أقلام حرة

بأي حال عدت يا رمضان

fatimaalzahraa bolaarasويعود رمضان يعود فيجدنا نحمل له في نفوسنا كل تلك القدسية التي ورثناها...وكل ذلك الجلال الذي حفظناه يعود لنجده فلا يجدنا  يصومنا فلا نصومه  ويقومنا فلا نتلو فيه حرفا

يعود رمضان على المسلمين وقد ضيعوا الامانة التي ظلوا يوصون بعدم تضييعها وخانوا الأمة التي لازالو يحرصون على النصح بعدم خيانتها

رمضان عاد وسيعود إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا فيجد الخطب الرنانة والنصائح الطنانة والأنوار المتلألئة والموائد الفاخرة وحتى الصدقات (العابرة) ولكنها خطب في  قلوب جوفاء ونصائح لعقول خرقاء وصدقات من راحات مغلقة تخشى الفقر وهي تسبح في بحر ولا تمنح إلا من أجل شهرة لا أكثر

يعود رمضان فيتسابق المصلون إلى المساجد ليستمتعوا بصوت القارئ لا بما يقرأ يتزاحمون من أجل الصفوف الأولى للهروب من الزحام وليس تطبيقا لما أوصى سيد الحديث والكلام....ويأتي رمضان ليجد الاسعار تلتهب والألسنة تلهج بالنميمة والشياطين المصفدة تخرج ألسنتها للمارة و تضحك من لهاثهم في اقتناء المغريات  التي تنصح بها طباخات وطباخو القنوات.

رمضان يعود ليجد فلسطين مجرد قضية للأسرى الصائمين نكاية في الظلم والجزائر العظيمة مسجونة في قفة رمضان المهلهلة وسوريا المجد تحترق ومصر العروبة تغرق والخليج بالزيف يلمع ويبرق...اليمن السعيد يجده مسرحا لتمثيلية هزيلة  وقد نهشته الأوبئة ونزعت حكمته الأطماع والنيات السيئة.

رمضان يعود ليجد تونس الخضراء وقد احمرت مدامعها واصفر كالورس محياها  والمغرب وقد خاب فيه الأمل وانتشرت الشعوذة والدجل ويجد ليبيا أثرا بعد عين والباقي مجرد رسم في خريطة وجودها كالعدم وعدمها كالسقم.

فماذا أعددنا لرمضان لكي نفرح بقدومه غير الزلات والعلل وكثرة الملل والنحل وتضاعف الفتاوى والفتن ما ظهر منها وما بطن.

يعود رمضان ليجد بعض القلوب المؤمنة خجلى من وجودها في زمن كله عار  

وما بيدها حطب ولا نار فلاهي تموت ولاهي تحيا بل لازالت تنتظر الانتظار

تبا لي وتبا لكم وتبا لنا جميعا عندما نكتب....عندما (نتفلسف) عندما ندعو عندما ننصح عندما نعتقد أننا نحيا ونحن مجرد أموات ينهشها الفراغ

أما شهر الصيام فقد عاد كما العيد الذي يليه ونحن لازلنا نردد :بأية حال عدت يا عيد

كل عام ونحن ننتظر رمضان الذي عرفنا لأننا لم نعد نعرف أنفسنا فكيف يعرفنا رمضان الذي لم نعد نعرف.

 

فاطمة الزهراءبولعراس

جيجل (الجزائر)

 

في المثقف اليوم