أقلام حرة

الإصلاح والفساد يرتبطان بعلاقة عكسية تماماً، حيث أنه كلما زاد الإصلاح كلما قلّ الفساد، وبالعكس، كلما إنخفض الإصلاح كلما زاد الفساد وإنتشر بكل أنواعه وأشكاله، في كل الدنيا، ولم يبق مجتمع بِمَنْأىً عنه ولا خالٍ من أباطرته الذين غشوا بلدان العالم جميعها، باستثناء تلك التي استطاعت حماية مالها العام، وطبقت القوانين الصارمة في حق من يعبث به، وجعلت السارق والفاسدين والمرتشين بها، الذين يريدو الاستحواذ على أموال شعبها بدون وجه حق، أن يفكروا ألف مرة قبل أن يقدموا على جريمتههم، لعلمهم بأن مصيرهم لن يكون أقل من مصير أسلافهم السراق الذين زُج بمن وقع منهم في غياهب السجون بعد أن استردوا الأموال المسروقة، مثل هده البلدان ينذر فيها الفساد، وينحصر بها عدد الفاسدين المفسدين ويقل السراق والمرتشين، ليس لأن مواطني تلك البلاد ملائكة على الأرض، لكن لاحترامهم للقانون وخوفهم الشديد من العقاب الذي يطبق على الجميع عند الخطأ، الذي حفظ للدولة ولقضاء هيبتهما إلى جانب إرادة الإدارة على الحفاظ على الملك العام، والتنظيف المستمر لمؤسساتها الرسمية، والذي يبدأ من الأعلى نزولاً للأسفل، مثل تنظيف الدرج الذي لا يتم من الفوق مهما سما الدرج وعلا.

حميد طولست