أقلام حرة

تركیا تلجأ لاستخدام رفاة سلیمان شاه كسلاح ضد الكورد

emad aliما هذه القذارة في السياسة التركية التي لا تتردد حتى في استخدام طرق غير شرعية  وبعيدة عن ثوابت الاسلام في السياسة لشخص يدعي الاسلام اساسا لمبادئه وعقيدته ويتشدق في اكثر الاحيان في التزاماته  بالقواعد والثوابت الرئيسية في الدين الاسلامي اكثر من الاخرين، وكم راينا من المظهريات السياسية امام الاخرين, وفي مقدمتهم ما اقدم عليه اردوغان من حركته البهلوانية الزائفة امام شمعون بيريز في المنتدى الاقتصادي، وادعاءاته الاعلامية في الدفاع عن الفلسطين صباحا مساءا، وما يلبث ان يتنازل لهم بين ليلة وضحاها .

و كثيرا ما يتكلم اردوغان على انه ملتزم بما قامت به ما سميت نفسها بالاسلامية الامبراطورية العثمانية واتكات على الاسلام هي ايضا في السيطرة على خيرات العالم، ولم تترك وسيلة الا واستخدمتها من اجل بقاءها، الا ان المرض اصابها وتراجع بعد انتهاء مهلة بقاءها كما فرضتها العوامل العديدة، بعد كشف زيف ادعاءاتها بنفسها وافعالها ومن ثم ضعفها وعدم تمكنها من الدفاع عن نفسها وتراجعها مخذولة الى عقر دارها مريضا، ولازالت تركيا تتمنى وتتباكى على تلك المرحلة التي قادتها ابن ارطغرل في المنطقة وسادت على اصحاب الحضارات من الدول العريقة بالحيل العقيدية والفكرية التي استخدمت الدين حجة وحصانا للوصول الى غاياتها السياسية العرقية بطرق ملتوية .

اليوم اردوغان لا يريد ان يعيد الكرّة باسم العثمانية فقط بل ينوي اعادة امجاد عرقه باسم الدين ايضا, ويدعي ما ادعته امبراطورية اجداده واكثر دون ان يحسب للمرحلة والعصر ومتغيراته وما لا يقبل بالخداع. ان ما يشهده العالم الذي لا يدفع لاعادة التجارب السابقة وبالاخص من امثال الامبراطورية العثمانية باي شكل كان .

يبدو ان اردوغان لا يريد ان يقضي على القضية الكوردية وامال الشعب الكوردي في بلاده فقط من اجل غايات اخرى ليس الكورد انفسهم فقط, بل يريد ان يستخدم القضية الكوردية حصان طروادة لغايات كبيرة في نفسه ولا يتورع في استخدام اخبث الطرق في سبيل تحقيق تلك, بعد ان تراجع عن ما وعد به في عملية التصالح التي ادعاه وتعهد به من قبل . اي يريد ان يستخدم ما يجري من التغييرات التي تجري في المنطقة وما استحدث من موقع وثقل الكورد الذي يعلم بانه ضد امنياته الكبيرة، يريد ان يحقق ما يامله ويتسوع ويعيد ما قام به اجداده في المرحلة العثمانية واجتاحوا مناطق شاسعة من العالم بالوسائل التي يعرفها الجميع علنا وباهداف عرقية تعصبية سران وهو يريد ان يتوسل القضية الكوردية في تحقيق ذلك .

استخدم اردوغان كل الطرق في ضرب الحركة الكوردية وحاول بما لديه من القوة والقدرة على واد ما وصل اليه الكورد في المنطقة جميعا نتيجة ما تفرضه حقوقهم العادلة والظروف الموضوعية التي جاءت اخيرا لصالحهم، ولكنه لم ينجح لحد الساعة في تحقيق غاياته الخبيثة وبادعاءات دينية زائفة، ولم يبق امامه من قبل سوى التعامل معهم وان علمنا انه لم يثبت على امره وان استفاد منهم اقتصاديا، وهو يحاول بكل الطرق الاضرار بهم في كوردستان الكبرى .

