أقلام حرة

صبيحة جحيمية بمطار "شارل دوكول..

hamid taoulostفي طريقي عودتي وزوجتي إلى الوطن من باريس يوم 20/6/2017 على مثن الرحلةAF1258  للطيران الفرنسي AIR France، عشنا بمطار "شارل دوكول" يوما جحيميا، زج بنا وعدد غفير من الركاب ومرافقيهم، في جحيم من الرعب المر، و الهلع والخوف "الهتشكوكي "المؤثر على النفوس، الذي ترتعد من شدته الاوصال، وتجحظ من  وقعه العيون، وتصعدت من هوله القلوب إلى الحناجر، كما في المسلسل 24 التلفزي الدرامي الأمريكي الفائز بجائزة الغولدن علوب مرتين والإيمي ست مرات  وهو من بطولة كيفر سثرلند جاك باور في الفلم.

لا أخفي القراء سرا، إذ أنا قلت أنه ساعة تطويق الشرطة ورجال مكافة الإرهاب المطار، اجتاحتني هواجس وقف لها شعر رأسي، وأتى رعبها على كامل صلابتي، وارتعشت لهولها أطرافي، وشعرت باحتقان وضيق في صدري، وعسر في تنفسي، وأحسست بدوخة وغثيان عارمين، وتصبب العرق ساخنا من جبيني، من وقع تأثير غموض الحدث، وسرت برودة ثلج في أطرافي، من وحرج  الموقف، توتر الجو داخل البهو، ودبيب بعض الفوضى، وتكدس الركاب في بهو Terminal 2E، حيث تدافعت الأعناق المشرئبة لإستجلاء الأمر، واستطلاع حقيقة ما يجري، الأمر الذي جعلني عرضة لهجوم ذكريات حوادث الإرهاب المتكررة وغزو قصص كوارثته المرعبة، والتي كان آخرها حدث الدهس والتفجير الذي وقع البارحة بـ "الشونجليزي" بباريس، وغيرها من الأحداث التي ظننت أن النسيان قد طواها إلى غياهبه، وابتلعتها مجاهله، والتي كنت لحظتها أكثر تهيؤا لاسترجاع المهول منها، وبعد أزيد الساعة ثلاث أرباع الساعة من هلع الترقب، ورعب الانتظار، سُمع صوت يطمئن الركاب بأن الوضع تحت السيطرة، وأنه لم يعد هناك  خطر، وفسح لنا الطريق لصعود الكائرة، في هذه اللحظة استسلمت، والكثير من الركاب، للفرحة الطفولية والابتهاج  الإنساني، الذي لم أستطع كبح انفعاليته،  تنفيسا وإراحت لنفسي من التوترات العصبية التي اعترتني  خلال هذه التجربة الحية، التي تمت بوصولنا إلى مطار الرباط دون أن تصل أمتعتنا التي حال دون وصولها حالة الضغط والتوتر الذي لوحظ وبالملموس على وجوه وتصرفات أمن وموظفي وعمال المطار ..

 

حميد طولست

 

 

في المثقف اليوم