أقلام حرة

يجب ان نقول نعم لاستقلال كوردستان في الاستفتاء؟

emad aliالسلطة الكوردستانية على حال من الفوضى والازمات والخلافات المستشرية بين الاحزاب لا تُحسد عليه. يمكننا ان نقول بصراحة انه السلطة الفاشلة في ادارة اقليم كوردستان هي العائق الاول امام هذه العملية بكل معنى الكلمة، ودون ان تعترف بذلك او تنبس ببنت شفة وانها رتكبت اخطاء لا يمكن ان تغتفر عليها وضربت الشرعية والمنبع القانوني لمثل هذه العملية الاستراتيجية المصيرية .

لا نريد ان نعيد ما قلناه من قبل،  فان من يحمل راية اجراء الاستفتاء ليس من قناعته الكاملة بان الوقت مناسب او انه براحة باله او بعد تقييمه الصحيح لما نحن فيه من كل الجوانب واقتنع بمقومات نجاحه، وعليه يقدم على هذه الخطوة الاستراتيجية المصيرية الصعبة في هذه المرحلة، او انه قرا كل الاحتمالات وضمّن المستقبل لما نحن فيه وما بعد العملية او يمكن ان نسميها المغامرة من اجل عدم التراجع او الفشل الذريع نتيحة العراقيل التي يمكن ان توضع امام عملية الاستفتاء او الاستقلال النهائي لكوردستان .

انها مغامرة بكل معنى الكلمة ولكن لا يمكن ان نعتقد بانها فاشلة منذ البداية، لاننا وسط الاحتكاكات المعقدة لما يمكن ان نحسبه في المنطقة ومن الصعب الحصول على نتيجة ما يمكننا ان نخرج بها على اية حال ننتظرها . لم تعد العلاقات الدولية كانت ام في المنطقة على حال يمكن ان نقول ما يجب قوله او نعرف راي وموقف اي  طرف له صلة بما يمكن ان يجري في كوردستان من الاقدام على الاستقلال وقطع الوصل مع الدولة التي بنيت على ايدي الاستعمار دون ان ياخذ براي المكونات التي ضمتها منذ البداية وفرضت عليهم قسرا دون ارادتهم، وحصل ما حصل منذ قرن من المآسي التي مروا بها طوال هذه العقود غير المستقرة والفوضوية في حياة العراق والمنطقة بشكل كلي نسبيا .

الوضع الداخلي الكوردستاني ليس على ما يرام كما نعرف، ولكن الشعب الكوردستاني يؤمن بدولته المستقلة في قرارة نفسه ويخشى من النتيجة او الكرّة مرة اخرة في التضييق عليه واجهاض ما يحمله من قبل الاعداء التي لن تستكين حالهم الا في الوقوف ضد طموحاته واهدافه الشرعية الحقيقية .

اننا هنا نقول، نعم ان السلطة الكوردستانية فاشلة وفاسدة وتديرها مجموعة من الاشخاص والاحزاب والمتنفذين بطرق واساليب مافوية، لم يتضرر منها الا الطبقات الكادحة والفقراء المعدومين . نعم ان الارضية غير مهيئة والخلافات الداخلية في قمتها، نعم ان البرلمان معلق والقوى المتنفذة دكتاتورية السلوك  والعمل،  نعم ان من يريد ان يشرف على العملية ليس من اجل ضمان مستقبل الشعب بقدر ما يفيد بما يعمل نفسه او حزبه او عائلته او قبيلته ومضطر على ذلك لانقاذ نفسه . نعم اننا يمكن ان ندخل في مطبات سياسية ومنعطفات كبيرة لا يمكن ان نخرج منها بسهولة، نعم يمكن ان يحدث انقسامات كبيرة سواء بايدي داخلية كانت او بتدخلات دول المنطقة والمحاور المختلفة فيها، نعم لدينا الشك في اعلان الاستقلال باجراء الاستفتاء، ويمكن ان يستخدم كورقة من اجل المفاوضات والمساومات الحزبية على حساب الشعب، ولكن اين المفر من العملية، فاما القبول بما يجري او نختار الاسوا فيما نحن نسير فيه .

اننا نعلم بان الوقت تاخر لمثل هذه العملية والخلافات الداخلية هي التي فرضت الاقدام على هذه العملية من اجل انقاذ الذات والخروج من الوحل الذي اوقعوا انفسهم فيه داخليا وفي العراق والمنطقة، بعد تراكم افرازات الاخطاء الفضيعة المتتالية على ايدي السلطة الكوردستانية والتي لم يفرض اي بديل نفسه على من ارتكب الاخطاء واضر بالتجربة الكوردستانية، ولكن رفض العملية بعدم المشاركة او بكلمة لا في الاستفتاء سيصبح بديلا يقصم ظهر الامة الكوردية ويعيدها الى المربع الصفر .

السؤال الحقيقي الذي يمكننا ان نساله ونستنتج منه ما يجب ان نعمل في هذا الوقت: لو نفرض ان حكومة البعث هي الحاكم وليس السلطة الكوردستانة الفاشلة الحالية، واقدم البعث على اجراء الاستفتاء لاختيار الكورد مصيرهم في الاستقلال من عدمه، اليس من الواجب الوطني في تلك الحالة ان يشارك الشعب الكوردستاني ويدلي بصوته بنعم للاستقلال الذي ضحى من اجله الكثيرون وقدموا دماءا لا يمكن قياسها . وبعيدا عن ردود الافعال التكتيكية المرحلية او النظر بعين قاصرة وضيقة الافق، فيجب ان ندلي بصوتنا ونؤدي ما علينا من اجل اظهارما نحمله في هذا الاتجاه . انها عملية استراتيجية مصيرية لا يمكن ان نغض الطرف عنها، بدافع ما تستوجبها الخلافات الداخلية . ويمكن ان نقلو بعد نجاح العملية، ان تكون لنا عندئذ كلمة اخرى، ومن حينه تبدا النضال الحقيقي من اجل الخلاص من السلطة الفاسدة المتنفذة المسيطرة على زمام السلطة الكوردتسانية بالحديد والنار، ونمهد طريق الديموقراطية ولم يبق هناك عوامل واسباب تمنعنا عن تلك العملية النضالية الهادفة في مسح الفاسدين والاحزاب او المحافظين من القلة التي تسيطر على امور الدولة، فلم يبق هناك من انعدام الحدود او السيادة والحكومة الفتية والتجربة الناقصة وغير ذلك من الحجج الحقيقية التي نجدها اليوم في ظل انعدام دولة مستقلة، وهي التي تنمعنا الان من الغوص في النضال بكافة انواعها حتى العسكرية ضد الفساد المستشري والمصالح الضيقة . اذن لنا ان نقول نعم للنعم في الاستفتاء . 

 

عماد علي

 

 

في المثقف اليوم