً في هذه المهنة لأحدهم ينفذ أجندته .. ومنهم من لم يفقه بالأمر شيئاً لجهله وفراغه، إلاّ انه وجدها وجاهة وسلطنة .. وقليل فيهم هم المبدعون المحبون الحقيقيون لهذه المهنة، وبالتالي يُبدعوا في تقديم الخدمة والأفكار لبناء المواطن والوطن .

عشت سنين طويلة من عمري خارج الوطن ولا أخفيكم سراً كانت تأخذني الغيرة والنخوة على مدينتي (البصرة) التي كانت ولازالت تفوق كل مدن الدنيا بإمكاناتها المادية والبشرية، وكفاءاتها وتاريخها وسيرتها، وكيف لا وهي مدينة الخليل والنخيل ومشتى العراق والعرب .. المدينة الوحيدة التي يلتقي بها نهران عظيمان ليكوّنا فيها شط عظيم .. وكيف لا وهي مدينة البساتين وجزيرة المعقل ومنتجع مطار البصرة القديم .. كيف لا وهي مدينة الأهوار والأنهار والأسماك والطيور والحيوانات .. كيف لا وهي مدينة صيد الجوارح والصقور والنسور .

فلماذا لاتنافس مدينتي عواصم السياحة والإقتصاد ؟؟

لم أجد إجابة لسؤالي سوى ان من قاد  هذه المدينة ولازال لم يكون من حملة صفة الإبداع، لا لسبب سوى لأنه لم يعرف قيمة هذه المدينة الجوهرة .. ولم يحب ويعشق هذه المدينة، كما هي عشقت أهلها .

تركوها تحتضر، ولم يداويها أو يسعى لإنقاذها أحد من الغريق والحريق الذي أصابها نتيجة سوء القيادة .

لذلك سأدعوا اليوم كل أهلي العراقيين البصريين الأصلاء، أن لايختاروا بالإنتخابات القريبة إلا من يعشق تراب البصرة وأهلها .. يختاروا من يَفْديها بِنَفْسِه وماله وأهله، لا من يسعى ليستفيد هو منها وأهله وعشيرته وحزبه .

فالبصرة تستحق الأفضل فعلاً ..

تستحق ان ينهض مُبدعوها بها بعيداً عن الفشل والفشلة .

والله من وراء القصد .

 

 

في المثقف اليوم