أقلام حرة

حقيقة الصراع القطري – السعودي

shakir alsaediالفتنة بين العرب المسلمين اليوم أصبحت حقيقة واضحة، حيث لا يمكن السكوت عنها أو تجاهلها ولا يجوز التقاضي عنها ولا يصح التسامح معها .. هذه الفتنة اليوم تنفجر في العراق وسوريا واليمن وليبيا ومصر وباكستان وأفغانستان وتتسبب في مذابح وحرائق وانتهاك الحرمات وتكفير للمسلمين وغير المسلمين  سببها دول عربية وإسلامية ودول كبرى وصغرى وفضائيات مسمومة وصحف واسعة الانتشار ومؤتمرات تعقد خارج البلدان هنا وهناك وزيارات متبادلة لرؤساء دول كبرى لعقد تحالفات جديدة بعد أن فشلت التحالفات القديمة أو تضاربت المصالح بين المتحالفين، وهي من أقسى ما عرفه التاريخ الإسلامي من الفتن بين المسلمين، وأخره الصراع القطري – (السعودي - الإماراتي – البحريني - المصري) .. السبب الظاهر له دعم دولة قطر للحوثيين ولمنظمة حماس الفلسطينية، وتهنئة الرئيس الإيراني روحاني بمناسبة تجديد انتخابه رئيس لإيران، ودفع فدية للعراق بعد أطلاق سراح القطريين المختطفين وتعامل قطر التجاري الواسع النطاق مع إيران ..... الخ من المبررات .

وحسب قراءتي المتواضعة للأحداث فالصراع بين قطر والسعودية ليس على ما أنتم تسمعون به في وسائل الإعلام المختلفة، وإنما له أسباب خفية أخرى بعيدة جداً عما نسمع من أخبار وتحاليل وغيرها، فهو ليس اختلافاً بينهم على دعم الإرهاب لأنهم جميعا يدعمون الإرهاب بكافة أشكاله وصوره المقيتة وهم جميعا من يموله بالمال والسلاح والسياسة .. وتدمير العراق وسوريا وليبيا واليمن أكبر شاهد على همجيتهم الصحراوية الموغلة في البداوة المتخلفة والقتل والتشفي بالأخر ... وما نرى اليوم من اختلاف بين الإخوة الأعداء هو من اجل الجزية التي دفعوها لأمريكا أثناء زيارة الرئيس الأمريكي ترامب للسعودية في نهاية الشهر الماضي وكان الاتفاق بينهم وهم قطر والسعودية والأمارات على دفع المبلغ بالتساوي لكن قطر رفضت الدفع بينما السعودية والأمارات دفعتا المبلغ المفروض عليهما وهذا سبب الاختلاف الذي أشعل الحرب الكلامية والاقتصادية بين قطر من جهة والسعودية وحلفائها من جهة أخرى وليس شيئاً أخر، ونحن نرى ونسمع منذ نشوب الأزمات في بلداننا هذا الطرف يدعم الأخوان المسلمين وأخر يدعم الجيش الحر السوري وأخر يدعم داعش والقاعدة وغيرها من التنظيمات الإرهابية وأن اختلافهم ما هو إلا اختلاف داخلي ليس من أجل محاربة الإرهاب والقضاء عليه وإنما تغليب إرهاب على إرهاب أخر وتغليب جماعة على أخرى لان الإرهاب في بلاد المسلمين أصبح إرهاب متعدد الجنسيات  ليس غير. حيث كشفت وثيقة صادرة عن السفارة القطرية في العاصمة الليبية طرابلس في أيلول عام 2012 عن تمكن قطر من تجهيز نحو 1800 مقاتل من شتى دول المغرب العربي وشمال إفريقيا للقتال ضمن صفوف الجماعات المتطرفة في العراق.

نعم في بلاد العرب والمسلمين يمارس هؤلاء العربان الاغتيالات والإرهاب والقتل ويدبرون الانقلابات العسكرية، حتى تركيا القريبة من قطر شهدت انفجارات وقتل منظم، كذلك مصر القريبة من السعودية تتعرض بين فترة وأخرى لموجة انفجارات واغتيالات لطائفة الأقباط المسيحيين،وإيران المتعاطفة مع قطر شهدت مؤخرا انفجارات واسعة في العاصمة طهران .. أنهم يدعمون أسوء الإرهابيين في العالم ويمنحونهم المال والسلاح والملجأ ويتعاملون معهم كأصدقاء.. وقد  قدموا الدعم للحكومة الإسرائيلية علانية بشكل مباشر أو غير مباشر من خلال أدراج المقاومة اللبنانية (حزب الله) ضمن قائمة الأحزاب الإرهابية كذلك التطاول على الحشد الشعبي العراقي وتصنيفه كمليشيات في أجهزتهم الإعلامية المشبوهة ومؤتمراتهم الداخلية والخارجية  ومن هنا يقول الرسول الأكرم (ص) في حديث له (إن العقل عقال من الجهل) أي إن العقل يمنع الإنسان من التحرك بجهل وبغباوة وتهور وليس عقال الشر الذي يرتدون.

بين عشية وضحاها  فقد القطريون رغد العيش عندما أصبح رغيف الخبز الذي كانوا يبتاعونه بريال قطري  ليصبح بخمسمائة ريال نتيجة المقاطعة الاقتصادية والمحاصرة السياسية ، حتى علبة الماء التي كانت بنصف ريال قطري وكانت تملأ الشوارع والدور أصبحت تجثوا الركب للحصول عليها، و بلمحة بصر أمسوا منعمين .. وأصبحوا محاصرين، فما حل بأشقائهم  وأخوتهم سوف يحل بهم ما لم يراعوا الله ويحافظوا على النعم والخيرات التي مٌن الله بها عليهم ...... اللهم أنا نعوذ بك من زوال نعمتك ومن فجأة نقمتك ومن تحول عافيتك .

 

شاكر عبد موسى الساعدي // العراق

 

في المثقف اليوم