أقلام حرة

كمال خريش انفاسه تودعها لغة اللون

akeel alabodسكة على طريق الموت تنتاب قلوب العابرين، تؤرق حكاياتهم، تصطف مع اتعابهم، تفتح أبواب الصمت امام اعينهم، تفترش الورق القديم، لعلها أنباؤهم تتلى، كما عاشق، عيون الشمس تؤرقه، فتنساب دموعه خجلا، ليغمض عينيه عن مهرجانات المتخمين بعيدا؛

أكفانه اجنحة ترتديها فضاءات الغربة، تصوغ من نسيجها قصصا تستقرئ عبر بصماتها أنباء الوطن المطعون بحراب الساسة، ومهزلة القرن الواحد والعشرين؛ 

الناصرية بقعة من الارض، ما انفكت مسافات الحزن المصلوب، على أعمدة الليل العالق فوق اكتاف الفقر المنكوب تتلوها، لعلها نبضات الشوق المنهك بأعباء الغربة تستعيد بعض كبريائها، لتنفض غبار الخوف عن أرشيفها القديم.

هي كما خارطة العراق، امرأة يتشح السواد انحاءها؛ ابناءها تودعهم المنافي، تقتفي اسرار صمتهم، تتأمل مرة اخرى مساحات اضوائهم، فتكتحل الزوايا ببقاع إرث ألوانه باقية تأبى ان تموت.

كمال خريش، واحد من أبناء هذه السكة المسافرة، الآخرون جميعا ما زالوا ينظرون الى تلك اللوحة العالقة، يزفون انفاسه المتعثرة، احتفاء بتاريخ ما زالت أزهاره تنبض بالحياة.

 

عقيل العبود - ساندياكو 

 

 

في المثقف اليوم