أقلام حرة

هل اشتكى كمال مظهر حقا لدى الخيون بان احدهم اتهمه بالعراقجي عماد علي

emad aliمنذ اعلان يوم الاستفتاء لاقليم كوردستان، نسمع ونقرا يوميا اراء ومواقف ليست مختلفة عما كنا نسمعه في المراحل السابقة للاسف، على الرغم من اعتقادنا بان الظروف السياسية والاجتماعية التي تغيرت فرضت تاثيراتها الايجابية على نظرة وفكر المواطن العراقي من غير العربي على امنيات وحقوق الكورد ومميزاته ومقومات بناء كيانه المستحق، ومن ما  يقهرني اليوم انني ارى من المثقفين الذين لم اتوقع منهم بمثل هذه الاراء التي يبنونها على ارضية تاريخية وثقافية وجغرافية خاطئة، او نابعة من ايديولوجياتهم وخلفيتهم التي لم تختلف عن الاخرين، وياتوا باعذار وحجج باطلة من اجل اثبات صحة ما يذهبون اليه . والادهى انهم يتعمقون في تاريخ كوردستان بتضليلات وادعاءات مزيفة مبنية على عقائدهم فقط بعيدا عن الحقيقة التي ذبحت بين ايادي امثالهم في تاريخ المنطقة وتسببت في كل هذه الويلات لشعوب المنطقة، اي الزيف والافتراء على الحقيقة التاريخية الساطعة للعراق  وكيف كان من جهة وكوردستان  وما كانت عليه والتغيرات التي صلت فيها من جهة اخرى، ولم يذكروا  لكوردستان  تاريخها البين وكيف وصلنا الى ان تكون كوردستان محتلا من قبل العراق . و في افضل الاحوال يمكن ان نقول بان كوردستان الحقت بهاي بالعراق قسرا دون راي ولو فرد واحد من شعبها .

ان من يعلم تاريخ البعيد والقريب لكوردستان يتيقن بانه لا توجد مرحلة او مدة معينة ولو يوم قد دافع به اهل العراق عن كوردستان من اجل ابناء العراق من غير كوردستان بل ادخلت الجيوش الجرارة لمحاربة ابناءه المناضلين او ضد الاخرين من خارج الحدود والذين ابتلي بهم الكورد ايضا، ولم تسح قطرة دم واحدة من اجل الكورد نفسه ابدا، بل اسيلت تلك الدماء منذ التاريخ على ايدي العراقيين الذين ادخلوا بقوة سيوفهم وحتى قبل تسمية هذا البلد بهذا الاسم وبحجج مختلفة وفي جميع المراحل المتعاقبة .

يقول السيد رشيد الخيون بان السيد كمال مظهر قد صرح له بان احدهم اتهمه بالعراقجي ولا يذكر كيف ولماذا قال ذلك والصق رايه بموضوع الاستفتاء على نية ان يلصق تهمة عدم الايمان مظهر باستقلال العراق، وهذا شانه وهو حر في ذلك، اما اذا كان صحيحا ومن المعروف عنه ربما تكلم مظهر مجاملة له في موافقة اراءه كما كان عليه من البراغماتية ابان فترة  بقاءه تحت رحمة سلطة الدكتاتورية العراقية السابقة طوال العقود وتلقى احتراما ودعما ليس بقليل من قبل السلطة هناك . وهذا لا ينقص من شانه وثقله ومكانته العالية لدى الجميع بما فيهم الكورد .  وهذا ليس بموضوعنا وانما ما سكبه حبر الخيون من موقفه حول الاستفتاء يوضح مدى صحة ادعاء انفتاحه على الاخر وتقديره للاخر واحترامه لمواقفه وافكاره، وسعة تقديره لطموح واهداف المكون الاخر بثقافته المعلومة وما يكنه ويحمله من ان يملي عليه هذه الاراء المؤسف عليها والنابع من نزعته التي يمكن ان تدخل خانة التعصب للاسف الشديد .

هذا ليس بموضوعنا الرئيسي، وانما الاستفتاء وحق الكورد في اجراءه ومن يعتبره كثيرا على الشعب الذي ضحى بمئات الالاف من اجل استقلال بلاده وله من المقومات الضرورية لاعلان دولته المستقلة . الاكثر تعجبا ومستفزا ان تقول شي عكس ما كان طوال كوردستان بان هناك دماء اسيحت من اجل الدفاع عن الكورد!!! وكنت تمنيت ان يذكر لنا السيد رشيد المكان والتاريخ والمرحلة التي دافع العرب العراقي عن الكورد من اجل الكورد وليس من اجلهم  ومن اجل المركز العراقي حصرا، واتمنى ان لا يعتقد بان قصف الحلبجة بالكيميائي وعمليات الانفال والقتل والتشريد والتهجير هو من اجل الكورد في كوردستان، ولم يعتقد بان كوردستان محتلة ويعيش شعبه في بلده . يبدو واضحا من انتقائيته في البحث عن تاريخ العراق دون ان يذكر ولو بجملة عن عكس ما يدعيه ولدينا الكثير من المصادر التي تدحض ادعائاته الكثيرة حول تاريخ العراق وكوردستان ايضا، وهذا ما دعاني الى ان اشك في كافة كتاباته السابقة واعيد النظر في نظرتي العالية لما كنت اكنها له ولتوجهاته. انه يعيد بناء العراق على االساسة  الكورد وهو يعلم بانهم كانوا مستعربين قبل ان يكونوا كوردا، بل يقول بان العراق كان دولة قبل الملكية عام 1921، وفي هذا امر لا ازيد عنه من انه كما هم القوميين المتعصبين واهل التضليل في ادعاءات باستشهاده لمجموعة من التواريخ المتعاقبة لدعم ما كتبه باسلوب ليس من عادته ان يغوص فيه بهذا الشكل السطحي . ومن المؤسف جدا ان يخلط التاريخ والسياسة، وما ينقصنا هنا قوله بانه  لم يذكر السيد رشيد لنا بان العرب العراقي هم من اهل العراق الاصلاء في هذه المناطق المحاذية لكوردستان من ابناء السومريين والاشوريين والاكديين  ام جاءوا من الجزيرة العربية  .

 

 

في المثقف اليوم