أقلام حرة

أمانة بغداد والإيمان؟

diaa alhasheemلا يحب الوطن إلا مؤمن . ومن يحب وطنه يخلص له، ويعمل جاهدا على إرساء قيم العدالة والنبل والأخلاق والنظام في مجتمعه وبأي مكان سواءا في الشارع أو في المؤسسات المختلفة أو الأماكن العامة، ليكون الوطن متشحا بلباس الحضارة وتتقدم الشعوب ويصبح عنوانها وهدفها هو الرقي وإحترام الأنسانية والنظام.

لو نظرنا إلى الشارع العراقي في بغداد أو في المحافظات الأخرى، لوجدنا صورا مختلفة تماما لما عليه الحال في بلدان عربية أو أقليمية، ولسنا بصدد المقارنة مع ما تتمتع به شوارع أوروبا أو دول أخرى. فلو كان لأمانة بغداد أدنى درجات الإيمان بحب الوطن لعملت أجهزتها- وما تمتلكه من جيوش من الموظفين - على إعادة رسم خطوط العبور التي لم يعد يراها المشاة في شوارع بغداد، ولكلفت نفسها بعض الجهد في ترميم الحفر والمطبات التي تشكل مظهرا من مظاهر شوارع العاصمة، ولركزت جهودها في وضع بعض الأشارات المرورية والعلامات الأرشادية التي تبين للناس كيفية استخدام المرافق العامة ومنها الشارع بالصورة الصحيحة . قد تبدو تلك القضايا نوعا من الترف أو أشياءا غير ضرورية وقد أعتاد المواطن على الأستغناء عنها طيلة سنوات مضت، ولكن يبقى المشهد الحضاري مشوها ومتخلفا عن الصورة التي وصلت لها شعوب العالم في مشارق الأرض ومغاربها من رقي وتقدم بدونها حقيقة، ومن المعيب جدا أن لايجد المرء في العاصمة بغداد أماكن لعبور المشاة واضحة المعالم ليقصدها الأطفال والشيوخ في عبورهم سواءا في التقاطعات أو الشوارع في داخل المدن.

أمر آخر مهم مسؤولة عنه أمانة بغداد بالتعاون مع شرطة المرور هو عملية تنظيم وقوف السيارات على الطرق الداخلية وهو بطبيعة الحال والوضع الأمني المضطرب الذي تمر به بغداد ومعظم مدن العراق، مطلوب بإلحاح شديد لما له من أهمية أمنية يساعد فيها في حفظ الأمن والأستقرار في داخل العاصمة .أضافة إلى ذلك، فمعظم الأختناقات والأزدحامات المرورية في شوارع بغداد يكون سببها توقف أو وقوف المركبات بصورة غير صحيحة.أن عملية متابعة منع توقف المركبات بجميع أصنافها في شوارع بغداد وعدم السماح لها بتحويل الشوارع إلى مرآب عام هي أبسط ماتكون حينما تصدر أمانة بغداد تعليماتها عبر وضع علامات إرشادية تشير لمنع التوقف وتنتشر فرق من العاملين تعمل على متابعة المخالفين وتغريمهم بغرامات فورية. وهذه الفرق يكون إنتشارها منسقا في تنظيم أوقات عملها لفترات تمتد من الصباح الباكر حتى ساعات متأخرة من الليل، وكل فريق يضم مجموعة تتكون من ثلاثة أفراد يعملون معا في إطار واقع جغرافي تكون مساحته خمسمائة متر، ومجهزين بكاميرات تصور من يضبطونه مخالفا قبل تحرير المخالفة بحقه . ويجب أن تكون الغرامة ثقيلة نوعا ما كأن تكون بواقع خمسين ألفا ليكون الردع مناسبا بالمقابل ويتعظ من يحاول عدم التقيد والألتزام بالنظام، وعندها ستحرز أمانة بغداد إنظباطا في إنسيابية سير المركبات والتخلص من الأزدحامات المرورية في شوارع بغداد، ناهيك عن ما سيدخل لحسابها من موارد مالية من غرامات تحررها بحق المخالفين . والأنسان العراقي كغيره سيبقى يحترم النظام طالما يكون هناك عقابا يُجرَم المخالف للقانون وذلك العقاب سيمس جيبه ويهدد ميزانيته !

 

ضياء الهاشم

 

 

في المثقف اليوم