أقلام حرة

لا نتعجب من موقف الاخوان اینما كانوا

emad aliعندما قرات خبرا مفاده ان اخوان سوریا ضد دعم امریكا للكورد، واعلنوا عن موقفهم نصا بالقول (دعم امريكا للميليشيات الكردية لا يخدم الا الفوضى والارهاب) . تاملت قليلا في فحوى الموقف، وتداركت الوضع بتراجعي قليلا وبعدما راجعت بسرعة مواقفهم التاريخية فانني تاكدت من ان التنظيمات الاسلامية السياسية هي الخاضعة لمتطلبات السياسية وما تفرضه مصالحهم في الحياة قبل ما يدعونه من ضمان الاخرة والثواب  العقاب، وهم خاضعون لكل ما تفعله السياسة وكيف تؤثر على المبدا والفكر والعقيدة والفلسفة فيهم قبل غيرهم .

انني هنا لا اريدا ان اعمم بشكل مطلق واوزع الاتهام بالتساوي عليهم  وفيما يتميزون به جميعا اليوم فقط، ولكن اقول بصوت عالي بان هذا هو ديدنهم في كافة المناطق والبلدان منذ اجتاحوا العالم كالجراد والحشرات القاضمة وبقوة السيف. انهم هم، بالامس كانوا او اليوم ام غدا، في مصر كانوا او تركيا او قطر او سوريا او العراق او كوردستان، لهم  توجهاتهم ونظرتهم للامور وشعاراتهم واهدافهم الستراتيجية وتكتيكاتهم ونقاطهم المشتركة لا يحيدون عنها بقيد انملة، وكلها نابعة من مصالح سياسية قبل الفكرية ومنذ فجر الاسلام. لان الدافع الاكبر لهم ولما اتخذوه طريقا هو المصلحة الاقتصادية والتعصب العرقي، وما يتشبثون به هو داعم للصراعات الحزبية قبل الفلسفية .

فهل دعم امريكا لمن يحارب الارهاب ويسد الطريق امام الذبح والتخريب هو فوضى، ام من يدعم هؤلاء هو من يساعدهم على نشر الفوضى والفساد الاكثر في كافة بقاع العالم، وليس في منطقتنا فقط .عندما تنبري امريكا الى مساعدتهم بكل السبل وهم يفعلون ما يضخ الزيت في نار القتل والفوضى ويتقبلون الدعم بكله من من يعتبرونه الشيطان لدعم الميليشيات الارهابية الاسلامية  التابعة لهم في اي مكانو والذي يعتقدون يقع ضمن نقاط توجهاتهم واهدافهم  وضمن خطى عملهم للوصول الى ما يريدون  من تحقيق  المبتغاة. وعندما تدعمهم امريكا كي يسيطروا على زمام الامور في دولة حضارية مدنية ليخربوا ويعبثوا بها بتخلفهم ويضايقوا على من يختلف معهم، امريكا ليست داعمة للفوضى والارهاب هناك لان الارض تحت سيطرتهم ويقبلون المساعدة من الشيطان اينما كان .

انني ارى موقف اخوان سوريا ليس الا نابعا من جوهر عقيدتهم فكريا، ومن اجل ارضاء تركيا راعيتهم سياسيا، ان لم يكن اصلا ضغطا ودفعا منها لبيان هذا الموقف المخزي منهم . انهم يتحججون بامور حتى انهم بانفسهم لا يصدقونها . نسال؛ هل من يحارب الارهاب هو ارهابي او من يدعم الارهاب هو ارهابي، هل من يطالب بحقوقه هو ارهابي ام من يعتدي على حقوق الاخر هو الارهابي، هل من يضحي بكل ما لديه من اجل الحفاظ على السلم والامان هو من يخالف القانون ويمارس ما ينشر العداء والقتال ام من يمارس ما يدعو اليه داعش دون ان يرف له الجفن في اقتل والخراب  . هل من يطلب حقوقه ويريد رفع الاجحاف بحق اجياله مجرم، ام من يشارك باية وسيلة كانت من يقتل الناس ويحز الرقاب ويحرق ويشرّد ويسبي ويغزو ويسرق باسم الغنيمة والجزية والفدية  .

من المعلوم ان هؤلاء لا يهتمون بالعرق والجنس الاخر مهما كان، طالما وقع فعلهم وتوجههم موضع ما يريدون وكان لصالحهم من اي جانب كان، ولكنهم يصرخون وينعقون عندما يريد الاخر حقوقه القومية والثقافية والسياسية والاقتصادية ويعتبرونه خارج نطاق حتى العدالة الالهية .

انهم يثبتون يوما بعد اخر ويسلمون بالدليل القاطع مدى ضيق افكارهم التي لا تتناسب مع ما يفرضه العصر، وعليه لم يتمكنوا من حكم بلد الحضارة الفرعوينة مصر اكثر من سنة، وبينوا جوهرهم بعدما اعتقدوا بانهم استقووا بمن وقف خلفهم لمصالح بعيدة عن كل ما يمت بالانسانية التي يدعونها . اليوم وفي هذا الظرف الاستثنائي للمنطقة وسوريا بالذات، وعلى الرغم من انهم لازالوا بعيدين عن السلطة ونرى مواقفهم ازاء ما يجري صادرا عن المصالح الحزبية الضيقة ومن اجل عيون الاقوياء الذين يدعمونهم، فكيف بغد ان اعتلوا زمام الحكم في هذه البلاد .   انني اعتقد لا يكون من هو في سوريا او العراق او اية منطقة هنا افضل من اخوان مصر او اي منطقة اخرى في العالم . لذا على القوى والاحزاب ادانة مثل هذا الموقف المتعجرف والمتملق لتركيا من قبل اخوان سوريا التابعين لاسيادهم في انقرة .

ومن متابعة سلوك ومسيرة الاخوان المسلمين ينكشف ويستوضح لديان بانهم جميعا متوافقون في الثوابت والاستراتيجية ومختلفون او بالاحرى متناقضون كثيرا في التكتيكات والسياسات الويمة باختلاف المناطق التي يتواجدون فيها، ولعل اكثرهم تابعين للقوى الكبرى المختلفة وينفذون اجندات متعددة واكثر قااداتهم في الثراء فاحشون، ويؤمنون بما في احياة اكثر من ادعائاتهم في ماييعملون من اجله او ما يقولون من ضمان الجنة وتجنب عقاب الجهنم، وعليه فانهم في السراء مترفون وفي الضراء مستستلمون .

 

عماد علی

 

في المثقف اليوم