اليوم، بعدما اصطدم بتعقيدات الوضع الحالي في المنطقة, واراد ان يخرج بنتيجة لتحقيق اهدافه الداخلية اولا وتقدم خطوات وتراجع عن عهود ولم يتردد في الاتكاء على الطرق الاستخبارية والافعال غير المسبوقة وما شاهدناه من اتباعه لمفاجئات بطرق ووسائل سياسية وحتى عسكرية كي يتحجج بها من اجل تحقيق اهداف سياسية شخصية وحزبية, كما فعله في عملية الانقلاب العسكري المزمع والمدعي حدوثه من قبل الجيش, وكل المعطيات مابعده تدلنا على انه مفبرك واُستخدم لتحقيق ما حققه من بعده ليس الا، واتبع احد تعليمات اجداده ابان الامبرطورية العثمانية في سياساتهم في الدول التي احتلوها . نعم لم يبق امامه وسيلة اخرى اخر الا واستخدمها، وما يريد من استخدام رفات سليمان شاه وسيلة للمنطقة التي يريد ان يصل اليها وكما نقلها بادعاءات عسكرية في وقت سابق، اليوم يريد ان ينقل الرفات الى مناطق كوردستان الغربية عسى ولعل يمكنه ذلك من ايصال قواته العسكرية الى هناك بهذه الحجة وبعيدا عن اعتراضات القوى الكبرى، والا نقل رفات الى شرق نهر الفرات حجة واهية وطريقة مكشوفة للخبث السياسي لدى اردوغان، ولا يمكن ان تسكت عنه الدول المعنية قبل الكورد . انه من مهام الكورد ان يستوضحوا الامر للوقى الكبرى على انه يريد هذ، لكي يقطعوا هذه الطريق من تحايله ايضا، وما يريد من ان يتبعه من الخداع السياسي كما كان اجداده ابان الامبراطورية العثمانية, الا انهم لم يصلوا الى هذا الحد من الضعف والهوان والخباثة واتباع ما لا يعقله الانسان في السياسة كما يتكل عليه اردوغان العثماني الاسلامي العلماني البراغماتي الغائي من اجل تحقيق ما يدفعه نرجسيته عليه وهو اعتلاء عرش الامبراطورية التركية في هذه المرحلة باي طريقة كانت، ولكنه لم يحسب لما تفرضه المرحلة جيدا وما لا يقبل باعادة الهدف السياسي القديم الحديث بوسائل قديمة قضت مدة صلاحيتها منذ مدة طويلة جدا . وبعد ان عجز عن ارضاء الدول المعنية بكل ما يملك من الحيل والضرب على وتر المصالح, يلتجا اليوم الى حيل في استخدام الوسائل مكرا من اجل فرض الامر الواقع، ولن ينجح في هذا ايضا بعد فشله في كل توجهاته واصبح يلتف حول نفسه ولم ير نقطة ضوء للاتكاء عليها في الوصول الى نهاية النفق الذي حط نفسه فيه، بعد قطع تواصله مع اوربا واصبح تحت رحمة تحركاتهم ولم يبق علاقاته مع امريكا بعد تلاعباته الكثيرة في الالتفات يمينا يسارا كثيراو الالتفاف في سياساته، وفقد مصداقيته حتى لدى من اعتبره ابنه المدلل لعقود، ولم ينجح في تكتيكاته ايضا مع روسيا وايران، اي  انه يتحرك ضمن حلقة مفرغة، ولم يبق امامه الا رفات جده سليمان شاه عسى ولعل يمكنه من فرض ما يريد بابخس وسيلة ويضع نفسه في موقع يمكن ان يكون له كلمة في مجريات امور المنطقة من جهة، ويضرب به اول اهدافه وهو الكورد الذي اصبحوا له فوبيا لا ينام والا ويحلم بهم، ولكنه يتخبط كثيرا وهذا دليل على فشله في النهاية وسوف نر ذلك بام اعيننا، كما نعرف ذلك من محاولات التجارب الفاشلة  ممَن سبقه واوقع نفسه في الوحل في نهاية الامر . حتى رفات جدك سليمان لم تسلم من يدك واستخدمتها في سياسات يا  اردوغان . وليس من المصادفة ان يستعاد الحديث خلال  الفترة السابقة عن نية اردوغان في نقل رفات سليمان شاه جد مؤسس الدولة العثمانية من آشمة شمال شرقي محافظة حلب عند النقطة الحدودية المطلة على نهر الفرات الى قرية  قرةكوزاك الواقعة على الضفة الشرقية لنهر الفرات جنوبا، وبه يمكنه قطع الطريق بين كوباني ومنبج .  ويبرع في تحديد هذا الموقع  الاستراتجي عسكريا من اجل استخدامه كحجة لقطع الطريق امام وحدات حماية الشعب في الاتجاهات الكثيرة، فهل ينجح بهذه الوسيلة الرخيصة ان يحقق ما عجز عنه من قبل بكل السبل . 

 

في المثقف اليوم