أقلام حرة

قصف غزة وتزييف الأسباب!

bakir sabatinهل يحرج موقف التحالف الخليجي الصهيوني من حماس!

وماذا عن رغبة عباس في تنفيذ هذه الضربة إسرائيلياً ضد الاتفاق الحمساوي الدحلاني!

قصفت طائرات من نوع ف 16 تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي والمدفعية الإسرائيلية،عصر أمس الإثنين الموافق 26 يونيو 2017، موقع للإدارة المدنية وآخر للمقاومة في شمال قطاع غزة، وقصفت طائرات استطلاع عدة مواقع للمقاومة وسط مدينة غزة، وذلك بعد وقت قصير من قصف مدفعية الاحتلال الإسرائيلي بقذيفة مدفعية واحدة على الأقل أراضي المواطنين في بلدة بيت لاهيا. وأدى القصف إلى إصابة مواطن بجراح، فيما بلغ عن أضرار بالممتلكات وخسائر بالمحاصيل الزراعية ونفوق العديد من رؤوس الأغنام...وبحسب بيان الجيش الإسرائيلي فقد جاء القصف بذريعة الرد على إطلاق قذيفة من القطاع صباح أمس والتي سقطت في منطقة نفوذ مجلس المستوطنات 'أشكول' دون التبليغ عن أضرار أو خسائر.

القصف جاء في الوقت الذي خلطت فيه جميع الأوراق الشرق أوسطية دون أن تفهمم من ذلك أية رسالة تكون واضحة المعالم وفق معطيات الأزمات في الوطن العربي (وخاصة الخليج العربي المتأزم والمنقسم على نفسه) والتي من مخرجاتها اعتبار حماس منظمة إرهابية، بحيث سيحرج هذا القصف الإجرامي الموقف الخليجي المتحالف مع الكيان الإسرائيلي على اعتبار أن الأخير هو الضامن للأمن الخليجي ضد إيران كما صرح بذلك ملك البحرين في أكثر من مناسبة.. هذا بإضافة إلى أزمة الانقسام الفلسطيني الداخلي..

وبعيداً عن إحراج هذا القصف الإسرائيلي البرري للموقف الخليجي الذي يدرج حماس في قائمة الإرهاب.. والذي كما يبدو اختلقت مبرراته إسرائيلياً قد جاء استجابة لضغوط عباس على شركائه الإسرائيليين في الملف الأمني باتجاه ضرب غزة لإفشال الاتفاق الأولي ما بين حماس ودحلان الذي يُعَدُّ له سراً بإشراف مصري والرامي كما تشير التسريبات من مسودته الأولية إلى تسليم دحلان رئاسة الحكومة البديلة في غزة إضافة للمعابر بين غزة ومصر على أن يلتزم دحلان بتأمين الدعم المالي اللازم لتشغيل عجلة التنمية ووضعها على سكة التنمية المستقبلية اللازمة.. واستعادة الكوادر الإدارية التي فصلتها حكومة السلطة في رام الله بداية الانقسام، ومنح دحلان الحق بتشكيل كوادر أمنه الخاص على أن تستلم غزة وزارة الداخلية دون ذكر لأية شروط تتعلق بالمقاومة وجاهزيتها، إلا ما يتعلق بمنع أي دعم خارجي سواء كان مادياً أو أيدلوجياً؛ من شأنه إفساد آلية تنفيذ بنود الاتفاق..والمقصود في هذا السياق قطر الراعية بحسب الأجندة الخليجية لجماعة الإخوان بالإضافة إلى إيران وتركيا وحزب الله.. وهذا الاتفاق كما هو معلن ضمنياً يجيء مهدداً وجود عباس على رأس السلطة لأن حكومة غزة الدحلانية المتحالفة مع حماس جاءت لتسوّي العلاقة المتعثرة بين حماس والسلطة الفلسطينية مستقبلاً ممثلة بالنائب دحلان ما دعا الأخير الطلب من العدو الإسرائيلي ضرب المقاومة وخاصة حماس في القطاع المحاصر إلى حد الاختناق.. رغم أنني أخشى من دخول دحلان قطاع غزة ومعه كل هذه الصلاحيات التي قد تقلب الموازين في غزة؛ لتؤدي بالتالي إلى ضرب المقاومة على اعتبار أن دحلان يمثل حصان طروادة الإماراتي الإسرائيلي كما هو معلوم!!

ففي المعادلة الفلسطينية وأزمات المنطفة كل شيء جائز.

 

 

في المثقف اليوم