أقلام حرة

هل زيارة وفد اقليم كوردستان الى روسيا خطوة على الطريق الصحيح؟

emad aliيبدو ان السلطة في كوردستان الجنوبية تعيش في نشوة مؤقتة وعلى عادتها فانها تعيش في خيال وحلم دون اية تمعن فيما يحصل لما بعد خطواتهم، وهم توغلوا في عمق الازمات الداخلية والخارجية ولم يقدروا على حل ما يجري نتيجة افعالهم وتصرفاتهم, وكما هو واضح من سلوكهم, انهم لم يتعضوا من ما جرى في المنطقة خلال العقدين الماضيين . فهل يتذكرون؛ كيف دخل صدام الكويت وبمباركة غير مباشرة من امريكا بعد لقاء الدكتاتور العراقي مع سفيرة امريكا في بغداد, وكخدعة تاريخية اشعلت الضوء الاخضر له دون ان تنبس ببنت شفة بحيث استمالت الى حثها نحو اتخاذ الخطوة بما فعل وامن ان لا يقع ما يقدم عليه صدام على حسابها كخط رجعة او كسياسة التحريض غير المباشر لكي لا تحرج بلدها في حين عدم سير العملية كما تريد، وحصل ما حصل كما نعلمه جميعا .

لم يعلن اي احد لحد اليوم ان زيارة وفد اقليم كوردستان الىروسيا قد جاءت بعد اخذ الموافقة من امريكا، ام انهم يغامرون في هذا الوقت ايضا كما فعلوا من قبل دون ان يقراو ما يمكن ان يحصل بعد الخطوات التي يمكن ان تكون استراتيجية للدول الكبرى دون ان يحسوا بها جماعتنا المبجلة . فهل ضعف موقفهم الداخلي من جراء ما هم فيه من مؤثرات افرازات  الازمات السياسية والاقتصادية الداخلية التي هي من صنع ايديهم وعقليتهم الضيقة الافق والمبنيى على المصلحة الحزبية والشخصية فقط  قد غطت مراهم وضعف نظرهم .

من تابع وعود ترامب ويقرا تعليقاته على زيارته الاخيرة للمنطقة عند عودته الى امريكا, من حصوله على المليارات وهو ما وعد به شعبه، يتاكد بان نظرة ترامب الرئيسية هي المعتمدة على الاقتصاد والتجارة والربح والخاسرة حتى في عمق سلوكه السياسي القح وخطواته الصغيرة ايضا . اي، انه يعقد آمال على المال والاقتصاد المتخم في المنطقة واهمها مال النفط كي يحقق ما يريد لبلده .

و في مثل هذا الوقت وبهذه الحال وبسياسة ترامب وتوحهات ونظرة امريكا الستراتيجية خلال العقود  الاتية للمنطقة، يبدو انها تنوي على ان تعمل على سحب البساط من تحت ارجل الصين وروسيا في هذه المنطقة ايضا. وفي هذا الوقت تبرم حكومة الاقليم عقودا للنفط مع روزبترول بقيمة ثلاث مليارات وبدفع مقدم .

و نسال هل ما في الاقليم بقدر من الصغر يمكن ان تتحاشى امريكا بنفسها في هذه الخطوات التي اتخذتها السلطة الكوردستانية وما ابرم من العقود النفطية الحساسة جدا من الناحية السياسية قبل الاقتصادية، ام انها بداية النهاية بعد طول مدة دعم تلقته من بلد العم سام .

هل من المتوقع ان تدير السلطة وجهتها الى المحور الاخر نتيحة ضغوطات تركيا وما التفت وعقدت ذيلها برجلها بشكل محكم، وما تلقته من المواقف في الامور العامة التي تخصها في المنطقة بشكل عام  وفي كوردستان الغربية بشكل خاص وما يقع ضدها وبالاخص ما يهم الحزب الديموقراطي الكوردستاني ونواياه الجهنمية  العديدة في هذا الاطار، ام انها تكتيك قصير الامد ومجرد من اجل حفنة من المال لانقاذ ما يمكن انقاذه من الوضع الماساوي الذي وقعوا فيه وما يمكنان نعتقد بانهم  تلقو من اشارات من عدم ممانعة امريكا في ذلك . وهذا ما سوف يتوضح قريبا للقاصي والداني، ولكني اعتقد بان امريكا قد تفكر كثيرا في هذا الامر ان لم تؤخذ من قبل العملية برايها ولا يمكن ان تعدو هذه الصفقات النفطية التي تضرب في عمق الاستراتيجية الامريكية التي تتبناه لتامين ما يمكن تصحيحه اقتصاديا في بلاده بسهولة ومرور الكرام، والمعلوم انها الان  تصر على  العمل على ما يمكنها من اخذه من البقرات الحلوبات بحجومهم الكبيرة والصغيرة في الخليج والمنطقة بشكل عام، وعليه؛ لا يمكن ان تسمح امريكا في عهد ترامب الجشع باي خطوة لا تقع لصالح ارباحها لتامين اقتصادها كما وعد الرجل بصراحة ويعمل عليه .

اذن تتوقف توجهات وخطوات كوردستان نحو روسيا على جوانب ما حصل قبل واثناء الزيارة وما يتعلق بها وما لها العلاقة بالدول الاخرى والمحور الذي كانت السلطة الكوردستانية بعيدة عنه لكون تركيا ليست فيها، اما اليوم بعد التفات تركيا نحو الجهة المعاكسة فهل يمكن ان نتوقع بان السلطة الكوردستانية يمكنها ان لا تراعي ما تريده امريكا من اجل لاعب صغير في المنطقة، ام هناك امر ما غير ما نتوقعه نحن .

 

عماد علي

 

في المثقف اليوم