أقلام حرة

صحيفة المثقف في عقدٍ وعام!!

sadiq alsamaraiمبروك لصحيفة المثقف عيدها الحادي عشر، والشكر موصول للأستاذ الغرباوي أدام الله إبداعه وعافيته، وهو يبحر بهذا المنجز المتميز في ميادين النفوس والعقول والأقلام وسوح الوغى الإعلامية.

صحيفة المثقف لي معها علاقة خاصة منذ الأسبوع الأول لولادتها في عام ألفين وستة، عندما تلقيت دعوة من الأستاذ الغرباوي للكتابة فيها، ومضيت وبإيقاع يومي أنشر فيها أدبا وفكرا ما بين القصيدة والمقالة والدراسة، وتواصلت معها حتى اليوم، وأظنني المتبقي من الذين بدؤا الخطو على صفحاتها الفياضة بالإبداع العربي، وكنا حينها عشرة وبضعة كُتاب.

وما حسبت أنها ستسير وتقطع هذه المسافة الطويلة وتغدق الساحة الثقافية بأثمارها اليانعة وبراعمها الواعدة، لكنها إتصلت بنشاطاتي الكتابية اليومية وأصبحت العلاقة بيننا وكأنها تمنح الشعور بالمسؤولية والإلتزام بالترافد والإطلاع على ما يُكتب فيها ومتابعتها يوميا.

هذه الصحيفة مُنجز يستحق التقدير والتثمين لأنها شقت طريقها تحمل رؤية ثقافية إنسانية تسامحية، ورسالة ذات معاني سامية ومنطلقات طيبة، تسعى للإرتقاء بالذائقة الثقافية والسلوك البشري إلى آفاق التفاعلات الواعية الرحيمة العلياء.

وقد تابعت مرور المئات من الأسماء على صفحاتها، وبهم إكتنزتْ ثراءً معرفيا خلاقا يلخص حقبة تأريخية حرجة من مسيرة مجتمعاتنا وصراعاتها مع التحديات المتنوعة التي تداهمها بإبداعية عدوانية غير مسبوقة.

ولو أن القائمين على شؤون الناس إطلعوا على موسوعات الأفكار المسطورة على صفحاتها وأناروا عقولهم بها، لتبدلت أحوال الناس إلى أفضل حال.

فالمثقف تحمل رسالة الصفاء والألفة والمحبة والصدر الرحب والأدب الأنيق، والأمل بمستقبل أحلى وأجمل، ففيها معين دفاق من الأفكار الإيجابية، ومنهاج صيرورات حضارية متوافقة مع إرادة وتطلعات براعم الأجيال المتوافدة.

كما أنها تعطي مثلا حيا على الجد والإجتهاد والتواصل والإصرار والإيمان بالعمل والتفاؤل بالإنجاز، وبهذا تؤكد إرادة أكون التي تحتاجها أمة عليها أن تكون.

تحية لصحيفة المثقف، وللقائمين على تحريرها، وكل عام والمثقف أبهى وأزهى وأروع إبداعا.

 

د. صادق السامرائي

 

 

في المثقف اليوم