أقلام حرة

هل الاسلام الذي يزاوله تجار السياسة واصحاب رؤوس الأموال من ذوي العمائم هو الاسلام الحقيقي ام المزيف؟

akeel alabodالاسلام الحقيقي هو تلك المبادئ التي امن بها بلال ذات يوم، حينما وضعوا الصخرة فوقه وهو يصرخ احد احد. وهو المقولة التي لاجلها نهض ابو ذَر مناديا لأجل الفقراء، هو ذاك الذي ذات يوم حفاظا عليه، ثار الحسين مضحيا بعياله وماله. هو ذاك الذي اطلق به علي ع ذات يوم مقولته الشهيرة حين قال "لو كان الفقر رجلا لقتلته".

أما هذا الذي نسمع عنه هذه الأيام، هذا الذي تحت عنوانه تسرق الأموال، وتخبئ الكنوز وتهرب الاثار، وتقتل النفوس وتكفر الأديان وتهدم المنائر والكنائس، ويتم اغتيال هذا وذاك من الأحرار والطيبين، فهو ليس الا طريقة بها تم ادخال ما يراد العمل عليه وبرمجته وفقا لنسبة معينة من الخطط، وبلغة حاذقة الذكاء، من قبل مصالح واجندة وعقول، بغية تمشية برامج سياسية، استخدم فيها الترويج الدعائي لشخصيات معينة متزعزعة وضئيلة، ويسهل استخدامها لهذه الأغراض، وقد تم إشراكها وتوريط البعض منها في الحكومة والسياسة، والعسكر، حتى صار لها باع في باب الاعلام السياسي، وبهذا تحولت بعض العمائم وحواشيها الى طبقة مترفة، ونمت من خلالها طبقات وفئات أفسدت الحياة الاجتماعية والدينية والسياسية، لذلك يعد التدقيق في موضوع هؤلاء المنتفعين والطفيلين واجب شرعي وأخلاقي.

لقد تحول العراق اليوم الى مشروع تجاري ضخم يديره هذا وذاك من الذين اثرتهم زعامات الدين السياسي، وأثرت أصحابهم، بينما تعرض الاخرين الى التجويع بعد استنزاف خيرات البلد. والأنكى ان هذا الشعب البائس لا زال مصدقا ان هذا وذاك ممن يتسيد حلبة السياسة هو من يمثل الدين، وقانون الدين، واحكام الدين.

لهذا استطاع مشرعو قانون تخريب الاسلام احتوائه تحت سطوة هذا وذاك ممن يتسيدون اليوم الساحة السياسية مع العصابات المتطرفة من اصحاب السوابق ممن أتيح لهم المجال للاختباء تحت راية وأسماء أهل البيت تارة، وتحت راية الفتوى تارة اخرى، حتى تسنى لهم وبالكامل النهب والقتل والإخلال بحقوق هذا الشعب.

لذلك اليوم لو جاء علي ع، لصادر اموالهم وجميع ما يمتلكون هؤلاء الذين باذقانهم الممسدة، وما يتنعمون به يقفون بلا استحياء امام شعب اكثر من نصفه يتضور جوعا وهم يتحدثون عن قيم الامام الحسين ع.

 

عقيل العبود/ ساندياكو

 

 

في المثقف اليوم