أقلام حرة

لن تسقط أزهار الربيـع

shakir alsaediأثبتت التجارب والدراسات إن أحسن ما نستعد به للغد هو أن نركز كل ذكائنا وحماسنا في إنهاء عمل اليوم وبذلك نطرد القلق من أفكارنا ونجنب أنفسنا التفكير في المصاعب المقبلة دون إن نحمل همها الأيام الكثيرة فنَضعف أنفسنا ويتملكنا الإعياء والقلق بسبب ما صرفناه من مجهود فكري، حتى إذا وقعت مشكلة ما سواء كانت عشائرية أو داعشية أو تولت المرء صعوبة من مصاعب الحياة وجد نفسه ضعيفاً لا يستطيع مواجهتها جسدياً ولا روحياً.

إذن أقتنع بحالتك الحاضرة مهما كان متجهمة، واعمل جاهداً لتحسينها دون قلق أو خوف من المستقبل، اترك المستقبل للقادم يتكفل به وتكفل أنت بيومك تجد نفسك سعيداً هادئاً .. لذا تجد إن اغلب مرضى المستشفيات هم من الذين أثقلهم الإرهاق العصبي و العقلي والفضائيات العراقية والعربية، ففقدوا الثقة في أنفسهم وتمكن القلق والوهم منهم فأضناهم .

إن هناك أمراضاً لا تظهر إلا بعد إن تستقر في الجسم مثلها كمثل السيارة التي يجب إرسالها إلى الغسل والتزييت بين فترة وأخرى،  فأن لم تفعل فقد تقف بك في منتصف الطريق وقد يكلفك إصلاحها عندئذ مبلغاً كبيراَ.

لا تنس ابتسامتك ووجهك الطلق .... إن للابتسامة أثراً في النجاح وفي طرد الهم والإرهاق والوهن العصبي منك، لان ليس كل من يواجه أزمة يتمكن من الاستفادة منها، لكن الكثيرين ممن يجتازون تجربة التغيير يصبحون أفضل استعداد لمواجهة أي تحد قد يعترضهم، وكما قال الزعيم الروحي للهند - مهاتما غاندي (1948 -1869 ) - العين بالعين تجعل كل العالم أعمى  .

وهناك نوع من البشر ممن يحمل القلق في روحه وقلبه، فإذا تعرض إلى مشكلة ما في الحياة حمل همه منذ الساعة الأولى وضاق صدره ..  وكان من المفترض إن يتركه ليومه وان يتفرغ لإنجاز إعماله اليومية الحاضرة، وإذا ساروا في الشارع سلموا على الناس بوجوه كالحة متجهمة، وإذا تحدث إليهم شخص بانت النرفزة في حديثهم، وإذا زارهم صديق ضاقوا به صدراً ..  فهم أبداً في غضب مقيم وعتب دائم على الأرض وسكان الأرض لا يعرفون السعادة ولا ينعمون بالهدوء والراحة، المهم لن تسقط أحلام وأزهار الربيع.. مرة أخرى.

 

بقلم: شاكر عبد موسى الساعدي/ العراق- ميسان

         

 

في المثقف اليوم