أقلام حرة

من وراء مأساة العراق والعراقيين؟

هذا السؤال لو طرحناه على كل العراقيين بمختلف اطيافهم واعراقهم وبمختلف مسئولياتهم فيأتي الجواب وبالاجماع

المسئولون هم وراء هذه المأساة المسئولون هم وراء الفساد وسوء الخدمات وكل انواع الرذيلة والفساد والارهاب وكل المصائب والنكبات التي حلت بالعراق والتي ستحل الان وفي المسقبل

ربما هناك من يقول لا يمكننا التعميم ولا يمكننا ان نتهم كل المسئولين بالفساد والدعارة وسرقة اموال العراقيين  ونقول نعم لا يمكننا ان نتهم الجميع

لكن السؤال كم عدد الشرفاء الذين يملكون ضمير وكرامة وصدق واخلاص اكثر من نصف العدد اقل من نصف العدد لماذا لم نسمع لهم صرخة ولم نر لهم موقف جاد وثابت وشجاع هل الخوف هو الذي منعهم او قوة تيار الرذيلة والفساد الذي جرفهم ورماهم في وسط بحر الفساد واصبحوا جزء منه وبالتالي أصبحوا اكثر فسادا من الفاسدين واكثر سرقة من السارقين لان صمتهم وخوفهم هو الذي كان السبب في تفاقم الفساد وتفرعن الفاسدين

لهذا فالتعميم امر طبيعي ليس فيه اي تجني على الآخرين فالسارق ليس الذي يسرق بل الذي يراه يسرق ولم يصرخ بوجه انت سارق ولم يكشفه ويعريه ويحيله على القضاء ومهما كانت النتائج والتحديات والا فانه سارق ايضا وهذا هو السبب في تفاقم الفساد وسرقة اموال الناس وسوء الخدمات

لهذا ادعوا بعض المسئولين ان يكفوا عن التظاهر بالامانة والاصلاح ويصمتوا لا شك انه دليل فسادهم حيث ادرك الشعب ان اكثر المسئولين صراخا بأسم الامانة والاستقامة والاصلاح هم الاكثر سرقة وفسادا وخيانة

عند التدقيق في اوضاع البلاد المتردية يظهر لنا ان المسئولين الفاسدون اللصوص متوحدون ويتحركون وفق خطة موحدة لهذا اصبح لهم وزن وقوة في البلاد ويمكنهم مواجهة اي قوة تقف امامهم مهما كانت والقضاء عليها بسهولة في حين نرى المسئولين الذين يحاولون الابتعاد عن الفساد عن الرذيلة فرادى لا يملكون خطة ولا توجه وهذا هو السبب في ضعفهم وخوفهم ولم يبق امامهم الا الانزواء وغض الطرف عن اي شي مشين او الانخراط مع اللصوص والفاسدين

انا على يقين هناك مسئولين شرفاء مخلصين يملكون شرف وكرامة لكنهم متفرقون على شكل فرادى لهذا غير قادرين على الجرأة على مواجهة اهل الفساد والرذيلة لانهم  فرادى كما انهم لا قدرة لهم على التحدي والتضحية لانهم يواجهون قوة ظلامية متوحشة اذا لم يفقد حياته وحياة عائلته من الممكن ان يفقد منصبه وامتيازات المنصب

لهذا على المسئولين الشرفاء ان وجدوا ان يتوحدوا في جبهة واحدة في تيارواحد ويتحركوا وفق خطة واحدة فوحدتهم تمنحهم قوة ونفوذ ويزيل الخوف والتردد من نفوسهم  لهذا عليهم اجتثاث الخوف من نفوسهم اولا فاذا اجتثوا الخوف من نفوسهم يمكنهم التحدي بقوة يمكنهم ان يوحدوا صرختهم ويصرخوا صرخة واحدة بوجه اللصوص والفاسدين وسنرى انهيار قوة الفاسدين واللصوص وهزيمتها

ايها المسئولون الشرفاء الاحرار توحدوا وتحركوا وفق خطة واحدة برنامج واحد في تحدي الفساد والفاسدين مهما كان عددكم اثنان ثلاثة اكثر اعلموا سيزداد عددكم ويتسع تأثيركم وقوتكم

كيف نقضي على الفساد والفاسدين ونفتح الباب امام المخلصين والصادقين وهذا يتطلب وضع آليات جديدة

خفض رواتب المسئولين الذين يرشحون انفسهم ويختارهم الشعب الى درجة لا يزيد مرة عن راتب اقل منتسب في الدولة باعتبار هؤلاء رشحوا انفسهم لخدمة الشعب وتحقيق طموحاته واحلامه لا خدمة المسئول وتحقيق احلامه  هل من المعقول يجمع المسئول الملايين والشعب فقير و يسكن المسئول القصور الفارهة والشعب يعيش في العراء و يأكل المسئول انواع الماكولات حتى يصاب بالتخمة والشعب يموت جوعا ويتطبب هو وافراد عائلته في مستشفيات اوربا وابناء الشعب لا يجدون اي نوع من الدواء و ابنائهم في ارقى المدارس الاوربية وابناء الشعب لا يجدون مدرسة ولا كتاب لهذا لا يجوز لاي مسئول من هؤلاء ان يعالج نفسه او احد افراد عائلته في مستشفيات اهلية او خارج العراق بل عليهم المعالجة في مستشفيات الحكومة وكذلك لا يحوز للمسؤولين ان يعلموا اولادهم في مدارس اهلية او خارج العراق بل يجب ان يتعلموا في مدارس عامة  كما يمنع عليهم استخدام اي نوع من الاثاث بما فيها ملابسهم وملابس عوائلهم الا اذا كانت عراقية المنشأ

كما على الذي يرشح نفسه لخدمة الشعب ان يكون شجاع متحديا لا يخاف من احد ولا يجامل احد متمسك بالحق وان اضره ومتجنبا للباطل وان نقعه لا تأخذه في الحق لومة لائم

للاسف لم نجد اي مسئول بهذا المستوى من الاخلاق الراقية والقيم الانسانية السامية بل نرى الدافع الذي دفعهم الى ترشيح انفسهم خدمة انفسهم وتحقيق مصالحهم الخاصة ومنافعهم الذاتية لهذا لم يقدموا اي شي للعراق والعراقيين بل قدموا لانفسهم كل شي ولكن على حساب العراق والعراقيين

واخيرا نقول الك يوم يا ظالم

 

مهدي المولى

 

في المثقف اليوم