أقلام حرة

الاستفتاء كعامل لتحدید الموقع النهائی لاقلیم كوردستان

emad aliكانت القیادة الكوردستانیة علی حال یمكنها ان تقرر ما یأمله الشعب منذ مده طويلة وبالاخص بعد سقوط الدكتاتورية في العراق ولكن العوامل الخاصة  الذاتية بها منعتها من اتخاذ المواقف الصحيحة التي كانت من المفروض اتخااذها في تلك المرحلة والتي كانت تلائم الواقع والظروف الموضوعية التي سنحت لها . اي:

*لو لم تحس القيادة الكوردية بسبب المرض المزمن معها من الحس بالنقص امام المكونات الاخرى نتيجة ما فرضته عليها  الظروف السياسية الثقافية العامة والتاريخ والجغرافيا، لكانت تقيّم الواقع الجديد وتختار الافضل في خضم التغييرات الجذرية التي حدثت في المنطقة والعراق بشكل خاص، وبعد التهيجات السياسية النادرة التي كانت لصالح المبادرة التاريخية المتاحة للكورد في التقرب من مبتغاهم .

* لم تبرز شخصية تفكر خارج نطاق ما فرضته السياسات العالمية النابعة من المصالح الخاصة المحضة بهم، وكل ما سلكوه من الطريق كان بتوجيه  الافرازات المتراكمة التي تجمعت خلال السنين الماضية في عقولهم او عقليتهم ونظرتهم الى الموجود، اي لم نجد قيادة عبقرية تختار الموقف المناسب بعد التمعن والنظر الى الاحداث من خلفية عقلانية صحية بعيدة عن العقدات التي وجدتها المعادلات المتغيرة خلال العقود الماضية . اي لم نجد قيادة خارج التاريخ الخاص بنا كما عرفنا منهم في البلدان والمناطق الاخرى والتي بعقولهم وامكانياتهم النخبوية قفزوا ببلداهم الى مقدمة الركب في مسيرة العالم من كافة النواحي .

* لم تسمح الظروف الذاتية من بناء كيان ذاتي عفوي نتيجة تسلط الايدي الخارجية المختلفة ابان كل مرحلة، وكل ما تعاملنا به هو النظر الى من يمكنه ان يتصدق لنا من خلال ما تمليه عليه مصلحته، وعليه لم نتوقع ما جلبته الظروف المختلفة بشكل مطلق على ما كنا عليه من قبل, ولحسن الحظ جاءت لصالحنا ونحن من لم يعتقد ذلك ولم يعرّفه كما هو ويتخذ من الاجراءات الفورية لما يمكن ان  يستفيد منه .

* كان للثقافة الدخيلة وما استورد من غير الملائم مع التركيبة الكوردية امر وافرازات فرضت توجهات واعتقاادت اغلقت السبل للفكر  الذاتي الحر والنابع من جبلة الكيان الكوردي وخصوصياته وسماته .

اليوم ونحن امام فرصة ان كانت سانحة بشكل نسبي، لاننا بذرنا الكثير من الوقت بامور ثانوية ومنها امكانية اصلاح حال العراق والخيال الذي تبنيناه من ان يكون العراق ديموقراطيا فدراليا حقيقيا غير ملتزم بما تمليه عليهم الثقافة العربية الذاتية البعيدة عن خصوصيات الكورد في الكثير من الجوانب . ورعم ما كان  لنا شكوك في النجاح لاسباب عديدة، منها ما يمس الصفات المطلوبة في القيادة والمهام التي تقع على عاتقهم وامكانية نجاحهم بهذا المستوى من الفكر والتعامل مع الواقع . ومن الخلافات الحالية التي تسببها ايضا العقليات التي ليست بمستوى الواقع المستجد  الذي يتطلب الرقي والعقلية النموذجية للتعامل معه من اجل انجاز ما لم يُنجز من قبل، نتيجة توفر الظروف الموضوعية الدافعة الى ذلك اليوم، ولم تستغل من قبل الكورد .

ربما الوقت متاخر على بعض الامور التي من الاجدر توفرها اليوم قبل البدء في عملية الاستفتاء او الاستقلال الشرعي المحق لشعب تتوفر فيه كافة مقومات تحقيق ما يتمناه  . الا ان هناك فرصة تريد لها العقلية الاكثر تمكنا من اجل نجاح المهمة، اي ليس من المعقول ان تتبع خطوات عملية تاريخية نادرة بدوافع ومصالح حزبية وتتعامل مع الهدف الاسمى ببرودة وعدم الخوض في مسائل مهمة وفي مقمدتها التضحية بامور بسيطة حزبية من اجل الاكبر المنتظر .

اننا نقول للمبادرين قبل اي شيء ان يكونوا عند مستوى ادعائاتهم وما يتبجحون به يوميا من تضحياتهم لهذا الهدف في تاريخهم وما يتمنون تسجيل المجد الاكبر بتحقيقه، اقول :

*  انكم لم تفكروا يوما واحدا بالمصلحة الكوردستانية العامة قبل المصالح الصغر منها, وجل ما عكفتم عليه من الاهداف المرحلية هو مصلحة حزبكم فقط، وتصافحتم وعقدتم التحالفات حتى مع الد اعداء الكورد من الداخل والخارج الكوردستاني من اجل بقائكم وتنمية حزبكم وضحيتم بالسمعة والتاريخ الذي تحملونه من اجل انفسكم واحزابكم، وكان بالامكان ان تضحون ببعض المصالح الضيقة وان لا تجبروا نفسكم للخضوع الى التنازلات التي يدخل بعضها  في خانة الخيانة، فقط من اجل بقائكم او تفوقكم على الاخرين حزبا وشخصا. نقول الا يجدر بكم ان تضحوا وتتنازلوا للبعض وتتصافحوا اخوتكم داخليا من اجل هدف اسمى واكبر منكم ومن حزبكم الا وهو الاستقلال كهدف اسمى  والتي ضحت من اجله الالاف من الشهداء المخلصين لامتهم . اننا يمكن ان نقول بانه بامكان ان يحدد موقع الاقليم خلال مدة قصيرة فاما  التقدم والقفز على الترسبات المعيقة او التراجع والخذلان لما يمكن ان يفرز من ايدي القيادة التي لا تحسب للشعب ولو نسبة مما تحسبه له ولحزبه . فاننا امام نقطة تحول وانعطافة كبيرة خلال المدة القصيرة المقبلة التي يقف عليها مستقبل الكورد ومصالحهم الاستراتيجية .  والموقع النهائي كلاعب يمكن ان يكون في اللعبة الكبرى على الساحة او ان يكون على منصة الاحتياط ينتظر فترة اخرى للعب مع الاخرين .

 

عماد علی

 

 

في المثقف اليوم